أتنقل كثيرا في حي المهندسين هذه الأيام. وطبعا استخدام السيارة وركنها، خصوصا في النهار عملية أصبحت صعبة جدا في هذه المنطقة. لذلك أصبحت أعتمد على «أوبر» بشكل أساسى، بعد أنا قاطعت شركة «كريم»، لعدم وجود معايير نهائيا سواء لاحترافية السائقين، أو حالة السيارات ونظافتها ورائحتها. هذا بخلاف أن بعض سائقين «كريم»، تفوقوا على زملائهم فى التاكسي الأبيض في قلة الذوق، وأحيانا البلطجة. لذلك قررت مقاطعة هذه الشركة منذ شهور طويلة جدا، وكنت أستخدم أوبر من وقت لأخر في مشاوير محددة جدا، مثل الذهاب والعودة من المطار. ولكن ظروف عملي مؤخرا جعلتني أعتمد على الخدمة بشكل أكبر. والحقيقة أن الصورة الذهنية التي كنت قد كونتها عن هذه الشركة، بناء على خبرتى السابقة تغيرت تماما خلال عدة أيام. أوبر لديها معايير على الأقل في اختيار السائقين، حتى الآن لم أتعامل مع سائق قليل الذوق مثلا، أو قيادته مزعجة. ولكن ما لاحظته خلال الأسبوعين الماضيين، أنه لا يوجد معايير لنظافة السيارات، والخدمات أيضا. التكييف على سبيل المثال، بين أكثر من 6 رحلات متتالية، كانت هناك سيارة واحدة فقط تكييفها يعمل منذ بداية الرحلة. الباقي يبدأ تشغيل التكييف بعد الانطلاق ب 5 دقائق مثلا. النقطة الأخرى، رائحة بعض السيارات كريهة بالفعل، سواء بسبب تدخين السائق أو لقلة النظافة الواضحة جدا، والتي لم تتوقف عند الأتربة المتجمعة على التابلوه والأبواب فقط، بل وصلت للبقع والشحوم التي قد تتسبب في اتساخ ملابس الركاب. أتمنى أن تبدأ أوبر في مراجعة المعايير الخاصة بالخدمة، وتبحث طرق أفضل للتأكد من تطبيقها، ومتابعة أداء السائقين أيضا. لأن الخدمة جيدة بشكل عام، ومن المؤسف أن نجدها تتراجع بهذا الشكل. * ●● مساء الأربعاء، تم إعادة إطلاق علامة ستروين في مصر، من خلال وكيلها الجديد «قصراوي جروب». أعتقد أنها بداية جديدة وواعدة لهذه العلامة في بلدنا. خصوصا أن الوكيل الجديد معروف بالمستوى الجيد لخدمات ما بعد البيع. وقد قدم تجربة مدهشة بالفعل مع علامة «چاك» الصينية، فيما يتعلق بالخدمة والصيانة وقطع الغيار. من المؤكد أن ستروين كعلامة أوروبية، سوف تكون فرصة أكبر لهذه الشركة لاستعراض قدراتها في جزئية الخدمة وإرضاء الزبون. وهي بالمناسبة من الأمور الأساسية التي كان يفتقدها عميل ستروين في مصر. * ●● أسعدني تخفيض أسعار طرازات ألفاروميو «Giulia» و«Stelvio»، تخفيضات ضخمة تراوحت بين 140 و 200 ألف جنيه! الأن ألفاروميو التي تعتبر -بلا شك- نسخ عملية ورخيصة من «فيراري»، أصبحت أقرب لمحبيها في بلدنا. محبيها فقط لأن هذه السيارة خاصة جدا، وليست لكل الناس مثل أي سيارة أخرى. لا تخاطب سوى فئة محددة جدا من عشاق السيارات. هذا ليس حالها في مصر فقط، بل في العالم كله. الآن أعتقد أن أسعارها أصبحت رائعة، خصوصا أن محرك السيارتان 2000 سي سى، وهو العنصر الذي يجعل هذه الموديلات متفوقة عن المنافسين، بخلاف -طبعا- الشخصية الرياضية الإيطالية الطاغية. * ●● «چنرال موتورز» أحدثت ضجة كبيرة جدا في الأيام الأخيرة، عندما قدمت «Corvette Stingray» موديل 2020! السيارة لأول مرة مصممة بمحرك «Mid-engine»، أي أن المحرك خلف السائق مباشرة. وهو ما جعل تصميم السيارة يختلف بشكل كامل عن أي وقت مضى. Corvette الآن تبدو ك«سوپركار» حقيقية. الشكل الجديد أثار جدلا كبيرا بين محبي وعشاق هذه السيارة التاريخية، البعض وجده رائع، والبعض الآخر لم يقع في غرامه ووجده غريبا. الحقيقة أن التغيير كبير وضخم. لأن Corvette تعتبر «أهم» سيارة رياضية أمريكية الآن. منذ عدة سنوات كنّا سوف نضع دودچ Viper في هذه الحسبة، ولكن FCA الإيطالية قررت قتلها فى 2015 لتنتهى أسطورة دودچ فى 2017. لذلك تقف Corvette الآن -من أمريكا- وحيدة في مواجهة عمالقة أوروبا، وهم متفوقون جدا عندما