غادر المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، الثلاثاء، في جولة آسيوية يجري خلالها محادثات ترمي إلى إحلال السلام في البلد الغارق في الحرب منذ 17 عاماً. وبعدما التقى في ديسمبر في أبوظبي ممثّلين عن حركة طالبان، غادر المبعوث الأمريكي في جولة تشمل كلّاً من أفغانستان والصين والهند وباكستان، وتستمر لغاية 21 يناير الجاري، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان. ولم توضح الوزارة ما إذا كان خليل زاد سيلتقي مجدّداً ممثّلين عن حركة طالبان، مكتفيةً بالقول إنّه سيجري محادثات مع «مسؤولين في الحكومة الأفغانية وأطراف آخرين معنيين». ونقل البيان عن خليل زاد، الأفغاني الأصل، قوله إنّ «السبيل الوحيد لإنهاء النزاع هو أن يجلس كلّ الأطراف حول الطاولة وأن يتوصّلوا إلى اتّفاق على المستقبل السياسي لأفغانستان باحترام وقبول متبادلين». وتأتي جولة المبعوث الأمريكي هذه في الوقت الذي صعّدت فيه حركة طالبان هجماتها على قوات الأمن في أنحاء البلاد، وقتلت أعداداً قياسية من رجال الشرطة والجيش. وتزامن تصعيد طالبان هجماتها مع جهود دبلوماسية تهدف إلى جلب الحركة لطاولة التفاوض. وكانت تقارير إعلامية أفادت بأنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم خفض عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في أفغانستان، والبالغ عددهم 14 ألف جندي إلى النصف، في خطوة تهدّد بتقويض جهود السلام التي تقودها واشنطن والتي تزايدت وتيرتها في الأشهر الأخيرة. ورغم أنه لم يصدر أيّ إعلان رسمي عن الانسحاب الأميركي المرتقب، إلاّ أنّ مجرد التلميح إلى أن الولاياتالمتحدة ستخفّض وجودها العسكري في هذا أفغانستان، أثار قلق كابول وزاد المخاوف من مزيد من سفك الدماء في 2019. وتسود مخاوف من أن تؤدّي خطوة الانسحاب الأمريكي المتسرّعة إلى زعزعة موقف خليل زاد التفاوضي وتشجيع طالبان وتقويض معنويات القوات الأفغانية التي كبدّتها طالبان أصلاً الكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد. ويبدي العديد من الأفغان قلقهم من انهيار حكومة الوحدة الأفغانية الهشّة إذا ما انسحبت القوات الأمريكية، ما سيشجع طالبان على العودة إلى السلطة وربما إشعال حرب أهلية جديدة.