إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ.. حقق الزمالك فوزًا غاليًا على نادي الترجي التونسي بثلاثة أهداف مقابل هدف في ذهاب دور الثمانية من دوري أبطال أفريقيا ليكرر فوزه على نفس الفريق خلال أسبوعين وبنفس النتيجة. بدأ كارتيرون المباراة بالرسم التكتيكي 4.2.3.1 بوجود تغيير وحيد عن مباراة السوبر الأفريقي والمحلي باشتراك أوناجم بدلا من أوباما المصاب. بينما معين الشعباني أجرى 4 تغييرات كاملة، إيهاب المباركي في اليمين بدلا من سامح الدربالي وحموده بدلا لبلال بن ساحة في الجناح الأيمن وبن رمضان بدلا من كوامي بنسو وشمس الدين الزوادي بدلا من خليل شمام في قلب الدفاع ليبقي على نفس الرسم التكتيكي 4.3.3. أخطأ كارتيرون مع بداية المباراة بإشراك أوناجم في الجناح الأيمن حيث أن حازم امام يحتاج إلى الدعم دفاعيًا وهو ماحدث في لقاء السوبر بوجود زيزو في الجناح الأيمن لكن مع إصابة أوباما أربكت خطط كارتيرون فأشرك أوناجم في هذا المركز.. أوناجم في الأصل جناح أيسر وليس جناح أيمن فكان من الممكن إشراكه في مركز الجناح الأيسر وإشراك زيزو في الناحية اليمنى لإيقاف غارات الترجي من الناحية اليسري عن طريق الشيتي وبن غيث وحمدو الهوني. منذ بداية اللقاء شكل الترجي 3 هجمات خطيرة من نفس الناحية بسبب عدم قدرة حازم إمام على صد هجمات هذه الناحية مع غياب مساندة أوناجم. كرة الهدف كانت خطأ فادح من حازم إمام الذي دخل للعمق دون داعي وشاركه مشاركه طفيفه محمود علاء في الدخول جانب الونش أيضًا دون داعي مع وجود عبدالشافي بعد تسجيل الترجي للهدف حدث تراخي معتاد مع ظهور أول للزمالك مع تسديدة أولى في الدقيقة 30 ليسجل أوناجم هدفه الأول. نقطة التحول المحورية في اللقاء كانت إصابة إلياس الشيتي الذي كان يشكل جبهة نارية يسارية للترجي، مع نزول خليل شمام اختلت الناحية اليسري ومع أول خطأ لشمس الدين الزوادي في التشتيت وصلت الكرة لأوناجم ومع تباطؤ شمام في الضغط فأتاح الفرصة لأوناجم في التسديد وتسجيل الهدف الأول للزمالك مع وجود خطأ من معز بن شريفية. توقيت الهدف كان ممتازا للزمالك فعاد للمباراة ولم يكن محمود علاء محظوظًا بعدها في رأسية ارتطمت بالعارضة. خليل شمام طوال 70 دقيقة لم يلعب أي كرة عرضية، بينما إلياس شيتي خلال 20 دقيقة لعب كرة عرضية واحدة وكانت غير صحيحة. بالمثل بعد خروج الشيتي لم يظهر حمدو الهوني في أي مناسبة خطيرة للترجي بخلاف كرة الهدف لكن وضح لكارتيرون أن الجبهة اليمني للزمالك تعاني فكان كارتيرون بين حلين.. الأول هو تحريك أوناجم للناحية اليسري وزيزو في الناحية اليمني ليساند حازم إمام.. أو الحل الثاني الذي فعله كارتيرون حيث أن بن شرقي في الأساس لا يلعب في مركز 10 وكان يؤدي دور أوباما ولكن كان هناك رقابة لصيقة عليه من وسط الترجي فقام كارتيرون بتغيير مركزه للجناح مع دخول زيزو في العمق. وصولًا للدقيقة 70 سيطر الزمالك على المباراة وأصبح يمرر الكرة بشكل ممتاز فعلى سبيل المثال مرر الزمالك في الشوط الأول 92 تمريرة بينما في الشوط الثاني 192 تمريرة بعدما استحوذ على المباراة.. ومن كرة عرضية ومن خطأ في التمركز من شمام ودفاع الترجي كما في مباراة السوبر سجل بن شرقي الهدف الثاني في مرمى الترجي واتبعت بطرد لبن رمضان ليفقد الترجي المباراة بالكامل. تغييرات كارتيرون كانت متأخره نسبيًا لكن طالما حقق الغرض من المباراة فلن يتم التطرق لها كثيرًا. الدرس المستفاد ان الزمالك يعاقب منافسيه لضياع الفرص بعدما عاقب الأهلي في السوبر يعاقب الترجي بنفس الطريقة.
