قال دكتور محمد القوصى، الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية أن مصر تستعد لإطلاق القمر الصناعي الأول «طيبة -1» وذلك يوم 22 نوفمبر الجارى، ويعد هذا القمر هو أول قمر مصرى يتم إطلاقة للإتصالات الفضائية والانترنت ويعتبر أول قمر في مثل هذة النوعية تملكه مصر، وهو يساهم في توفير بنية عريضة للاتصالات والانترنت في المناطق النائية والمنعزلة، وسيتم الإطلاق بواسطة صاروخ فرنسى وهو آريان 5 والإطلاق سيتم من منطقة اسمها غويانا الفرنسية وهى عبارة عن بلدة تابعة لفرنسا تقع في شمال أميركا الجنوبية وبيتم إطلاق أقمار الإتصالات الضخمة منها مثل طيبة 1. كما قال القوصى إن مصر أطلقت من قبل قمر النايل سات 101 وذلك سنة 1998، كما أطلقت النايل سات 102 وذلك سنة 2000، ولكن هذان القمران لم يعودوا داخل الخدمة، أما حالياً فهناك النايل سات 201، والذى يقوم بإستقبال البث التلفزيونى الحالى، كما أضاف أن الفرق بين طيبة 1 والنايل سات أن النايل سات للبث التلفزيونى أما القمر طيبة 1 فهو لتحقيق الاتصالات ما بين نقطة ونقطة أخرى لتغطية مصر بالكامل بالانترنت والإتصالات. وأضاف الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن قمر طيبة 1 سيقوم بتوفير خدمة الاتصالات والانترنت لجميع المستخدمين في جمهورية مصر العربية وان هذة الخدمة ستساهم بشكل أساسى في التنمية المجتمعية، والتنمية المجتمعية بتستمدها من استراتيجية مصر المستدامة 2030، وبالتالى سيساهم هذا القمر في التنمية المجتمعية فمثلا في مجال التعليم سيتم توفير خدمة الانترنت في المناطق النائية، والتى ستساعد على وجود التفاعلية في تلك المناطق. فيساعد على توفير خدمة التعليم عن بعد وذلك من خلال توفير شاشات تفاعلية تساعد التلاميذ في تلك المناطق من التواصل مع المعلمين في القاهرة أو الاسكندرية أو الأماكن التي تبعد حوالى 400 أو 500 كيلو، فنجد أن تلك الخدمة تساعد الطلاب على أن تتواصل بشكل مباشر وتقدم أسئلتها ويقوم المعلم بالإجابة، ويلزم تلك الخدمة وجود شبكة انترنت قوية لذا سيقوم هذا القمر بتوفير مثل هذة الخدمة، وهذا ينطبق أيضاً على الصحة فعندما يتم توفير الانترنت في المناطق النائية والتى لا يصلها الخدمة الطبية أو تصل إليها بعد وقت طويل، من الممكن القيام بما يسمى العلاج عن بعد من خلال شاشة تفاعلية وعند وجود حالة تستدعى يتم نقل الحالة إلى مكان الشاشة ويتم متابعة المريض من خلال طبيب موجود على بعد 300 أو 400 كيلو، ويقوم بالتشخيص وكتابة الدواء المطلوب، وتعد هذة إضافة جيدة لإنقاذ حياة المواطنين قاطنى تلك الأماكن النائية. كما أضاف القوصى، أن القمر طيبة 1 سيساعد أيضاً على نشر وتغطية مشروع التأمين الصحى على مصر كلها، وخاصة أن مشروع التأمين الصحى قد بدأ بالفعل بدءاً من محافظات القناة، ومع توفير الانترنت ستساعد على تمتع الكثير من المناطق النائية بخدمات التأمين الصحى، مضيفاً قوله أن هناك أيضاً الشمول المالى والذى يتيح للمواطنين استخدام الموبايل في التعاملات مع البنوك دون الذهاب إليها، وطالما أن هناك شبكة إتصالات قوية فضائية وشبكة انترنت قوية ستساعد المواطنين على استخدام مثل تلك الخدمة. وقد قال أن هناك بعد آخر للقمر طيبة 1، وهو البعد الآمنى حيث أن وبوجود هذا القمر لن تلجأ مصر لإستخدام قناة في قمر أجنبى لتحقيق الاتصالات ولكن ستقوم بإستخدام القناة الخاصة بقمر طيبة 1، والذى يساعد أيضاً على تأمين