مُنذ أسبوعين، خرج الطفل «أحمد»، 12 سنة، من منزله بمنطقة كرداسة، ليقود «التوك توك» الخاص به، والذى يعمل عليه لمساعدة والده في مصاريف المنزل، ويوفر لنفسه جزء من الدخل لمصاريف مدرسته الإعدادية. لم يعلم «أحمد» حينها أن الشيطان غيّب عقل عاطل وزوجته، واللذان قررا التخلص منه لسرقة «التوك توك» الخاص به، وبيعه للاستفادة من ثمنه لسداد ديونهم، بعد تعرضهم لأزمة مالية. بداية الواقعة، كانت بتغيب الطفل عن مواعيد عودته اليومية إلى المنزل، وتسرب شعور القلق إلى عائلته، والتى بدأ الخوف يتملكها على نجلهم، فخرجوا من المنزل في ساعات متأخرة من الليل يبحثون عنه في شوارع المنطقة. بدأ «خالد» والد الطفل سائق «التوك توك» وخاله «جمال» في سؤال أصدقاء نجلهم من سائقى «التوك توك»، وسؤال أصحابه الذي يجلس معهم، وأجمع الجميع على عدم رؤيته منذ ساعات طويلة. بدأت حدة الخوف والقلق تزداد لدى والد الطفل وخاله، واللذان بدأ يفقدا الأمل في العثور على نجلهم، فقررا اللجوء إلى قسم شرطة كرداسة، للإبلاغ بتغيب نجلهم. تلقى اللواء محمد الشريف، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إخطارًا من قسم شرطة كرداسة، يفيد بحضور «خالد.ع» وتبليغه بأن نجله الذي يعلم على «توك توك» لم يعد للمنزل من عدة أيام، وهاتفه المحمول مغلق، و«التوك توك» الذي يقوده لم يتم العثور عليه. على الفور، أمر اللواء محمود السبيلى، مدير مباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحثى لكشف لغز الواقعة. واصلت عمليات البحث والتحرى حوالى أسبوعين، كان خلال يفحص فريق البحث في المستشفيات وأقسام الشرطة والمواقف السيارات و«التكاتك»، وفحص بلاغات التغيب، حتى وصل بلاغ من شرطة النجدة، بالعثور على جثة طفل في مياه الرشاح. بفحص الجثة، تبين أنها للطفل «أحمد.خ» 12 عام، والمبلغ بغيابه عن المنزل، وبها أثار ذبح في الرقبة، وترتدى ملابسها كاملة، وكانت في حالة تعفن، وتم إنتشالها. على الفور بدأ رجال المباحث تحت إشراف اللواء مدحت فارس، نائب مدير مباحث الجيزة، بفحص كاميرات المراقبة الموجودة في منطقة أبورواش بكرداسة، والتى هي خط سير الطفل المجنى عليه، لكشف لغز الجريمة. وخلال فحص الكاميرات، ظهر أن المركبة التي كان يقودها الطفل المجنى عليه، ظهرت خلال لقطات الفيديو يقودها شخص آخر في العقد الثالث من العمر. وبتكثيف التحريات، تمكن الفريق البحثى من تحديد هوية المتهم بتنفيذ الجريمة، وهو «عزت.إ» 26 عام، عاطل، بالإشتراك مع زوجته «صابرين.ع» 24 عام. انطلقت دوريات شرطية إلى أماكن تردد الزوجين، وتم ضبطهما، وبمواجهتهم اعترفا بإرتكاب الجريمة، وسردوا تفاصيل الواقعة. وقال الزوج في أقواله، إنه بالإشتراك مع زوجته اتفقا على إستدراج أحد سائقى التوك توك وقتله والإستيلاء على المركبةومتعلقاته وبيعهم لسداد ديونهما، بعد مرورهم بضائقة مالية. وأضاف: «أن يوم الواقعة، ستقلت زوجته التوك توك برفقة المجنى عليه، وإستدرجته للشقة سكنهما بزعم مساعدتها في نقل بعض قطع الأثاث، وما أن دلف المجنى عليه للشقة قام بمباغتته والتعدى عليه بسكين، فأصابه بجرح ذبحى بالرقبة وأودى بحياته، وإستولى على هاتفه المحمول وقام بلف جثته ببطانيه ووضعه داخل جوال بلاستيكى والتخلص منه والسكين بإلقائهما بمياه رشاح بناحية برك الخيام، وقام ببيع التوك توك والهاتف المحمول بمبلغ 20 ألف جنيه. وأرشد عن مكان «التوك توك» المستولى عليه لدى صاحب جراج 31 عام، والهاتف المحمول لدى بائعة 53 سنة، مقيمة بدائرة مركز أبوالنمرس. بمواجهتهما قررا شرائهما «التوك توك» والهاتف المحمول من المتهم، ونفيا علمهما بأنهما من متحصلات جريمة. تم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة للتحقيق.