توفيت مارى إليس، إحدى رائدات قيادة الطائرات فى بريطانيا، عن عمر يناهز 101 عام، وكانت من أوائل النساء اللاتى قدن الطائرات المقاتلة الثقيلة خلال الحرب العالمية الثانية. وأشرفت «إليس» على توظيف مدنيين لقيادة الطائرات من مصانعها إلى المطارات خلال الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك لم تكن مساهمتها فى المجهود الحربى موضع تقدير دائمًا، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية. ولدت فى أسرة ريفية تعمل بالزراعة فى مدينة ليوفيلد بمقاطعة أوكسفورد شاير البريطانية، بالقرب من قواعد الطيران الملكى فى «بيسيستر وبورت ميدو»، واصطحبها والدها ذات مرّة فى رحلة جوية، كانت بمثابة الخط الذى رسم مسار حياتها فيما بعد، فعشقت الجو والسماء، وفى سن المراهقة أخذت دروسا بالطيران فى مطار مجاور. وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، استطاعت برخصة قيادة الطائرات وخبرتها أن تعمل كطيارة فى شركة النقل الجوى عام 1941، لكن عملها هى وغيرها من النساء فى هذه المهنة جلب انتقادات كثيرة تهاجم عمل المرأة بمهن الرجال- على حد تعبيرهم. وكتب أحد الصحفيين آنذاك: «التهديد الحقيقى هو المرأة، التى تظن نفسها قادرة على قيادة طائرات هجومية سريعة للغاية، فى حين لا تمتلك ذكاءً كافيًا لتنظيف أرضية المستشفى بشكل صحيح» ورغم ذلك، بدأت بالطيران فى أجواء بريطانيا، تقود طائرات قتالية وقاذفات القنابل السريعة. وتعرضت عدة مرّات لخطر الموت، سواء عبر نيران صديقة أو فى هبوط اضطرارى، بينما ذكرت شركة النقل الجوى التى عملت فيها، أنها قادت نحو ألف طائرة خلال الحرب، موزّعة على 76 طرازًا. وتزوجت من زميلها الطيار «دون إليس» عام 1961، الذى توفى عام 2009، وتابعت حياتها إلى يومها الأخير فى منزلها تخدم نفسها بنفسها، حتى رحلت الأربعاء الماضى.