قالت الخبيرة البريطانية «نجارى وودز»، عميد ومؤسس معهد «بلافاتنك» الحكومى فى جامعة أكسفورد، إن الرئيس الأمريكى، ترامب قام فى الواقع، بتحويل موقفه «أمريكا أولاً» إلى «أمريكا وحدها». وأضافت فى مقال نشره موقع «بروجيكت سنديكيت» أن الولاياتالمتحدة تشكل الآن أقلية فى مجموعة السبع ومجموعة العشرين واتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، كما أخرج ترامب، الولاياتالمتحدة من الشراكة عبر المحيط الهادئ، والانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية، متجرئا على المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والصينوروسيا والاتحاد الأوروبى، فكان رد فعلهم هو بذل كل جهد لتحدى الامتيازات الأمريكية. وتوقعت «وودز» ألا تشتعل حرب تجارية شاملة بين الصينوأمريكا، مؤكدة أن ما تخشاه الصين هو التدخل السياسى فى شؤونها وهذا خط أحمر، وبالمصادفة، فإن ترامب ليس لديه ميل لمثل هذا التدخل فى أى بلد فى العالم، وفيما عدا ذلك، يعتبر الصينيون أن كل شىء قابل للنقاش. وذكرت مؤسس معهد «بلافاتنك» أنه فى الوقت الراهن، قد لا يكون أمام الدول المعتمدة على النفط الإيرانى، أى خيار سوى أن تساير الولاياتالمتحدة، وتستمر فى العمل بالدولار وعبر نظام التحويلات المعروف «سويفت» حيث خلصت معظم الشركات والبلدان إلى أن ممارسة الأعمال فى إيران لا تستحق خسارة الوصول إلى السوق الأمريكية ونظام المدفوعات بالدولار. وتابعت: فى المستقبل قد تسعى أوروبا لإنشاء قنوات دفع مستقلة عن الولاياتالمتحدة وتشكيل «أداة ذات غرض خاص» من أجل «مساعدة وطمأنة الشركات الاقتصادية التى تسعى إلى القيام بأعمال تجارية مشروعة مع إيران»، للإعفاء من الخضوع لأى عقوبات أمريكية. وفى غضون ذلك، قالت روسيا إنها تطور نظامها الخاص للتحويلات المالية، لحماية نفسها من الوقوع خارج نظام «سويفت» فى حال تطبيق عقوبات أمريكية أكثر قسوة على إيران أو روسيا ذاتها. وتتابع الصين مشروعًا مشابهًا منذ عام 2015 على الأقل، حيث أطلق بنك الصين الشعبى نظامًا لتسهيل المعاملات عبر الحدود بعملة الصين «الرنمينبى»، ولا تتطابق كل هذه الأنظمة البديلة مع نظام سويفت ونظام الدولار أى أنها مستقلة تماما عنهما، مما يجعل دول وشركات تتردد فى التعامل بها فى البداية، لكن شيئا فشيئا يمكن للنظام الجديد أن يترسخ وينتشر. واختتمت الخبيرة البريطانية: بهذا يمكن أن يتم نقل السلطة المالية بسرعة، بعيدا عن الولاياتالمتحدة، وقالت إنه بدلاً من الحرب الباردة، قد يتجه العالم نحو نظام دولى تقوده 4 قوى كبرى، هى الولاياتالمتحدةوالصينوروسيا وألمانيا.