وزير الأوقاف: «الاعتكاف» لا قيمة له ما لم يمتلئ قلب صاحبه بالرحمة والتسامح

احتفلت وزارة الأوقاف بذكرى فتح مكة بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالقاهرة، الأربعاء، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، والدكتور أحمد على عجيبة، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور حسن سليمان، رئيس شبكة إذاعات القرآن الكريم، والشيخ خالد خضر، مدير مديرية أوقاف القاهرة، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف.
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في كلمته أنه «إننا في ليلة طيبة مباركة والتي يرى بعض أهل العلم أنها من الليالي التي أقسم بها ربنا في قوله تعالى: “والفجر وليال عشر”؛ لأهميتها وعظم مكانتها، ولما يحل بها من خير على العباد، موضحا أنه في ثقافة الكثير من الناس يكادون يحصرون ليلة القدر في ليلة السابع والعشرين؛ فيولونها بدعاء خاص وبزيادة العبادة والاعتكاف، إلا أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) علمنا أن نلتمس ليلة القدر في العشر الأواخر والتي تبدأ بهذه الليلة المباركة، لذا كان النبي (صل الله عليه وسلم) إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله بالقيام والذكر والدعاء ودروس العلم، وأيقظ أهله للعبادة والاعتكاف، فحثهم على التعاون والطاعة العبادة».
وأوضح الوزير معنى العبادة والاعتكاف وأن لهما مقصدًا وغاية، وهو «أن ينقطع الإنسان لله، معتمدًا ومتوكلا عليه، فالله ( عز وجل) لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه دون رياء، فمقصد العبادة التخلية قبل التحلية».
وتابع: «يجب أن نستلهم الدروس والعبر من سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) ومن أهمها: فضل التسامح»، مستشهدًا بما فعله النبي (صل الله عليه وسلم) مع أهل مكة عندما دخلها فاتحا منتصرا، فقال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم، قالوا: خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال (صلى الله عليه وسلم) قولته المشهورة: (اذهبوا فأنتم الطلقاء )، وهو ما يجسد قيمة التسامح في أسمى معانيها».
وأشار الوزير إلى أن «هذا الموقف عظيم من أعظم مواقف الإنسانية، فهؤلاء هم من آذوا النبي (صل الله عليه وسلم) وأخرجوه من بيته ووطنه، ومع ذلك عفا عنهم وتسامح معهم، حرصًا منه (صلى الله عليه وسلم) على دخول مكة بلا قتال ولا سفك دماء».
كما أكد أن «وثيقتي المدينة والحديبية أعظم وثيقتين في التسامح والرحمة، والتعايش السلمي وفقه العيش المشترك في تاريخ البشرية جمعاء، لما تمثلاه من دليل دامغ على الرقي والإنسانية، ففي وثيقة المدينة ليس أعظم من أن يعدد النبي (صل الله عليه وسلم) يهود المدينة من بني عوف والنجار وغيرهما، ويكتب أنهم مع المؤمنين أمة، فهذا تأصيل وتأسيس لروح الدولة والمواطنة، وما فعله تشريع لحرية المعتقد».
ونصح وزير الأوقاف «كل عابد صائم قائم معتكف لله أن يملأ قلبه بالرحمة والتسامح والخضوع والخشوع لله (عز وجل)»، مؤكدًا أن «هذه الرحمة هي التي سمت بالرسول (صل الله عليه وسلم) إلى أعلى الدرجات، فديننا دين الأخلاق والمكارم، ولنا في النبي (صل الله عليه وسلم) الأسوة لقوله «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
كما أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن «الاعتكاف لا قيمة له ما لم يمتلئ قلب صاحبه بالرحمة والتسامح، فلابد أن تصل العبادة بصاحبها إلى الصدق والإخلاص والأمانة وعدم الغش».