اعتاد ياسر عبدالرحمن، صاحب محل الستائر، بشارع الاعتماد فى إمبابة بالجيزة، كل صباح أن يُمازح أطفال جاره ال3:«حسن»، و«عبدالرحمن»، و«توته»، أكبرهم 6 سنوات، لكنه استغرب السبت الماضى غيابهم عن شرفة شقتهم بالطابق الثانى بالعقار المقابل لمحل عمله، ليسمع أصوات صراخ الأم «رشا مجدى»: «إلحقونى.. زوجى اتقتل». حاولت «رشا» أن تبعد الشبهات عنها، اصطحبت أطفالها إلى منزل عائلتها، وحضرت إلى شقتها من جديد رفقة والدتها، لكن سلوكها أثار استغراب مالكى العقار محل الجريمة، وريبة العم «عبدالرحمن»، فيقول ل«المصرى اليوم»: «إن الزوجة أكدت أنها صرخت تستغيث بالجيران لكننا لم نسمع شيئا». بحسب الاعترافات التى سردتها «رشا» أمام صاحب محل الستائر، عقب القبض عليها، فقد رسمت مخططها الإجرامى قبل الجريمة ب24 ساعة:«أحضرت (على.م)، و(أحمد.ع)، عاطلان، إلى شقتى، وأعطيتهما نسخ من مفاتيح بوابة العقار وشقتى، وطلبت منهما التعاون على قتل زوجى (حسين.م)، عامل بورشة شنط حريمى». كان «عبدالرحمن»، الرجل الخمسينى، فى حيرة عندما قالت له زوجة المجنى عليه، عقب وقوع الجريمة، إن من قتلا الزوج «شغالين فى شركة الغاز، دخلوا شقتها بتلك الحجة ثم ربطوا زوجها بالحبال وقتلوه، ثم ربطوها وكتموا أنفاسها، ثم سرقوا أموالاً، ومصوغات ذهبية، وأشياء أخرى». لم يلتفت صاحب محل الستائر كثيرًا إلى رواية المتهمة الأولى وقت وقوع الجريمة، فاتصل بالإسعاف التى حضرت على الفور، وبحسب الشاهد فإنه «قبل حضور المُسعفين، نزلت أم المتهمة من شقة ابنتها، تقول إنها ضغطت على بطن المجنى عليه، وكانت أنفاسه لا تزال تصعد وتهبط، وفجأة صعدت روحه إلى بارئها». بعدما حضر المقدم محمد ربيع، رئيس المباحث بقسم شرطة إمبابة، إلى مكان الجريمة، طلب من عم «عبدالرحمن»، إحضار كاميرات المراقبة الخاصة بمحله المتاخم لعقار المجنى عليه: «رئيس المباحث كان واضح طلب مشاهدة الكاميرات من الساعة ال9 صباحًا، وهو توقيت صعود المتهمين إلى الشقة، وتبين نزولهما عقب ساعة و10 دقائق من صعودهما». «قتلوا الراجل، ولبس أحدهما ملابسه، وكانت الزوجة تملى على أولادها ما يقولونه للجيران»، كلمات قالها عمر محجوب، طالب جامعى، حفيد مالكة العقار الذى شهد الجريمة، قبل أن يؤكد: «زوجة المجنى عليه عندما أخبرت رئيس المباحث بأنها صرخت للاستغاثة بالجيران، كذبت روايتها وكان هذا أول الخيط لكشف ملابسات الجريمة». يستحضر الشاب العشرينى فى ذهنه مشهد صعود وهبوط المتهمين، اللذان نزلا بحوزتهما بعض المقتنيات من الشقة، يقول «محجوب» إن الحقيبة تلك ربما كانت تحوى الملابس التى ارتكب بها المتهم الثانى جريمته. فوجئ «محجوب» بطرق الطفل «حسن» ابن المجنى عليه والمتهمة، على باب شقة الجارة أم مجدى يخبرها:«إلحقى يا طنط، ماما مربوطة»، يحكى الطالب الجامعى أنهم لم يفهموا كلام الطفل صاحب ال6 سنوات: «دخلنا لقينا رشا مربوطة وعلى فمها بلاستر». حاول فريق البحث الجنائى جمع المعلومات بشتى الطرق من أطفال «حسين» لكن دون جدوى: «الناس ربطوا ماما، وقتلوا بابا»، هكذا أصرّ الأطفال على تلك الرواية، خشية من أمهم المتهمة التى يقول «محجوب» إنها اصطحبتهم إلى بيت عائلتها عقب الجريمة خشية استجوابهم كثيرًا من قبل الجيران.