إحدى «منتحرات البحيرة» قبل الوفاة بشهرين: «ادعولي واختمولي القرآن»

يبدو أن قرار الانتحار لابنتي الخالة والتي تبعتهما الثالثة لم يكن وليد اللحظة، وأن الأمر استغرق فترة من الزمن، هذه الانطباعات التي تستطيع أن تستنتجها بتصفح صفحة «دينا» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
يبدو أن «دينا» ذات السبعة عشر ربيعًا، اتخذت قرارها بالانتحار بالفعل يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن نشرت صورة لفتاة ملفوفة في الكفن وفوقها المصحف، وفى ذات اليوم أعادت نشر تدوينة كتبتها في 25 فبراير الماضي على صفحتها، تقول فيها: «لما أموت اتبرعولى كتير.. ادعولي.. اختموا لي القرآن.. افتكروا ليا المواقف الحلوة.. اسألوا الله أن يجعل قبري روضة من رياض الجنة وأن يبدلني دارا خيرا من دارى».
وكتبت «دينا» تدوينة في 29 مارس الماضى «أنا فعلا ماليش حد في الدنيا دي.. أنا تعبانة وتعبت أكتر والله وربنا بس اللي يعلم أنا ماليش حد يطبطب عليا لما أتعب أو ياخدني في حضنه لما يحس إني خلاص قربت أنهار من العياط»و««مليش حد ياخد باله مني ويحبني ويسأل عليا حتى لو مش تعبانة.. أنا بقيت عايشة لوحدي في وسط بيت مليان ناس اللي هما أهلي.. ومش فارقة عند حد ما دام باكل وباشرب وباضحك وبانام أبقى كويسة أما لما أتعب من جوا ماحدش هيقولي مالك.. خلاص هي كويسة.. أنا مابقتش عارفة أعمل إيه ولا أقول إيه غير يا رب أنا ماليش غيرك.. إنت الوحيد اللي هتريحني وإنت اللي عالم بحالي ماحدش هيحس بيا غيرك».
وفى ذات اليوم كتبت «أيوة أنا معقدة.. ومش بثق ف حد لان كل اللي حواليا خذلوني.. لأن مفيش حد قدر يعوضني عن كل يوم راح من حياتي عن كل يوم عيشته وأنا مكسورة وحزينة من كل اللي حواليا.. أيوة أنا معقده وبعترف إني معقده لذلك ما حدا يحبني لأني معقدة».
كان اللواء مجدي القمري، مدير أمن البحيرة، قد تلقى إخطارا من اللواء محمد هندي مدير إدارة البحث الجنائي بوصول كل من الطالبة «إ.م» 17 سنة، طالبة بدبلوم تجارة، وابنة خالتها، الطالبة «د.س» 15 سنة، طالبة بدبلوم تجارة، جثتين هامدتين، لمستشفي كفر الدوار العام، عقب تناولهما حبوب حفظ الغلال.
وعقب ذلك وصلت شقيقة الضحية الأولى الصغرى«أ .م» 12 سنة، تلميذة بالإعدادية، إلى المستشفى، جثة هامدة عقب تناولها قرص حفظ الغلال أيضًا، وتوصلت تحريات مباحث القسم برئاسة المقدم حسام أبووافية والتي أشرف عليها اللواء محمد هندى، مدير المباحث، المشكلات الأسرية كانت سببًا في انتحار الطالبتين، وأن شقيقة الأولى قامت بالانتحار بعد يومين من انتحار شقيقتها وابنة خالتها حزنًا عليهما، وذلك عن طريق تناولهم جميعًا لحبوب حفظ الغلال، تم إبلاغ النيابة العامة، التي انتدبت الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة.
وقرر المستشار محمد شلبى، رئيس نيابة بندر كفر الدوار، التصريح بدفن جثث الفتيات الثلاث المنتحرات بحبوب حفظ الغلال.