لوكا مودريتش.. ساحر الكروات راعيًا للماعز (فيديو)

لقطات كانت من نصيب مصور الأفلام الوثائقية بافل بالينوفيتش، الذي لم يكن يعلم أنه يصور طفلا أصبح بعد 28 عاما أحد أهم نجوم الكرة في العالم، الساحر لوكا مودريتيش، عندما كان ينتج فيلما وثائقيا عن الذئاب في منطقة جيسينتسي قرب الحدود مع سلوفينيا.
بين عامي 1989 و1990 كان يبلغ مودريتش نجم وسط منتخب كرواتيا، الذي قاد فريقه إلى نهائي كأس العالم، 5 سنوات، عندما قام «بالوفيتيش» بإصدار الفيلم. لم يكن يعلم حينها أن المشهد الذي لم يتخط 28 ثانية سيصبح الآن حدثًا في ذاته.
الطفل الذي كان يحدق إلى الكاميرا من بعيد وهو يرعى الماعز، أصبح فيما بعد طريد الكاميرات، ومسيرته الكروية الاستثنائية شكلت حلمًا يراود الكثيرين من عشاق ولاعبي كرة القدم.
يعد «مودريتش» أحد الجنود المجهولين وسط تشكيل منتخب بلاده، ورشحه مراقبون لنيل جائزة الكرة الذهبية إذا ما فازت بلاده باللقب على حساب فرنسا في المباراة النهائية، الأحد.
يؤمن لوكا، قائد الكروات، بأن العزيمة والإيمان بالنفس أهم دائما من البنية الجسدية. ربما لا يتمتع هو نفسه ببنيان قوي؛ فطوله 172 سم، ووزنه 66 كجم، ولكن قليلين هم من يضاهون مهارته وبراعته في التحكم بإيقاع اللعب، وكذا القدرة على التحمل.
يرجح المتابعون فرنسا للفوز باللقب للمرة الثانية، فيما تعتمد كرواتيا على الإصرار الذي قادها للتفوق في 3 مباريات متتالية بعد وقت إضافي، والفوز مرتين بركلات الترجيح.
نشأ العديد من أفراد جيل كرواتيا الحالي خلال الحرب بعد الانفصال عن يوغوسلافيا، وهو ما أكسبهم قوة وصلابة. ويقول مودريتش، صاحب ال32 عاما، الذي عاش في مساكن للاجئين عدة سنوات خلال طفولته: «تعاملت بشكل كبير مع صعوبات خلال حياتي، أهم شيء هو عدم الاستسلام وعدم ترك الأمور للظروف».
ويضيف: «يجب أن تؤمن بنفسك، وأن تقاوم بإصرار مهما كانت العقبات، وأن تحارب لتحقيق أحلامك، وهذا ما ألهمني في حياتي. نحن في نهائي كأس العالم».