نشطاء أمريكيون ينتقدون حُكما يحظر ختان الإناث بولاية ميشيجان

اهتمت الصحف الأمريكية والأوروبية، الصادرة اليوم وأمس، بردود الأفعال تجاه حكم قاض اتحادي في مدينة ديترويت الأميركية بولاية ميشيجان الذي أصدر حكما بعدم دستورية قانون يحظر ختان الإناث، ورفض أيضا تهم عدة موجهة لطبيبتين وآخرين في قضية مرتبطة بالختان.
ووفق صحيفة «نيويورك تايمز»، فإنه قبل أكثر من عقدين من الزمان، تبنى الكونجرس قانونًا كاسحًا يحظر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، «وهي ممارسة قديمة يتعرض لها 200 مليون امرأة وفتاة في جميع أنحاء العالم».
ولكن محكمة فيدرالية- في أول تحد قانوني للنظام الأساسي- توصلت إلى أن القانون غير دستوري، يوم الثلاثاء، مما يقلل إلى حد كبير من فرص استخدامه من قبل المدعين الفيدراليين في جميع أنحاء البلاد. وهذه القضية تعد أول قضية يتم تقديمها بموجب قانون عام 1996 الذي يجرم الختان.
وأصدر القاض الفيدرالي بيرنارد فريدمان، في ولاية ميشيجان، الحكم في قضية تضم طبيبين وأربعة آباء، من بين آخرين، ممن اتُهموا جنائياً في العام الماضي بالمشاركة في عملية ختان الفتيات أو السماح بذلك. تنتمي عائلاتهم إلى طائفة شيعية صغيرة وهي في الأصل من غرب الهند. وقضى «فريدمان» بأن الكونغرس يفتقر إلى الصلاحية في اتخاذ قرار الحظر، مشيرا إلى أن سلطة حظر ختان الإناث تعود للولايات، ورفض التهم الرئيسية المقدمة ضد الأطباء.
ونقلا عن وكالة «رويترز»، قال القاضي: «هذه الممارسة تمثل اعتداءً إجرامياً بشكل أساسي لما تنطوي عليه من مهانة.. ولكن ختان الإناث ليس جزءاً من سوق أوسع ولا أثر له على التجارة بين الولايات، بند التجارة لا يسمح للكونجرس بتنظيم جريمة مماثلة».
ومن جانبها، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية فإن الحكم الذي أعلن عدم دستورية القانون الأمريكي الذي يحظر ختان الاناث، وأسقطت التهم الرئيسية ضد الممارسين، بمثابة «ضربة فاضحة» لحقوق عشرات الآلاف من الفتيات المعرضات لسوء المعاملة، وفقا لما ذكره ناشطون للصحيفة.
وقالت شيلبي كواست، مدير مجموعة الحملة الدولية لحقوق النساء والفتيات والمساواة، يوم الأربعاء، للصحيفة: «بينما تتحرك بقية دول العالم إلى الأمام بخصوص ختان الإناث، فإن الولايات المتحدة تتحرك إلى الوراء».
وأضافت أن الحكم سيؤثر على عشرات الآلاف من الفتيات، ويمكن أن يحول الولايات ال 23 الأمريكية التي لا تملك قوانين مكافحة ختان الإناث إلى (دول المقصد) للختان.
ويقول نشطاء الحملة للصحيفة إن «هذا القرار سيؤثر على عشرات الآلاف من الفتيات المعرضات للخطر في جميع أنحاء الولايات المتحدة». وقدرت دراسة أجرتها مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها أن 513 ألف امرأة وفتاة في أنحاء الولايات المتحدة معرضات للخطر أو تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية «الختان»، وفق الدراسة.
وقالت جينا بالايا، المتحدثة باسم المدعي الاتحادي في ديترويت ماثيو شنايدر، إن «مكتب المدعي سيراجع الحكم قبل أن يتخذ قراراً بالطعن فيه». الجدير بالذكر أن الختان يحظر أو يجرم من قبل ما لا يقل عن 59 بلداً، يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان من قبل منظمة الصحة العالمية.