مصر تدين استهداف «ميليشيا الحوثى» ناقلتى نفط سعوديتين فى البحر الأحمر

أدانت مصر الهجوم الذى استهدف ناقلتى النفط السعوديتين فى البحر الأحمر، من قبل ميليشيات «الحوثى» فى اليمن.
وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية، أمس، أن هذا الهجوم يمثل خرقاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية، التى تنص على حرية حركة الملاحة فى الممرات المائية الدولية، فضلاً عن تأثيره السلبى على حرية حركة التجارة الدولية.
وجدد البيان مطالبة مصر للمجتمع الدولى بضرورة الاضطلاع بدوره نحو استعادة الشرعية فى اليمن على أساس مقررات الشرعية الدولية الممثلة فى قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى اليمنى، والتصدى لكافة الأعمال الإرهابية التى من شأنها زعزعة الاستقرار فى المنطقة.
وفى سياق متصل، قال رئيس مجلس إدارة شركة ناقلات النفط الكويتية، بدر الخشتى، إن بلاده قد تتخذ قرارا بوقف صادرات النفط عبر مضيق باب المندب، بعد قرار سعودى مماثل، لكنه أكد أن الأمر ما زال قيد الدراسة، وأن القرار النهائى لم يُتخذ بعد. وأضاف، فى تصريحات صحفية، أمس، أن كل الاحتمالات واردة، لكن لا يوجد هناك شىء مؤكد حتى الآن. وشدد «الخشتى» على أنه لابد من أن يكون هناك بديل، ولابد أن يكون كل شىء مدروسا وبعدها نقرر.
وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودى، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن بلاده ستعلق جميع شحنات النفط الخام التى تمر عبر مضيق باب المندب، إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة.
قدّر خبراء تأثيرات قرار السعودية بحظر سير ناقلات النفط عبر مضيق باب المندب، ب«الكارثى» على الشحنات المنقولة عبر خط سوميد فى الأراضى المصرية، والشحنات التى تأتى من شركتى (أرامكو ومؤسسة النفط الكويتية) لتكريرها فى المعامل المصرية، وهو ما يهدد بتوقف الخط وتراجع طاقات المعامل؛ حال استمرار الأزمة لأمد أطول.
وأكد شامل حمدى، الرئيس الأسبق لمجلس إدارة سوميد لأنابيب البترول، أن معدلات ضخ النفط الخام فى الخط ستتراجع بشدة، إثر إعلان أرامكو تعليق جميع شحنات النفط عبر مضيق باب المندب، لحين تأمين الملاحة فى المنطقة، موضحًا أن 60% من الخام المنقول عبر خطوط الشركة يأتى من أرامكو، وهو ما سيؤثر بالسلب على أرباح الخط الذى يمتد على مسافة 322 كيلومترًا من العين السخنة حتى سيدى كرير على البحر المتوسط، لنقله إلى الولايات المتحدة وأوروبا. وتمنى «حمدى» أن يكون قرار السعودية مؤقتًا لفترة محدودة، حتى لا تتأثر أرباح الخط، محذرًا من اتخاذ باقى الدول العربية الأخرى كالإمارات والكويت، نفس النهج، خاصة أن ذلك يهدد بتوقف الشركة من الأساس.
وحول تأثيرات القرار على كميات الخام الذى يصل إلى المعامل المصرية لتكريره، أشار إلى أن معامل التكرير المصرية تستقبل من خلال خط سوميد 500 ألف طن من أرامكو شهريًا، وهناك اتفاق مع المؤسسة الكويتية على توريد مليونى برميل من الخام بشكل شهرى أيضًا، لتصل إلى معمل سيدى كرير ومنها إلى معمل ميدور، مستدركًا: «بالتأكيد هذه المعامل ستتأثر سلبًا، لأن لديها طاقات إنتاجية إضافية قد تتوقف، ولكن هذا يرتبط باستمرار القرار السعودى لفترات طويلة، أو يمكن حل هذا الأمر من خلال نقل الشحنات عبر طريق رأس الرجاء الصالح، ولكنها ستحتاج فترة زمنية أكبر تمتد إلى أسبوعين، غير أن تكلفة النقل متقاربة».
وتابع أن الشركة حققت تراجعًا كبيرًا فى أرباحها مع قرار كويتى مماثل بتعليق نقل الخام فى باب المندب مع اختطاف شاحنة نقل كويتية على يد القراصنة الصوماليين وقتها.
وقالت مصادر مسؤولة لقطاع النقل إن هذا القرار يمثل خطورة عالية على إيرادات قناة السويس، حيث تمثل ناقلات النفط نحو 30% من إيراداتها، وإنه لن يقتصر فحسب على شاحنات النفط؛ بل سيمتد لباقى السلع الأخرى، منوهة بأن اتخاذ مثل هذه القرارات يوحى بأن الملاحة غير آمنة فى الممر المائى، بما قد يتبعه قيام شركات التأمين على نقل البضائع، بزيادة أسعارها وبالتالى رفع تكلفة النقل بصفة عامة.
وتمتلك الهيئة العامة للبترول 50% من الخط، فيما تمتلك كل من السعودية والكويت والإمارات حصصا متساوية بقيمة 15% لكل منها، و5% لصالح قطر.
من جانبه، قال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى، اللواء قاسم سليمانى، إن البحر الأحمر لم يعد آمنا للوجود العسكرى الأمريكى، مؤكدا استعداد الفيلق لمواجهة القوات الأمريكية.