القناة في جميع الأحوال بعيداً عن أي عطل أو انقطاع للقناة، كما يقوم على تأمين سرية المعلومات والتى يتم تداولها خلال القناة التي تتبع القمر المصرى. وهناك أيضاً بعد آخر، وهو بعد الأمن القومى، فنحن حالياً نستخدم شبكة انترنت وشبكة اتصالات بتعتمد على معدات أرضية سواء بالنسبة للموبايل أو بالنسبة للانترنت، وسيقوم القمر المصرى بتوفير شبكة فضائية تعمل مع الشبكة الأرضية، مما سيساهم على توفير بنية تحتية قوية ومؤمنة للاتصالات في مصر. وعن التبادل التجارى والعمليات الإقتصادية قال القوصى، تعد الإتصالات هي القاعدة الاساسية للتبادل التجارى ولأنه بدون اتصالات سريعة ومؤمنة كثير من العمليات التجارية لن يتم لها النجاح وعملية الاتصال في نفس الوقت وفى الزمن المناسب تعد هامة جدا لموضوع التجارة. إضافة إلى أن القمر الإصطناعى سيقوم بتأمين الاتصالات للسفن العابرة لقناة السويس، فيعد إضافة جيدة لنشاط حركة الملاحة في القناة. وعن تغطية قمر طيبة 1 قال القوصى، سيقوم ذلك القمر بتغطية مصر بالكامل إضافة إلى بعض الدول العربية المحيطة وبعض الدول الإفريقية ومنها الدول الواقعة في حوض النيل، وذلك سيساعد مصر من تحقيق مزيد من الانفتاح على الدول الإفريقية وذلك عن طريق تقديم خدمة الاتصالات والانترنت لتلك الدول. كما أضاف أن هذا القمر هو بداية لسلسة من الأقمار، حيث سيوجد برنامج أسمه طيبة سات، ولأن عمر القمر طيبة 1 هو 15 عام، سيتم خلال تلك 15 عام تجهيز القمر التالى للاتصالات وذلك لتأمين وجود دائم لأقمار اتصالات فضائية في مصر. وقد قال دكتور محمد القوصى أن القمر الإصطناعى طيبة 1 لا علاقة له بإكتشاف البترول ولكن سيقوم القمر بخدمة الشركات التي تقوم بالبحث عن البترول في الأماكن النائية وذلك من خلال توفير الاتصالات والاتصالات التليفونية، إضافة إلى توفير الانترنت مما يساهم على مزيد من الاستقرار للشركات أثناء العمل. من جانبة قال الدكتورمدحت مختاراستاذ هندسة الاتصالات بالمعهد العالى للهندسة والتكنولوجيا بالعبور، ورئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء سابقاً، أن قمر طيبة 1 هو بنية فضائية مماثلة للبينية الأرضية فهو له ابعاد تنموية واقتصادية وسياسة، من أجل مساعدة المشروعات التنموية والتى تقوم عليها الحكومة الالكترونية من سد الفجوة الرقمية ومنظومة النقل الذكية، كما أضاف أن الغرض من هذا القمر هو تقديم خدمات الاتصالات مثل الشبكات الموجودة على الأرض والتى تقوم بتقديمها شبكات الموبايل وشبكات المصرية للإتصالات، فهو سيقوم بتقديم مثل هذة الخدمات ولكن من الفضاء، لذا سيكون هناك شبكتين موازيتين يعملان في نفس الوقت فإن حدث عطل ما في الشبكة الأرضية تقوم الشبكة الفضائية بكامل التغطية. كما أضاف مختار أن أي دولة ترغب في عمل تنمية مستدامة حقيقية لابد أن يكون لديها أكثر من شبكة اتصالات تبادلية، وخاصة أن الدول المتقدمة تمتلك منظومة في الفضاء بجانب المنظومة الأرضية، وهناك مثال أثناء الامتحانات عندما حدث تقصير من الشبكات الأرضية لو كان هناك شبكات فضائية في وقتها لما حدث مثل هذا التقصير. وقد صرح دكتور مدحت مختار أن هناك قمر آخر تعمل وكالة الفضاء على إطلاقة وهو قمر مصر سات 2 والذى بدأته مع الصين بمنحة من الصين والغرض منه الاستشعار ومراقبة الأرض من خلال تقديم بيانات عن الزراعة والمياه والتلوث والمخاطر الأرضية، والذى سيتم إطلاقة بحلول عام 2022 على أقرب تقدير.
