صاحب «بالين».. فنان

ربما تكون من الذين ينتظرون أفلام أحمد حلمى، فى كل موسم فنى، أو من المعجبين بالفنان خالد الصاوى، ومحيى إسماعيل، وغيرهم الكثير من الفنانين، لكن ربما يغيب عن الكثيرين أن هؤلاء الفنانين وغيرهم الكثير، يتمتعون بمواهب أخرى غير الوقوف أمام الكاميرات وإبهارنا بأدائهم التمثيلى، ولا غرابة إذا عرفت أن كل واحد فى هؤلاء مسكون بروح «كاتب كبير»، ولم نر منه إلا ممثلا متميزا، وحين يصدر أى منهم كتابا أو ينشر نصا أدبيا فإنه يكشف عما يجهله البعض وهو أن هذا الفنان شاعر أو روائى أو سيناريست أو صاحب رؤية فكرية.
لكن هذا الأمر ليس بجديد على المشهد الفنى أو الثقافى فهناك ممثلون أو ممثلات آخرون كان لهم مشروعهم الإبداعى ومن هؤلاء نذكر شاعرا مهما كان عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكتاب أيام رئاسة الكاتب الراحل الكبير ثروت أباظة وله قصائد وأغان تغنى بها كبار المطربين ومن هذه القصائد «الروابى الخضر» التى تغنى بها عبد الوهاب غير قصائد أخرى تغنى بها آخرون ولمن لم يذكره من القراء الكرام نذكرهم به وهو الفنان الذى كان مهندسا فى ورشة أبيه وكان يحب إحدى بنات أحمد مظهر والذى يرفضه لأنه ميكانيكى كان هذا فى فيلم الأيدى الناعمة وكانت بداية أحمد خميس فى السينما من خلال «رسالة إلى الله» عام 1961م، وأُتيحت له بعدها الفرصة لأداء أدوار البطولة المطلقة، لكنه عاد إلى الأدوار المساعدة التى تميَّز فيها بصوته القوى، ونطقه الصحيح المميَّز، كما اشتهر بأدائه لأدوار الأب. ومن المسلسلات التى شارك فيها «رأفت الهجان» و«من الذى لا يحب فاطمة»، كما شارك فى عددٍ من المسلسلات الخليجية. ومن أفلامه «الشك يا حبيبى» و«الأيدى الناعمة» و«عفوا أيها القانون» و«الرقص مع الشيطان» وله دواوين شعرية عديدة منها «رباعيات أحمد خميس» وديوان «الروابى الخضر» 1995. وقد ألف عدة أغنيات منها «الروابى الخضراء» «عاشق السهر» «موكب الخالدين». تغنى بأشعاره كبار الفنانين والملحنين مثل محمد عبدالوهاب، وفريد الأطرش، ورياض السنباطى.
أيضا لاننسى عبدالرحمن الخميسى وهو روائى وصحافى وشاعر ومترجم ومخرج وكاتب وممثل وقام بتكوين فرقة مسرحية باسمه وكتب وأخرج أعمالها، كما كتب وعرب الأوبريتات العالمية. فى السينما أخرج وكتب السيناريو لأربعة أفلام (الجزاء، عائلات محترمة، الحب والثمن، زهرة البنفسج) وهو مكتشف السندريللا سعاد حسنى ويعرفه المشاهدون من خلال تجسيده دورالشيخ يوسف البقال فى فيلم الأرض.
