متحف وميدان وجائزة.. تكريمات الشارع المصري لاسم نجيب محفوظ

يأتي الأدباء للعالم في صمت يلمون الضجيج فيه بحبر كتاباتهم ثم يمضي وقت كبير ليضج اسمهم في الأمكنة والشوارع التي تحكي عن مرورهم من هنا عن تأريخهم لحياتنا، تفاصيلنا التي محتها تطورات الحياة والسنين.
عمد نجيب محفوظ إلى كتابة القصص فلم تكن بداياته في الاتجاه الواقعي الذي أضاف للرواية العربية غير أن قلمه مر بمراحل فاعتبر الكاتب المخضرم الذي عايش عدة ثورات، وعمد الشارع المصري إلى صنع عدة تكريمات له تليق بالأثر الذي تركه طوال حياته وبعد رحيله.
المتحف
كان آخر تلك التكريمات افتتاح متحف نجيب محفوظ في تكية محمد أبوالدهب بالأزهر، والذي ظل قيد الإنشاء منذ إطلاق الفكرة وتخصيص المكان في 2006 وطوال 13 عامًا، حتى افتتحته وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم، قبل أيام.
يتكون المتحف من طابقين، الأول به قاعات للندوات، مكتبة سمع بصرية، مكتبة عامة، مكتبة نقدية تضم أهم الأبحاث والدراسات عن أعمال نجيب محفوظ، أما الثاني يضم جناحا للأوسمة والشهادات التي نالها الراحل، وآخر لمتعلقاته الشخصية مع بعض الأوراق بخط يده وقاعة المؤلفات التي تضم جميع أعمال نجيب محفوظ بطبعاتها القديمة والحديثة، إضافة إلى الأعمال المترجمة إلى جانب قاعة للسينما وعدة قاعات أخرى تحمل أسماء الحارة- رثاء- أحلام الرحيل- أصداء السيرة- تجليات ونوبل.
افتتاح متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب بحي الأزهر - صورة أرشيفية
شوارع
تم تكريم اسمه في الكثير من المناسبات، حيث أطلق اسمه على العديد من شوارع القاهرة، ففي منطقة العجوزة حمل شارع متفرع من كورنيش النيل وميدان اسمه أيضا، إضافة لشوارع في مدينة نصر والمعادي.
طابع بريد
وفي ذكرى المئوية لمولد الأديب قامت الهيئة العامة للبريد بإصدار طابع بريد يحمل صورته وقد قام بتصميم الطابع سامح عبده أحد مصممي الجرافيك الشباب، حيث قام بتصميم طابع توفيق الحكيم سابقا.
ميدان
وفي 2002 قرر محافظ الجيزة إنشاء تمثال له مصنوع من البرونز بارتفاع ثلاثة أمتار يمثل محفوظ وهو يحمل جرائده متكأً على عصاه في ميدان سفنكس، واختلف وقتها في مكان وضع التمثال ففكروا في وضعه أمام بيته على كورنيش النيل وتراجعوا عن الفكرة لصالح وضعه في الكيت كات غير أن جماعة من الإسلاميين اعترضوا على ذلك واحتجوا بأن الميدان يطل على جامع وجمعية شرعية وانتهى الأمر بوضع التمثال في ميدان سفنكس في المهندسين.
تمثال نجيب محفوظ
جوائز
وفي 1996 أنشأ قسم النشر في الجامعة الأمريكية في القاهرة جائزة باسم نجيب محفوظ تمنح لرواية مختارة يحصل صاحبها على ألف دولار أمريكي وتتم ترجمة الرواية للإنجليزية وتقام الاحتفالية بشكل سنوي في 9 ديسمبر في تاريخ ميلاد محفوظ نفسه وتعد دار نشر الجامعة الأمريكية الناشر الرئيسي لإصدارات نجيب محفوظ بالإنجليزية منذ أكثر من ثلاثين عاما من بعد نيله جائزة نوبل للآداب.
كما قام المجلس الأعلى للثقافة المصري بإنشاء جائزة الروائي العالمي نجيب محفوظ للرواية العربية إضافة لصدور مجلة دورية باسمه من المجلس الأعلى للثقافة أيضا، وأفردت جامعة القاهرة جائزة خاصة باسم «جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي والفكري» كجائزة مستقلة بذاتها في الذكرى 106 لميلاده تكريما من المجتمع الأكاديمي لواحد من عظمائه.