وهل يكفي أن نكون يدا واحدة؟ وماذا ليد واحدة أن تفعل؟ إن المكسب الحقيقي أن تتفق الأيدي علي الهدف، فيلخلق بينها نوع من التوافق العضلي العصبي الذي يجعل عملها متناغما لاتعارض فيه، ويبقي لكل منها لونها وشكلها الخاص. ذكرني ذلك بالشاب الرياضي النشيط الذي نراه جالسا علي طرف قارب التجديف وأولئك الشباب علي الجانبين الذين يأتمرون بأمره فيسرعون أحيانا، ويبطئون أخري، تتعلق أعينهم بإشاراته لا يخالفونها قيد أنملة، فهل لنا في يوم من الأيام أن نصبح كهذا القارب المنطلق بقوة للأمام تحركه عزيمة ركابه ويقوده عقل واحد لا يهدف إلي شئ سوي التقدم للأمام ... وحدة ... لا اتحاد ... وحدة في الغاية والهدف ... لكن ماذا لو تحول كل شاب من هؤلاء الشبان إلي قائد يري في وجهه نظره الخلاص الوحيد، هل يتحرك القارب إلي الأمام! ... أم يظل في مكانه! ... أم يرجع للوراء! ... وقد يغرق أمام شدة التيار وإختلاف القواد ...! إن اليد ما هي إلا تابع لعقل يحركها، فعلي أي شئ يجب أن نركز جهودنا...علي اليد، أم علي محركها؟ لابد أن تكون الدعوة نحو وحدة العقول ... هدف واحد واتفاق علي الطريق ... إن المشكلة الحقيقية أن الأيدي تتعانق لكن أبدا لم تتعانق العقول، أبدا لم تتفق علي وحدة الهدف والطريق ، وطالما بقي الأمر كذلك فلا أمل في التغيير ...! أما في اللحظة التي ستتعانق فيها العقول ... لا الأيدي، ستكون تلك هي لحظة البداية نحو عقل واحد ... لا نحو يد واحدة وعقول متناحرة .