وهناك شاعر غنائى عرف بلقب صاحب الألف أغنية وهو الشاعر حسين السيد كان قد تقدم إلى لجنة قبول وجوه جديدة للمشاركة فى فيلم يوم سعيد بطولة عبد الوهاب وكانت اللجنة مؤلفة من عبدالوارث عسر ومحمد كريم وعبدالوهاب وكانوا يتناقشون حول حاجة أحد مشاهد الفيلم لأغنية فطلب من عبدالوهاب فرصة يوما واحدا ليأتيه بالأغنية فكانت أغنية: «إجرى إجرى إجرى.كما لاننسى الفنانة الكبيرة نادية رشاد التى بدأت مسيرتها الفنية فى السبعينيات بفيلم تليفزيونى هو (من عظماء الإسلام) ثم شاركت بمسلسل (القاهرة والناس) فى 1972 وعملت بالإذاعة المصرية، أيضا لاننسى مخرجين كبارا كتبوا سيناريوهات أفلامهم مثل يوسف شاهين وصلاح أبوسيف كما لاننسى شاعر العامية الرائع ورسام الكاريكاتير والصحفى صلاح جاهين الذى مثل فى أكثر من فيلم ومنها «لاوقت للحب» و«المماليك» وغيرهما كما غنى أيضا فى أوبريت الليلة الكبيرة الذى كتبه.
ومن الوجوه المتميزة الحالية التى جمعت بين التمثيل والكتابة الفنان الكبير محمود البزاوى والذى ألف العديد من الأعمال الفنية وشارك فى بطولة بعضها، كان آخر هذه الأعمال مسلسل «كلبش»، مع المخرج بيتر ميمى.
ممثلة سورية، تخصصت فى مرحلة الدراسة الجامعية فى كلية الآداب بجامعة القاهرة فى اللغة العربية، وتميزت «رغدة» فى السينما السورية فى فترة الثمانينيات من خلال تعاونها مع الفنان السورى دريد لحام فى فيلمى «التقرير والحدود»، لكنها حققت انتشاراً فنياً كبيراً مع دخولها السينما المصرية، واشتهرت بأدوارها فى العديد من الأفلام وعلى رأسها: «كابوريا، عيون الصقر، الإمبراطور، استاكوزا، فتاة من إسرائيل».
قدمت من المسلسلات التليفزيونية: «إسطبل عنتر، ذكريات العام القادم، الشك»، والفنانة «رغدة»، تكتب الشعر والروايات والقصص القصيرة، وصدر لها أكثر من كتاب.
الفنان أحمد حلمى صاحب رؤية ووجهة نظر وفكر عبر عنها فى مجموعة من المقالات كما أصدر كتابا بعنوان «28 حرف» وقال حلمى ل«المصرى اليوم»: «إن الفنان لابد وأن يكون له رؤية أدبية، فالفنان ذو حس يتلذذ بالموسيقى والشعر كما يتلذذ بجمال الروايات العذبة التى تمس قلوب القراء».
وأضاف أنه كانت له تجربة أدبية حيث كتب «حلمى» العديد من المقالات بجريدة الدستور، وبعد ذلك جمعها فى كتاب واحد وأطلق عليه «28 حرف»، ولاقى الكتاب نجاحا فى الأسواق بدرجة غير عادية فى عام 2012، ليصير واحدًا من أكثر الكتب مبيعًا، فيصنف الكتاب على أنه من الكتب التى تحمل الطابع الفكاهى الخفيف.
أما الفنان صلاح عبدالله فهو أيضا شاعر عامية متميز، وكان مهتما بكتابة الشعر السياسى والعمل بالنشاط السياسى، حتى أصبح أمين شباب حى بولاق الدكرور والدقى، عند التحاقه بكلية التجارة جذبته فرقة تمثيل الجامعة، وأعجب بما تقدمه من أعمال مسرحية على خشبة مسرح الجامعة، فقرر تكوين فرقة مسرحية للهواة أطلق عليها اسم «تحالف قوى الشعب العامل»، لأنها ضمت بعض العمال والحرفيين بالإضافة لزملائه من الطلاب، نجحت الفرقة فى لفت الأنظار إليها، حيث قدم من خلالها كممثل ومخرج عددا من العروض المسرحية لكبار الكتاب فى تلك الفترة، ومنها «آه يا بلد» لسعد الدين وهبة و«عسكر وحرامية».
