أكد «منتدى الطفل الأفريقي» الذي عقد أولى حلقاته الليلة الماضية في مكتبة القاهرة الكبرى، تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، أن عدد أطفال أفريقيا سيصل إلى المليار بحلول عام 2055، مما يجعلها أكبر القارات من حيث عدد الأطفال، وسط تحديات صحية كثيرة تواجه الطفل الإفريقي، تؤثر عليه وتحول دون نموه على النحو المرغوب فيه، مما قد يعوق التنمية المستدامة المنشودة لدول القارة. وأشارت مناقشات المنتدى إلى أن هذه التحديات تتمثل في الإفتقار إلى المياه النظيفة، وخدمات الصرف الصحي، والتغذية الملائمة، والخدمات الصحية الأساسية، مشددا على أن هذه التحديات قد تؤدى إلى وفاة الأطفال، حيث تحدث معظم حالات وفيات الأطفال دون سن الخامسة نتيجة لأسباب يمكن منعها أو علاجها مثل المضاعفات أثناء الولادة، والالتهاب الرئوي، والإسهال، وتسمم الدم في المواليد والملاريا. وكانت فعاليات المنتدى قد بدأت بجلسة افتتاحية تحدث فيها كل من ياسر عثمان مدير المكتبة، أعقبه الدكتور أشرف قادوس رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية، واختتمت الجلسة الإفتتاحية بكلمة للدكتور السيد فليفل رئيس المنتدى عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا السابق بجامعة القاهرة، وعضو برلمان أفريقيا. وعقب الجلسة الافتتاحية، ألقى الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال محاضرة بعنوان «التحديات الصحية للطفل الأفريقي في منتدى الطفل الأفريقي»، تناولت لمحة سريعة حول معدل وفيات الأطفال في العالم عامة وقارة إفريقيا خاصة والأمراض الأكثر انتشارا بين الأطفال الأفارقة والتي تودي بحياتهم، ومنها الإلتهاب الرئوى، والملاريا والإسهال والإلتهاب السحائي الوبائي والحصبة والإيدز وأنيميا نقص الحديد. ودق بدران ناقوس الخطر، مستندا على الإحصاءات الحديثة الحالية، التي توقعت وفاة 31 مليون حالة دون سن الخامسة في إفريقيا بين عام 2018 و2030، مشيرا في محاضرته، إلى أن البلدان الأفريقية منخفضة الدخل تواجه تحديات صحية كبيرة، وأن احتمالات وفاة الأطفال الذين يولدون في براثن الفقر تكاد تكون ضعفي أولئك الذين يولدون لأسر أكثر ثراء، حيث يتوفى طفل من كل 13 طفلا في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى قبل بلوغه سن الخامسة مقابل طفل واحد من كل 185 طفلاً في البلدان مرتفعة الدخل. وتابع، أنه رغم انخفاض معدلات الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 58 في المائة بين عامي 1990 و2017، إلا أنه لا يزال، أكثر من نصف وفيات الأطفال في العالم (5.4 مليون) دون الخامسة من العمر تحدث في أفريقيا. وذكر أن الالتهاب الرئوي والملاريا والإسهال تتسبب في 36 في المائة من وفيات الأطفال دون سن الخامسة في أفريقيا، وأن الجوع يعد عاملا مشتركا في 45 في المائة من وفيات الأطفال، مؤكدا أنه في أفريقيا، يعد الالتهاب الرئوي مشكلة صحية عامة، ومع أنه مرض يمكن الوقاية منه تماما، إلا أنه يحصد أطفالًا أكثر من أي مرض آخر- أكثر من الإيدز والملاريا والحصبة مجتمعة. وأوضح بدران أن تغير المناخ يشمل تهديدا كبيرا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في أفريقيا، وأن ارتفاع درجات الحرارة في أفريقيا زاد بشكل كبير خلال ال 50 إلى 100 سنة الماضية، وأضر ذلك بالأمن الغذائي في القارة.