وبعد ما «فكرى» نام، نسى يشيل ال«آيباد» علشان يدارى على العملة بتاعته. وصحيت مامتهم الصبح تقول: «يلا يا ولاد»، ومن أول مرة صحيت «فكرية»، أما «فكرى»، فقام وراح نام فى أوضة تانية، ومامته افتكرته إنه صحى وبيجهز حاجاته للرحلة، وهووب بيب بيب، الباص جه. قالت «أفكار»: يلا يا ولاد الباص جه فى المعاد. كانت «فكرية» جاهزة ومستنياه، و«فكرى» ما كانش باين، دخلت مامته تشوفه، لقت ال«آيباد» ولقته فى الأوضة التانية فى النوم غرقان. قالت ل«فكرية»: روحى انت الرحلة وسيبيه نايم. زعلت «فكرية» جدًا، وقالتلها: ده كان نفسه يروح، إحنا بنستنى الرحلة دى من السنة للسنة، قالت مامتها: علشان كده هسيبه نايم، يمكن يتعلم من الغلط المرة ديه. وبعد ما نزلت «فكرية»، دخلت «أفكار» تصلى وتدعى ل«فكرى»، ربنا يهديه ويتعلم المرة ديه. أما «فكرى»، بعد ما صحى من النوم، وراح بص فى الساعة، وعرف إن معاده فات، وعلى الرحلة خلاص مش هيروح، قعد يعيط وزعل جدًا. دخلت عليه مامته، وأخدته فى حضنها، وقالت له: يا «فكرى» انت ولد شاطر ومحبوب من كل الناس، بس علشان تتفوق لازم يكون عندك شوية تنظيم، وتلتزم بالمواعيد، وتقلل من التليفزيون وال«آيباد» وال«بلاى ستيشن»، علشان كترهم له غلط كبييير على العين، وكمان على التركيز، ده غير إنهم بيسرقوا الوقت منك زى ما حصل امبارح وراحت عليك الرحلة. رد «فكرى»: بس أنا بحبهم أوى ومش بزهق منهم، ومش بحب أعمل حاجة غيرهم، وطالما أنا فى الأجازة يبقى إيه بقى الضرر منهم؟ ردت مامته: هو انك ما تروحش الرحلة اللى بتحبها ده مش ضرر؟، وإنك تضيع فرصة البطولة فى التمرين ده مش ضرر؟. قالّها: صح يا ماما إنتى عندك حق. بص يا «فكرى»، أنا عارفة إنها ألعاب متعتها كبيرة جدًا، بس فكّر معايا كده، هل المتعة دى بتدوم؟، ولا بتبقى وقتية؟، فكر «فكرى»، ورد وقال: لأ وقتية لأنى بعد ما بقفلها بفضل زهقان ومضايق. ردت مامته: يبقى تدِّيها وقتها، وتدوَّر على المتعة الحقيقية اللى تخلِّيك مبسوط وسعيد على طول، وأنا معاك وهشجعك لحد ما تقدر تنفذ قانون الأجهزة والألعاب الإلكترونية، ولازم تعرف إن الحاجة فى أولها صعبة، وبنتعب فيها شوية لحد ما نعرف نوصل للسعادة الحقيقية. شكر «فكرى» مامته، واعتذر لها على الغلط الكبير، ووعدها إنها من النهارده هتشوف «فكرى» جديد وهيكون قد المسؤولية. وفعلًا التزم المرة ديه، بس كان زهقان وملّان. ندهت عليه «أفكار»، وقالتله: تعالى نعمل الفكرة ديه. هنجيب برطمان، ونكتب عليه برطمان الملل، ونقعد نكتب إيه الحاجات اللى ممكن تعملها وانت زهقان، ونحطها فى البرطمان، وكل ما تكون زهقان تسحب ورقة وتعمل المكتوب تمام. فرح «فكرى» واستجاب، وبدأ يكتب الأوراق، وكانت أول ورقة: رسم لوحة فنية، والتانية: كانت لعب بالكورة شوية، والتالتة: كانت يروى الجنينة، والرابعة: يقرأ صفحة قرآن، لحد ما ملى كل البرطمان، وقال لمامته: أنا كده مش هكون زهقان. وبعد ما عمل أوراقه الفضية والبرونزية، سحب أول ورقة من برطمان الملل، وكانت قراءة قصة مسلية. وشوية ورجعت «فكرية» وقعدت تحكيله عن الرحلة وجمالها، وإن أصحابهم سألوا عليه، وإن القائد أعلن عن مسابقة المشروع الصغير. سألها «فكرى»: وتطلع إيه المسابقه ديه؟، ما رضيتش تقولّه «فكرية»، وقعدت تغيظ فيه، وتقولّه: مش هقولك، أنا ما صدقت تجيلى الفرصة ديه، خلِّيك كده متغاظ لحد الحلقة الجاية.
