الخشت: حرب أكتوبر مثّلت حالة من التفكير المصري بشكل استثنائي

نظمت جامعة القاهرة، احتفالية بمناسبة الذكري الخامسة والأربعين لحرب أكتوبر المجيدة، بقاعة الاحتفالات الكبري بالجامعة، وقال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، خلال كلمته بالاحتفالية، إن الجامعة حرصت في احتفالية هذا العام على تكريم 50 من الأساتذة والعاملين من أبناء الجامعة الذين شاركوا في حرب أكتوبر 1973، والتي تمثل مفترق الطريق ولحظة يجب استدعائها واستعادتها كل يوم في إطار روح حرب أكتوبر العظيمة.
وأضاف الخشت، انه كان لدينا وعي ونحن أطفال بفكرة وجود خصم ولم يكن أحد ينتظر حدوث حرب، ولكن حدث ذلك بفضل وجود زعامة وقيادة تستطيع إتخاذ القرارات والسيناريوهات والخطط المتعددة، والتي فاجأت مصر بها العالم بعبور الجيش المصري سيناء وضرب أسطورة الجيش الذي لايُقهر، ولفت إلى أن السبب في ذلك يعود للتفكير بطريقة مختلفة وعمل خداع استراتيجي خارج قواعد التفكير العسكرية التقليدية التي كانت تقر بعدم إمكانية الحرب وعنصر المغامرة المحسوب بدقة وليس المغامرة المفتوحة.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن الإعداد لحرب أكتوبر والمعالجة السياسية مثلت حالة من التفكير المصري بشكل استثنائي، وكانت تلك الحالات الإستثنائية موجودة في مصر على فترات مثل، مواجهة التتار وحرب الهكسوس، قائلًا: «لابد من تحويل اللحظات الإستثنائية إلى لحظات دائمة».
وأشار الخشت، أنه لابد من تغيير طرق التفكير المصري وأن تكون لحظات التفكير العقلانية هي لحظات دائمة، مضيفًا أنه لابد من النظر إلى حرب أكتوبر في ضوء الظروف المحيطة الآن بمصر والوطن العربي، وأن ننظر للظروف الحالية في ضوء حرب أكتوبر، موضحًا إننا نواجه حملة شرسة من أيادي خطيرة تريد ضرب الدولة الوطنية المصرية. وقال إن مصر لم تضيع بعد ثورة 25 يناير، حيث التحم وعي الشعب المصري والجيش المصري وحفظ مصر من استهداف بعض القوي التي كانت ترغب في ضرب الدولة الوطنية.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن الحفاظ على كل دولة عربية هو شئ بالغ الأهمية لإستقرار وأمن المنطقة وسلامتها، مؤكدًا على ضرورة الوعي بأهمية الوقوف أمام المؤامرات الخارجية وعدم الإنخداع بالشعارات الكذابة.
واختتم الخشت، كلمته، قائلًا: «إن آمالي لهذا الجيل من الطلاب أن يصنع تاريخ أفضل وأن تكون مصر أقوي من أي فترة مضت».
وألقي اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الاسبق، محاضرة موسعة تحت عنوان «المخاطر المحيطة بمصر والوطن العربي قبل وبعد انتصار أكتوبر 1973»، والتي تناول خلالها طبيعة التخطيط الاستراتيجي لحرب أكتوبر المجيدة، وما حققه الجيش المصري من انتصارات تُدرس في الأكاديميات العسكرية، وأوضح خلال المحاضرة أيضًا عوامل نجاح الجيش الوطني في استرداد الأرض وتعزيز كرامة الوطن والمواطن.
وقال سالم، إنه من الضروري معرفة مكان حرب أكتوبر في دائرة المخاطر المحيطة بالدول العربية في الوقت الحالي، والتي استهدفت تقسيمها على مدار التاريخ، موضحًا أن روح أكتوبر لابد أن تستمر عبر الأجيال، وأضاف أن الإستراتيجية هي العلم الذي يبحث في حشد وإدارة قدرات الدول لتحقيق أهدافها، كما أنها فن يختلف من دولة لأخري ويختلف من فرد لآخر حسب قدرته ورؤيته.