برغم كل الحوارات والمناقشات الجانبية على هامش منتدى شباب العالم حول مستقبل صناعة الصحافة فى مصر، وبرغم كل التكهنات بشأن من يبقى ومن يرحل من القيادات الصحفية والإعلامية.. الحركة التى تأخرت عامًا كاملًا.. كانت عينى على مستقبل الإبداع والفن فى مصر.. فهى القوى الناعمة التى ينبغى أن تكون ضمن أولويات الرئيس، ولا أحد غير الرئيس! فمازال الأمل معقودًا على الرئيس نفسه.. وقد يسألنى سائل: لماذا الرئيس؟.. وأين المؤسسات؟ ومتى نعمل بلا تعليمات أو توجيهات؟.. وأنا معهم أيضًا ولكن عندما نبنى المؤسسات، ونحافظ على المؤسسية.. ساعتها نتكلم عن سياسة الإعلام وصناعة الفن.. ونتكلم عن القوى الناعمة للدولة المصرية.. وأعتقد أن مصر فى طريقها لبناء منظومة ثقافة عصرية، بداية من 2020، خاصة أننا نفتتح فيه المتحف المصرى الكبير! وأظن أن أى تجمع إعلامى لابد أن يناقش قضايا الصحافة والإعلام ودور الدولة فى تعويم المؤسسات الصحفية، بنفس الطريقة التى تعوم بها المصانع المتعثرة.. نعم المؤسسات تحتاج إلى تعويم.. تحتاج إلى دعم مثل رغيف الخبز.. الثقافة غذاء العقول.. كما أن الخبز غذاء البطون.. أيضًا لا أظن أن يغيب عن هذه النقاشات تعزيز مناخ الحريات.. فهو رأس الحربة فى نهضة أى صحافة أو ثقافة.. فالحرية قبل الموارد المالية! وأتصور أن الدولة التى تفتح بابها لآلاف الشباب المبدع الموهوب من العالم ليرسم ويغنى على مسرح شباب العالم، لابد أنها تفكر فى نهضة ثقافية تظهر من خلالها مواهب فى الكتابة والرسم والغناء.. وتذكرنا بالزمن الجميل أيام العقاد وطه حسين والحكيم ومحفوظ وأم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب.. وموسيقيين مثل السنباطى وبليغ حمدى، فضلًا عن أدباء وفنانين وشعراء.. هذه مجرد نماذج لجيل من عباقرة مصر! تغيير ثقافة المصريين لا يتم إلا من خلال عمل كبير، تحت إشراف رئاسى.. ساعتها يحضر الرئيس احتفالات معرض الكتاب.. ويحضر مناسبات فنية كبرى.. ويكرم الموهوبين فى الفن والثقافة والإعلام.. وكنت قد دعوت الرئيس، فى مقال سابق، لتقديم مشروع ثقافى يليق بمصر ومكانتها.. وتلقيت ردًا بأنه فكرة جيدة تستحق الدراسة، وتفاعل مع الفكرة الفنان فاروق حسنى، والسفير عبدالرؤوف الريدى، وغيرهما! مصر لن تطير إلا بجناحين.. أحدهما الإعلام والآخر الثقافة.. أيضًا سوف تتقدم بالعلم.. وسوف تتقدم بالصناعة.. مشكلتنا الآن هى الصناعة.. صناعة الصحافة والإعلام وصناعة الثقافة وصناعة المستقبل.. أعتقد أنها فى خطة الرئيس.. وإذا كان قد انشغل بتهيئة مصر لهذه الخطوة، فإن الخطوة القادمة هى الفنون والثقافة والسياسة.. إنها نقلة كبرى من شبه الدولة، إلى الدولة القوية! قطعا، لا أقول ذلك لإحساسى بالتفاؤل المفرط، إنما لأن هناك أشياء على الأرض، ولا أبالغ إذا قلت إن 2020 سيكون عام السياحة والثقافة والفنون.. وسيكون عامًا تحصد فيه مصر ثمار تعب خمسة أعوام مضت!.
