مريم المغازي.. حكاية طالبة صيدلة استخدمت 30 ألف دبوس في أولى لوحاتها

حجرة صغيرة، قد تبدو من الوهلة الأولى أنها غريبة الأطوار، على الجدران تجد مجموعة من اللوحات الفنية، بعضها رُسم بالفحم، ولوحات أخرى بالكبريت والنار، ومنها ما زُينت بالدبابيس، فتشعر وكأنك دخلت معرضاً فنياً، وسرعان ما يتغير الشعور عندما تجد فى الجانب الآخر الكتب والأدوات الطبية متناثرة فى كل مكان، ومختلطة بأدوات الرسم، هكذا كان عالم «مريم» الصغير، طالبة الصيدلة، التى رسمت أول لوحة بالدبابيس باستخدام 30000 دبوس.
مريم المغازى، طالبة فى الفرقة الخامسة بكلية الصيدلة، تهوى الرسم منذ الصغر، وتبحث دوماً عن تميزها فيه من خلال استخدام خامات لم تُستخدم من قبل، لذلك لجأت إلى استخدام الدبابيس فى رسم لوحاتها الأخيرة.
وتقول: «مدرسى فى الثانوية العامة هو اللى اكتشف موهبتى، ورغم إنى جايبة مجموع مارضيتش أدخل كلية فنية تحجِّم موهبتى، وقلت أطور نفسى بنفسى».
بدأت الحكاية عند «مريم» منذ العام الماضى خلال فترة امتحاناتها، فتوضح: «كنت قاعدة بذاكر وبدبِّس الورق، وقلت ليه مانستفيدش منه واستخدمه فى لوحاتى؟!»، رسمت أول لوحة بالدبابيس على شكل خيل، ثم رسمت «الشعراوى» بها، وبعدها بدأت فى تلوين الدبابيس قبل استخدامها، وكانت اللوحة الفارقة بالنسبة لها هى اللوحة الأخيرة.
«لوحة فارغة ودبابيس ودباسة وألوان» هى سلاح «مريم» لإخراج تلك اللوحات البديعة كما وصفها الآلاف من متابعيها على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».
وتكمل: «كنت حابّة أعمل حاجة غريبة ماتعملتش قبل كده، فى الأول برسم بالخطوط العريضة على اللوحة، وبعدين ألون الدبابيس وأسيبها تجف وأبدأ أدبِّس على اللى رسمته».
أكثر من شهر كانت هى المدة التى قضتها «مريم» فى رسم لوحتها الأخيرة بين مجهود ذهنى وجسدى جبار كما وصفته. وتضيف: «أكتر لوحة تعبتنى، لكنها تستاهل طبعاً، استخدمت فيها أكتر عدد دبابيس يمكن أكتر من 30000 دبوس، واللى قبلها استخدمت فيها 15000 و3000 فقط، ولما نشرت الصور استقبلت تعليقات كتير أوى، وناوية أقدم فى معارض باللوحة دى».
وتتابع: «هى عبارة عن مخ وبداخله إنسان، وبتعبر عن التفكير المفرط».
تميز لوحات «مريم» من حيث الخامات المستخدمة، التى تُعد جديدة من نوعها، جعل حلمها وهدفها القادم هو أن تصل لوحاتها إلى العالمية وتشارك فى معارض خارج مصر والوطن العربى.
وتكمل: «بدوَّر على كل ما هو جديد ومميز، ونفسى ألف العالم باللوحات دى، واستخدم خامات تانية غريبة، وأكيد هوصل، زى ما كان لى السبق فى إنى أكون أول واحدة ترسم بالدبابيس».