أعلنت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر تبني مقترح مؤسسة أخبار اليوم لاكتشاف الموهوبين والمبدعين في الفنون والآداب والعلوم ودعمهم بشكل مستمر من خلال تبني الاصدارات الصحفية القومية لهذه المواهب ومساندتها وتسليط الضوء عليها ليشكلوا رصيد مصر الحالي والمستقبلي من رموز القوي الناعمة التي تحتاجها مصر وطالما تميزت بها وكانت أحد مكامن قوتها علي مر العصور، وأمرت الهيئة بتشكيل لجنة دائمة لرعاية الشباب الموهوبين للتنسيق مع الوزارات المعنية.. وتقرر توجيه الدعوة لوزراء الشباب والتنمية المحلية والتعليم العالي لاطلاق المبادرة غدا الثلاثاء بمقر دار أخبار اليوم. جاء ذلك خلال الاجتماع التشاوري الثالث الذي عقدته الهيئة لرؤساء تحرير ومجالس ادارات الصحف القومية مساء اول امس بمقر مؤسسة اخبار اليوم والذي استعرض ورقة اعدتها الهيئة حول دور الصحف القومية في ايقاظ القوي الناعمة المصرية. شارك في الاجتماع د. عصام فرج ومحمد الهواري وعبد الله حسن من أعضاء الهيئة، وياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم وخالد ميري رئيس تحرير جريدة الأخبار وعبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وسعد سليم رئيس مجلس إدارة دار التحرير للطباعة والنشر وعبد الرازق توفيق رئيس تحرير جريدة الجمهورية، وعمرو الخياط رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم، وعلي حسن رئيس مجلس إدارة وتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، وعدد من رؤساء تحرير الصحف القومية الاخري. منارة الثقافة في البداية رحب الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم بأعضاء الهيئة ورؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية في مؤسسة أخبار اليوم، وأكد أن القوي الناعمة لمصر تتمثل في الفنانين والأدباء والعلماء ورجال الدين والدعوة والتلاوة علي مر الأزمنة والعصور، وأشار إلي أن مصر ربما لم تكن دولة عظمي اقتصاديا وعسكريا ولكنها دولة عظمي ثقافيا وفي القوة الناعمة فهي مجددة الفنون ومنارة الأدب والثقافة في المنطقة. وأضاف رزق أنه عندما نتحدث عن دور الصحافة المصرية في إيقاظ القوي الناعمة فدورنا ليس اكتشاف هؤلاء النجوم المبدعين في الفنون والعلوم والاختراعات والشعر والمسرح والغناء والسينما ولكن الدور الأساسي هو تحويلهم كنجوم ورموز يمثلون ذخيرة مصر من القوة الناعمة، وأشار إلي أن مصر لديها تجارب متعددة، فبعد ثورة 1919 لمع عباس العقاد ونجيب محفوظ وطه حسين، وكذلك بعد ثورة 1952 ظهر المبدعون في الأدب والغناء والموسيقي والشعر. وتمني رزق أن تعود مصر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو إلي ريادتها في كافة أنواع الآداب والفنون والابتكارات والاختراعات في مختلف المجالاتوتبني مسابقة ابداع بالتعاون مع وزارتي الشباب والتعليم العالي لاكتشاف الموهوبين في الفنون والأداب والعلوم ومتابعتها لتدعيم القوي الناعمة في مصر، وطالب خلال كلمته في الاجتماع، أن يكون المشروع برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظرا لاهمية تدعيم جميع المواهب معنويا من خلال الإعلام وتقوم الحكومة بتقديم الدعم اللازم لهم مع التركيز علي القري والأرياف. ومن جانبه انتقد الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين،غياب الحكومة الكامل عن دعم القوي الناعمة ودعم الصحافة والثقافة، وشدد سلامة خلال كلمته علي ضرورة وقوف الحكومة مع كافة القطاعات للحفاظ علي مستقبل البلد والعقول. مصادر القوي وأكد خالد ميري رئيس تحرير جريدة الأخبار، أن الصحافة القومية هي أحد مصادر القوي الناعمة وأن الدستور حدد مهامها، وشدد علي ضرورة إستعادة الصحافة القومية لدورها وتأثيرها حتي تسترد مصر قوتها الناعمة ودورها وتأثيرها داخل مصر وبالوطن العربي. وأضاف ميري، أن الصحافة القومية ليست شركة تبحث عن الربح وأن الدستور يلزمها بأن تقوم بمهام محددة لتخدم كل قضايا الدولة، وطالب المسئولين والحكومة بقراءة الدستور بشكل جيد ومعرفة دور الصحافة القومية، كما طالب الحكومة بمساندة الصحافة القومية حتي يتسني لها القيام بدورها تجاه الآخرين ومساندة الحكومة داخل وخارج مصر. ومن جانبه شدد كرم جبر رئيس الهيئة علي ان ثقافة مصر هي عصارة وعي أدبائها العظام الذين يتجاوز عددهم عن دول كثيرة صغيرة وايضا فنانيها الكبار لذلك فان هذه الثقافة هي احد اهم القوي الناعمة لمصر في سبيل التصدي لكافة المؤامرات التي تستهدف الدولة. واكد ان المصريين حسموا منذ زمن قضية الوحدة الوطنية وارتضوا ان تكون علاقتهم بشركاء الوطن الاقباط علي قاعدة المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات. الصراع الطائفي وكان المسمار الذي ارتد لنعش الإخوان هو محاولتهم إشعال الصراع الطائفي والانتقاص من حقوق الأقباط، وخاب سعيهم لافتعال معارك تشق وحدة الصف، وفوجئوا أن مسلمي مصر هم أول المدافعين عن الأقباط، وأن الأقباط في وقت المحنة لم يستقووا بالخارج، وإنما بأحضان الوطن، واصبح العدو المشترك، هو من يحاول بث الفتن بين عنصري الأمة. وتضمنت رؤية الهيئة الوطنية أن »التعايش السلمي« الهادئ من أهم مكونات الشعب المصري، وتسعي بعض القوي المعادية إلي الصراع والتقاتل وليس الانسجام والتناغم، ولم يفهموا أن هذا البلد الذي يعيش فيه 95 مليون مواطن، لا يستطيع أن يتحمل ضريبة أطماعهم السياسية، فبادر بالتخلص منهم قبل أن يمزقوا نسيجه الوطني. كما تضمنت الرؤية أن حماية مصر من أهل الشر، الذين يحملون السلاح ويهددون أمن المواطنين وحياتهم وأرواحهم في رقبة الجميع، وآن الأوان لكي يتحمل الشعب مسئوليته بجانب أجهزة الدولة. الاستنارة والضمير كما حذرت بأن الإساءة لسمعة مصر، وترديد انتقادات علي غير الحقيقة، تضر مصالحها وتضرب اقتصادها، ولن تنهض مصر ولن يعلو شأنها، الا اذا تسلح شعبها بالاستنارة والضمير، وتحررت العقول من الخرافات، وساد خطاب ديني يحترم الفكر المستنير. وأضافت الهيئة في رؤيتها أن الأزهر الشريف هو المؤسسة الشرعية، ويمكن أن ينفض عن ثوبه غبار الانغلاق، فلم يكن يوما الا منارة تهتدي بها الامة في عصور التدهور، والتجديد ليس عيبا ولا انتقادا ولا انتقاصا.