قرر ترك العمل بالسياسة خاصة بعد نجاحه فى كتابة أشعار عدد من المسرحيات التى عمل بها فى أدوار صغيرة ومنها «العسكرى الأخضر» التى قام ببطولتها الفنان الكوميدى سيد زيان، يدين بفضل اكتشافه للمخرج شاكر عبداللطيف، الذى قدمه فى مسرحية «رابعة العدوية»، رشحه بعدها للانضمام لفرقة استديو 80 التى كونها الفنان محمد صبحى، وكانت البداية بمسرحية «المهزوز». بدأت انطلاقته ومعرفة الجمهور الحقيقية به من خلال مسلسل «سنبل بعدالمليون»، كان من أشهر أدواره مسلسل «ذئاب الجبل»، قال الفنان صلاح عبدالله، إنه أحب الشعر، وكان متذوقا له، وأنه اهتم بكتابة كتاب يضم فيه أبياته الشعرية باللغة العامية، وحمل الكتاب عنوان «تخاريف».
الفنان خالد الصاوى، درس الحقوق فى جامعة القاهرة، بدأ بالتمثيل من خلال مسرح الجامعة، قام بدراسة الإخراج فى أكاديمية الفنون، وبعد أن حصل على الليسانس، بدأ «الصاوى» العمل مساعد مخرج فى «سمكة وأربعة قروش»، ثم مخرجاً تليفزيونياً بقناة النيل الدولية، وبعض القنوات المتخصصة شارك فى تأسيس الجمعية المصرية لهواة المسرح، كتب وأخرج مسرحيتى «حفلة المجانين» و«أوبريت الدرافيل» وفاز عنهما بجائزة تيمور للإبداع المسرحى لعامى 1991 و1992. يعد «الصاوى» مؤلفا قصصيا ومسرحيا وشاعرا موهوبا أيضاً، حيث إن له عدة قصائد ثورية مثل «كأنها نهاية التاريخ» و«اطلع بقى» و«عايز أعيش»، له عدة أعمال سينمائية مهمة مثل «عمارة يعقوبيان» و«كدا رضا» و«كباريه» و«الفرح»، وأعمال تليفزيونية،ً مثل «قانون المراغى» و«أهل كايرو».
الفنان الكبير محيى إسماعيل تخرج فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وعمل لفترة فى المسرح القومى، وقدم العديد من المسرحيات، منها: «الليلة السوداء، سليمان الحلبى، دائرة الطباشير القوقازية»، وعندما مثل فى السينما، كان منجذبًا لأدوار الشخصيات التى تمر بمشاكل نفسية، فركز طاقته على تجسيد صراعات الإنسان النفسية حتى أصبح متخصصا فى هذه الأدوار الصعبة بل المُركبة حتى أطلق عليه لقب رائد «السايكودراما» فى مصر. تم تكريمه فى العديد من المحافل الدولية، وأبرزها جائزة مهرجان طشقند السينمائى الدولى عن دوره بفيلم «الإخوة الأعداء»، من أفلامه: «الرصاصة لا تزال فى جيبى، خلى بالك من زوزو، الطائرة المفقودة، الأخوة الأعداء، وراء الشمس، الأقمر، دموع الشيطان، إعدام طالب ثانوى»، وفى مجال التأليف صدر له رواية «المخبول»، التى حققت انتشارا واسعا ولاقت اهتماما من شخصيات بارزة مثل العالم أحمد زويل، الذى أثنى عليها وقال: «إنها رواية تستحق الاهتمام».
الفنانة رغدة ممثلة سورية، تخصصت فى مرحلة الدراسة الجامعية فى كلية الآداب بجامعة القاهرة فى اللغة العربية، وتميزت «رغدة» فى السينما السورية فى فترة الثمانينيات من خلال تعاونها مع الفنان السورى دريد لحام فى فيلمى «التقرير والحدود»، لكنها حققت انتشاراً فنياً كبيراً مع دخولها السينما المصرية، واشتهرت بأدوارها فى العديد من الأفلام وعلى رأسها: «كابوريا، عيون الصقر، الإمبراطور، استاكوزا، فتاة من إسرائيل».
قدمت من المسلسلات التليفزيونية: «اسطبل عنتر، ذكريات العام القادم، الشك»، والفنانة «رغدة»، تكتب الشعر والروايات والقصص القصيرة، وصدر لها أكثر من كتاب.