«نيويورك تايمز» تتهم ترامب بالاحتيال الضريبى

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، شارك فى مخالفات ضريبية شملت حالات احتيال ساعد خلالها، هو وأشقاؤه، والدهم على التهرب من الضرائب، واستشهدت الصحيفة بأكثر من 200 إقرار ضريبى حصلت عليها، فيما سارعت ولاية نيويورك إلى إعلان التحقيق فى تلك المخالفات.
وأظهر تحقيق الصحيفة الذى أجرته بناء على «مجموعة هائلة» من الإقرارات الضريبية السرية والسجلات المالية، أن ترامب حصل من نشاط والده «فريد ترامب» العقارى على 60.7 مليون دولار، بما يساوى حاليا 413 مليون دولار، بينما كان ترامب قد قال إن والده منحه قرضا بقيمة مليون دولار عام 1975، ولكنه تمكن من تحويله إلى شركة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، وأظهر تحقيق «نيويورك تايمز» أن أبناء فريد ترامب حصلوا فى المجموع «على مبلغ أكبر بكثير من مليار دولار» من والدهم، وأضافت أنه حسب نسبة الضريبة المطبقة على التركات فى ذلك الحين- كانت 55%- كان يفترض أن يسددوا ضرائب بقيمة 550 مليون دولار، لكنهم لم يدفعوا سوى 52.2 مليون، وهو أقل من عُشر المبلغ المستحق.
وقالت «نيويورك تايمز» عن ثروة ترامب، إن قطب العقارات لم يبن نفسه بنفسه كما يحلو له أن يؤكد لمؤيديه وفى كتبه مثل «فن التفاوض»، الأكثر رواجا بينها. وأضافت الصحيفة أن ترامب منذ طفولته وحتى اليوم استفاد مثل إخوته وأخواته الأربعة من العائدات التى تأتى من الإمبراطورية العقارية لوالده، وأضافت أن القيمة الإجمالية لهذه الأموال تعادل 413 مليون دولار اليوم، وتابعت أن ترامب حصل منذ أن كان فى الثالثة من العمر على 200 ألف دولار سنويا بالسعر الحالى، وفى الثامنة من عمره كان قد أصبح مليونيرا. وقالت «نيويورك تايمز» إن جزءا من الأموال التى حصل عليها ترامب قد يكون جاء عن طريق تهرب ضريبى، وأنشأ مع إخوته وأخواته شركة وهمية هدفها الوحيد إخفاء هبات والديهم، وأوضحت أنه يبدو أن ترامب ساعد والده فى الاستفادة بدون حق من خفض ضرائب بملايين الدولارات، وخفض تقديرات أشعار عقاراته لخفض الضرائب التى يترتب دفعها عند انتقالها إلى الأبناء.
وردت المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض، سارا ساندرز، على تقرير الصحيفة بقولها: إنه «من المحزن أن نشهد هجمات كاذبة من صحيفة فاشلة»، وأضافت: «منذ عقود دققت مصلحة الضرائب فى هذه الصفقات ووافقت عليها»، وأوضحت أن الرئيس استغل هذه الأموال فى بناء شركة ناجحة للغاية وجنى ثروة تجاوزت 10 مليارات دولار، من بينها امتلاك العديد من العقارات الفاخرة حول العالم. وقال تشارلز هاردر، محامى ترامب للصحيفة، إن التقرير غير دقيق، ووصف المعلومات بأنها «خاطئة 100% وتشهيرية إلى حد كبير»، وأضاف: «لم يحدث احتيال أو تهرب ضريبى من أى شخص»، وأكد أن ترامب شخصيا «لم يشارك فى الإجراءات» المتعلقة بميراث والده، والتى كان يتولاها أفراد آخرون فى عائلته.
وعلى الفور، أعلنت مصلحة الضرائب فى ولاية نيويورك، أمس الأول، أنها فتحت تحقيقا بعد ما نشرته «نيويورك تايمز»، وأعلن أحد الناطقين باسم المصلحة أن الإدارة «تستعرض الاتهامات الواردة فى (نيويورك تايمز) وتدرس بتصميم كل الفرضيات الممكنة للتحقيق».
وتقول «نيويورك تايمز» إنها لم تتمكن من الاطلاع على بيانات ترامب لأنه يرفض نشرها حتى الآن.