4 أسباب قد تدفع إدارة تشيلسي للتخلي عن خدمات ساري

كثرت التقارير الصحفية الإيطالية والإنجليزية حول مستقبل المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري، المدرب الحالي لنادي تشيلسي الإنجليزي، والاسم الذي ارتبط بالرحيل من النادي منذ بداية العام الحالي وحتى اللحظة، مع ارتباطه حاليًا بالعودة إلى إيطاليا وتدريب يوفنتوس خلفًا لمواطنه ماسميليانو أليجري.
ساري عمليًا لم يمضي حتى اللحظة أكثر من 12 شهرًا مع البلوز، قاد خلالها الفريق لتحقيق لقب الدوري الأوروبي، وإنهاء الموسم في المركز الثالث ليعود الفريق لدوري الأبطال مجددًا بعد غياب عام عن المسابقة الأوروبية الأكبر، لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافيًا أو مقنعًا لإدارة تشيلسي التي حددت اسم البديل (وفقًا للتقارير الصحيفة) والذي سيكون أسطورة النادي ومدرب ديربي كاونتي الحالي، فرانك لامبارد.
تخلي إدارة تشيلسي عن ساري كان له اسباب، بعضها يبدو منطقيًا، والأخر يبدو مجحفًا بحق الإيطالي الذي لم يكمل عامه الأول من عقده الممتد ل3 سنوات مع البلوز.
في السياق التالي سنستعرض 4 أسباب تدفع إدارة تشيلسي للتخلي عن ماوريزيو ساري ..
النتائج في البريميرليج
احتلال تشيلسي للمركز الثالث في البريميرليج هو إنجاز جيد للفريق الأزرق في موسم هيمن عليه مانشستر سيتي وليفربول بشكل واضح، تاركين الصراع على المركزين الثالث والرابع بين أربعة فرق، كان تشيلسي هو الفائز بينهم متفوق على توتنهام، آرسنال ومانشستر يونايتد.
نتائج تشيلسي بشكل عام لم تكن مرضية، فالفريق خلال هذا الموسم تلقى اثنين من اثقل الهزائم في تاريخ النادي بمسابقة الدوري، أولها كانت الخسارة في بداية العام الجديد ضد نادي بورنموث بنتيجة 4-0 في سقوط مدوي غير متوقع للبلوز، ثم الخسارة بسداسية نظيفة امام مانشستر سيتي في مباراة اضررت كثيرًا بسمعة المدرب ساري عند إدارة النادي والجماهير.
تشيلسي أنهى الموسم برصيد 72 نقطة، بفارق 26 نقطة عن بطل الدوري مانشستر سيتي، متلقيًا 8 هزائم ومستقبلًا 39 هدف، مكتفيًا بتحقيق 21 انتصار، وهي أرقام قريبة لأرقام المدرب كونتي في موسمه الأخير مع الفريق (موسم 17/18: 21 فوز، 10 هزائم وإستقبال 38 هدف، مع تحقيق 70 نقطة)، والذي انتهى بإقالته.
التعامل مع المواهب الشابة
لا توجد أكاديمية في الكرة الإنجليزية حاليًا أنجح من أكاديمية تشيلسي، ففرق الشباب بالنادي تهيمن على البطولات، بالإضافة لتألق فريق الشباب المشارك في دوري الأبطال تحت 19 عامًا، ووصوله للنهائي في 4 مناسبات من بين آخر 5 مواسم، وتحقيقه للقب في مناسبتين.
لكن ذلك لم يكن كافيًا للمدرب الإيطالي من أجل الاعتماد على المواهب الصغيرة في المناسبات الكبرى، فاكتفى بإشراك روبن لوفتس تشيك وكالوم هودسون أودوي في مسابقات الكؤوس، وكان الأمر ذاته للمدافع الدنماركي أندرياس كريستنسن، دون منحهم فرصة كبيرة في الدوري، مستمرًا في الاعتماد على عناصر ثابتة لا تتغير.
لكن ضغط الجماهير والصحافة مع تراجع نتائج تشيلسي في الدوري دفعت المدرب ساري للإعتماد على بعض هذه العناصر في الربع الأخير من الموسم، وقد اثبتت هذه العناصر كفاءتها ولعبت دورًا هامًا في إنهاء تشيلسي للموسم في المركز الثالث، لكن تعامل المدرب ساري معهم جعل بعض اللاعبين يفكرون في مستقبلهم بشكل مختلف، مثل الجناح الإنجليزي الشاب كالوم هودسون أودوي الذي لديه ميل للرحيل من صفوف الفريق والإنضمام لبايرن ميونخ، وهو ما رأته إدارة تشيلسي غير مشجع من المدرب الإيطالي تجاه المواهب الموجودة بالنادي الذي سيضطر على الأقل لمدة موسم من الإعتماد عليهم بشكل كبير مع حرمان تشيلسي من دخول سوق الإنتقالات كعقوبة من الفيفا بسبب مخالفة الإجراءات في التعاقد مع اللاعبين الشباب.
نجولو كانتي
واحد من أكبر ألغاز ماوريزيو ساري هذا الموسم، كان طريقة إعتماده على واحد من أفضل لاعبي الوسط الدفاعي في العالم ما لم يكن الأفضل حاليًا، نجولو كانتي.
ساري ابعد كانتي عن مركزه المفضل كلاعب وسط مدافع، ودفع به في مركز متقدم ليعطي حرية أكبر للاعب الوسط الإيطالي (البرازيلي الأصل) جورجينهو، ليقدم كانتي موسم متباين ما بين جيد وما بين اقل من المتوسط في مركزه الجديد، على الرغم من أن الفرنسي بذل قصارى جهده للتأقلم مع المركز الجديد الذي حسن كثيرًا من سجله التهديفي، لكنه خسر جزء لا بأس به من ميزته الأساسية التي جعلته أفضل لاعب في موسم 16/17 في البريميرليج، مع ابتعاده عن تمركزه الدفاعي المعتاد وتقدمه في وسط الملعب.
التبديلات المتوقعة وغياب الخطة ب
واحدة من أكبر النقاط التي يتعرض لها المدرب ساري للنقد دائمًا كانت غياب التنوع الخططي لديه، فالإيطالي يصر على بناء اللاعب من الخلف، ويصمم ان يكون تحرك الكرة من خلال لاعب الوسط جورجينهو، وهو الأسلوب الذي بدأ بشكل جيد مع الفريق، لكنه لاحقًا اصبح بمثابة نقطة الضعف مع دراسة المنافس لأسلوب لعب البلوز، والضغط بشكل مستمر على جورجينهو مما تسبب في تراجع نتائج ومردود الفريق، وتعرض جورجينهو نفسه لضغط هائل من الميديا والجماهير بسبب تراجع مردوده في الملعب.
ومع غياب تنويع ساري لأسلوب اللعب، غاب ايضًا تنوع استغلاله للبدلاء، فتغيير لاعب الوسط الكرواتي ماتيو كوفاستي بروس باركلي أو العكس تكرر في 22 مناسبة هذا الموسم في رقم لم يحققه أي مدرب اخر في الكرة الإنجليزية خلال موسم 18/19.