يتعلق الأمر ب«السوپركارز». لذلك تصميم السيارة الذي تغير بشكل كامل نتيجة لتغيير مكان المحرك، لا يتعلق فقط بالشكل. وإنما سوف ينتج عن وضعية ال Mid-engine تحكم أفضل بكثير أثناء القيادة الرياضية، مستوى من التحكم ربما لم تعرفه Corvette من قبل. من يعرفني يعرف جيدا أنني لست من محبي السيارات الرياضية الأمريكية. أجدها أقل بكثير من الأوروبية. أشبهها دائما بوجبات ماكدونالدز، مقارنة بما تقدمه المطاعم في أوروبا من وجبات عالية الجودة. منذ عشر سنوات أو يزيد كانت السيارات الرياضية الأمريكية أرخص بكثير من الأوروبية. ولكن الفرق بدأ يقل على مدار السنوات الماضية، وأحيانا كانت ترتفع أسعار طرازات أمريكية معينة لتصبح أغلى من الأوروبية أيضا! Corvette الجديدة تعود لسابق العهد، السيارة تقفز إلى سرعة 100 كم/س في أقل من 3 ثوانى، تحمل محرك كبير V8 وسعرها يبدأ من تحت ال 60 ألف دولار! هذه تماما هي الخلطة الخاصة بالسيارة الأمريكية كما عهدناها. قدرات كبيرة، جودة متواضعة وسعر منافس «جدا»! مرة أخرى، وبالرغم من أنني لست من محبين السيارات الأمريكية، إلا أننا يجب أن نرفع القبعة ل Corvette الجديدة، التي تركز على نقاط القوة الخاصة بثقافة الصناعة الأمريكية، دون أن تنشغل بآلهة أوروبا. * ●● Corvette لم تكن السيارة الوحيدة التي أحدثت ضجة كبيرة الأسبوع الماضى. لوتس أيضا، العلامة الإنجليزية التي اشترتها بروتون الماليزية، ثم جيلي الصينية مؤخرا. لوتس قدمت الأسبوع الماضي في إنجلترا Evija، نموذج لسيارة كهربائية بأداء رياضي فائق. الأرقام مرعبة، قوة السيارة تقترب من 2000 حصان، وسعرها 1٫9 مليون دولار وسوف يبدأ الإنتاج العام القادم بعدد محدود جدا، 130 سيارة فقط. لوتس تقول أنها تعمل على مدى البطاريات يصل إلى 400 كم، وعملية الشحن سوف تستغرق 18 دقيقة. مفاجأة كبيرة وكلام رائع من شركة كانت قد اختفت تماما من الساحة لسنوات عديدة، بعد أن امتلكتها بروتون وتسببت في موتها تماما. من علامة رياضية مميزة إلى علامة «متربة» لا نعلم عنها شيء. جيلي الصينية اشترتها في 2017، في شهر مايو تحديدا، أي منذ عامين وشهرين. الجميع سوف يشاركوني الرأي، عندما أقول أن ظهور هذا النموذج إنجازا بكل المقاييس للأخوة الصينيين. هم يعرفون جيدا كيف يحققون أكثر استفادة من كيانات «ميتة»! يعرفون كيف يعطونها قبلة الحياة ويساعدوها على النهوض بقوة. فعلوا ذلك من قبل مع ڤولڤو، والان يفعلوها من جديد مع لوتس. خطة الصينيين بسيطة جدا، وتعتمد بشكل كامل على الإدارة. لا يتدخلون في أي شيء يخص العمليات داخل الشركات. لأنهم يعرفون جيدا أن هذه الشركات بما فيها من عقول وملفات، تفوقهم علما ومعرفة في كل أبعاد الصناعة. لذلك كل ما يفعلونه هو الدعم المادي وتحويل أحلام المسؤولين عن قطاعات الإنتاج، إلى خطط ممولة ومدروسة قابلة للتحقيق. باختصار يفسحون الطريق أمام العقول المبدعة، ويعتبرون طلباتهم أوامر. والنتائج دائما تتحدث عن نفسها. سواء مع لوتس التي كنّا نسينا أنها سيارة أساسا. أو مع ڤولڤو التي تم نقلها من مستوى متأخر ومتواضع جدا لا يتناسب أبدا مع تاريخها، إلى شركة تستعيد ريادتها. وخرج منها الفرع الجديد «Polestar» الخاص بالسيارات الكهربائية، هذا بخلاف العلامة الصينية المستقلة «Lynk & Co» التي تعتمد على مكونات ڤولڤو بشكل أساسى. الصين، بهذا الفكر والأسلوب. سوف تتحول إلى قوة ضاربة في صناعة السيارات خلال سنوات قليلة جدا. مبدأ شراء أي شيء مهما بلغ ثمنه والاستفادة الكاملة منه، سوف يضعها في مقدمة الصف الأول بلا شك. دعونا لا ننسى أن جيلي الصينية تمتلك 10٪ من أسهم مجموعة «دايملر AG» الألمانية. ولم يكتفوا الأخوة فى الصين ال 10٪، الثلاثاء الماضى أعلنت مجموعة BAIC الصينية عن شراء 5٪ من أسهم المجموعة الألمانية! الصين قادمة بشكل مرعب!