والدة «ضحية الوراق»: المتهمان مزقا جسد ابنى لدفاعه عن شقيقتيه

توجه أحمد شعبان، 20 سنة، عصر الأحد الماضى، للمسجد لأداء الصلاة، قبل ذهابه لعمله بمصنع البلاستيك فى الوراق بالجيزة، وعقب الصلاة اشترى مشروب «التمر» ليرسله لوالدته كى تفطر، وفى تلك الأثناء فوجئ بمسجل خطر يوجه لشقيقتيه الشتائم، وبعد مشادة كلامية، استعان المسجل خطر بشقيقه، ومزقا جسد صاحب ال20 ربيعًا.
كست دماء المجنى عليه محيط منزله، وتحولت فرحة قرب حلول عيد الفطر لمأتم، حدادًا على الشاب العشرينى، ورقدت والدة المجنى عليه على سرير المرض، إذ لم تتحمل صدمة الحادثة.. هكذا رصدت «المصرى اليوم» الأجواء فى منزل المجنى عليه الكائن بحارة ضيقة فى الوراق، تصادفك لافتة علقها أصدقاء «شعبان» تحمل صورته، ومذيلة ب: «وداعًا البطل.. ضحية الوراق»، وتظهر علامات الحزن على جيران المجنى عليه: «اشترى زينة على نققته قبل دخول رمضان وعلقها بالحارة».
«فاطمة محمد»، والدة المجنى عليه، منذ مقتله لم تفارق حجرته حزنًا على فراقه: «بشم رائحة ابنى فى كل أرجاء الأوضة.. وباحتضن ملابسه لعلى أستطيع مواصلة الحياة، على أمل أنه يحيا بيننا»، قبل أن تتذكر يوم الحادث بألم قائلة: «هذا اليوم ابنى ذهب للصلاة واشترى تمرًا وأرسله لى مع صديقه قبل ذهابه لعمله، ودّعنى وأخذ ثواب إفطارى، ليتعقبه المتهم الأول (محمد. ش)، ويشتم ابنتى (آية- رضا) بألفاظ نابية، فحدثت مشادة بين ابنى والمتهم الأول، الذى استدرجه لقرب منزله، واستعان بشقيقه «سيد» وقتلاه بطريقة بشعة».
«المتهم الأول ضرب ابنى بشومة على رأسه، والثانى طعن ابنى بسلاح أبيض (مطواة) فى رأسه ورقبته وصدره، ومزق وجهه».. وفقًا للأم المكلومة، جرى مشهد قتل المجنى عليه، وسط ترويع الأهالى: «الناس كلها كانت خائفة، والمتهمان هددا بالاعتداء على أى أحد يتدخل لإنقاذ ابنى».
روت الأم أن المتهم الأول عقب الحادثة توجه لقسم الشرطة ليحرر محضرًا: «كان ناوى يرمى بلاه على ابنى، ويقول إنه اعتدى عليه»، مشيرة إلى أنه فور وصول المجنى عليه إلى مستشفى الوراق لفظ أنفاسه، وتزامن ذلك مع وصول المتهم الأول للقسم، لتتحفظ عليه قوات الشرطة وتضبط المتهم الثانى.
«نريد القصاص بالقانون.. وإعدام المتهمين، فهما مسجلان خطر يروّعان الناس»، مطلب لأسرة المجنى عليه، لتبكى الأم من جديد: «كان نفسى أشوف ابنى عريس، وأتمنى يكون فى الجنة».
ودللت الأم على حب الناس لابنها المجنى عليه بأن إحدى السيدات، لا تعرفها، عندما رأت صور ابنها على «فيس بوك» وشباب المنطقة ينعونه، توجهت لمنزلهم لتأدية واجب العزاء، قائلة لهم: «هذا الشاب أنقذنى ذات مرة عندما أغمى علىّ بالشارع، وحملنى ب(توك توك) لبيتى دون سابق معرفة»، لتضيف الأم بحزن: «ابنى قبل مقتله عمل خير وسدد ديون جارتنا، كان عليها 265 جنيهًا».
فيما روت «آية»، شقيقة المجنى عليه، أن المتهم الأول كان على خلاف مع أخيها، فالعام الماضى حدثت بينهما مشاجرة بسبب توبيخ شقيقها للمتهم الأول: «جيراننا تشاجروا مع بعضهم.. فأخويا تدخل للمصالحة، وكان المتهم الأول يزيد الخلافات بين الجيران، فوبّخه أخى ما تسبب فى مشاجرة بينهما، وتدخل والدى وأجرى صلحًا بينهما، إلا أن المتهم قرر الثأر لنفسه على طريقته».
«محمد إبراهيم»، أحد أصدقاء المجنى عليه.. كان شاهد عيان لحظة خروج المجنى عليه من المسجد يوم الحادث، فقال ما إن ظهر المتهم الأول أمام المسجد حتى وجه الشتائم بألفاظ قبيحة لشقيقتى المجنى عليه: «يا أحمد إخواتك دول...»، فجن جنون أحمد، وتشاجر مع المتهم الأول الذى استعان بأخيه الثانى، وقتلاه على مرأى ومسمع من الناس، وهما يرددان: «إبقى اتعلم الأدب معانا».
ساد الحزن المنطقة التى شهدت الحادث، وقال الجيران إن المتهم الأول أراد الإساءة لسُمعة شقيقتى المجنى عليه للانتقام منه، وهما شابتان -على وش زواج- ولم يتسن لنا الحصول على تعليق من عائلة المتهمين لمغادرتهما المنطقة.
وبالذهاب لمحل عمل المتهمين «ملاهى أطفال» بالشارع الرئيسى بمنطقة عبدالمنعم رياض فى الوراق، أفاد الباعة بأن الشرطة تحفظت على هذه الأراجيح، وأزالتها من الطريق العام، عقب حادثة قتل العامل بمصنع البلاستيك، دفاعًا عن شرفه، على يد صاحبى الملاهى الشعبية.
ودلت تحقيقات نيابة الوراق على أن المجنى عليه تشاجر مع المتهمين «محمد. ش»، 40 سنة، و«سيد. ش»، 50 سنة، مسجلان خطر، «مخدرات وسرقة»، بسبب مضايقة المتهم الأول لشقيقتى المجنى عليه، لتأمر النيابة بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.