«وول ستريت» تواصل خسائرها مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران    إصابة 5 فلسطينيين عقب سقوط صاروخ في سعير شمال الخليل    مندوب روسيا في مجلس الأمن: واشنطن سبب انهيار الاتفاق النووي مع إيران    جروسي: مهاجمة منشآت إيران النووية تهدد المنطقة    خبير استراتيجي يكشف تفاصيل أخطر ضربة عسكرية في تاريخ إيران    كرة سلة.. الاتحاد السكندري ينهي مشواره الإفريقي في المركز الرابع    لماذا فشل انتقال ثيو هيرنانديز إلى أتلتيكو مدريد؟    قبل خوان جارسيا.. برشلونة يلجأ للشرط الجزائي للمرة السادسة    نجم الزمالك السابق: في أصعب الظروف حصلنا على السوبر الإفريقي وكأس مصر    بن رمضان: تأخير الانضمام للأهلى "نصيب" وكنت أتمنى اللعب مع معلول هذا الموسم    آثار اندلاع حريق داخل مركز إرسال بطرة في طلخا بالدقهلية (صور)    النيابة توجه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار لتاجر ذهب بالبحيرة    رانيا منصور ضيفة شرف بفيلم "ريستارت" وتشارك فى "الست لما" مع يسرا    عادل إمام نصحها بالعمل في الفن.. أبرز معلومات عن منة عدلي القيعي بعد زواجها    أحمد كامل البحيري: مصر لازالت الحائل لرؤية الشرق الأوسط الجديد    «لازم كوباية الشاي».. 5 أبراج مدمنة شاي هل أنت منهم؟    الصحة: نجاح جراحة دقيقة ونادرة لطفلة عمرها 3 أيام تعاني من ناسور مريئي    تسلا تعتزم فتح فرعا لها بالمغرب    السكة الحديد: تشغيل قطار روسي فاخر على خط الصعيد كخدمة جديدة    هل تتأثر مصر بأي تسرب نووي قد يحدث في إيران؟    فات الميعاد الحلقة 1.. أسماء أبو اليزيد تحاول إقناع أحمد مجدى بشراء شقة جديدة    توتنهام يستهدف ضم مهاجم برينتفورد    إسرائيل تعلن بدء الهجوم الإيراني وتحذر مواطنيها    وزارة الصحة: نجاح فريق طبى بمستشفى الخانكة في إجراء جراحة نادرة لطفلة رضيعة    غرفة عمليات مركزية بالدقهلية للتعامل مع حريق بمنطقة خالية داخل مركز إرسال بطره    إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والمدارس في مصر رسميًا (الموعد والتفاصيل)    نائب رئيس جامعة القاهرة يتفقد امتحانات الفرقة الأولى بطب قصر العيني (صور)    الأحد.. قصور الثقافة تطلق برنامج مصر جميلة المجاني لاكتشاف المواهب بأسوان    رسالة ماجستير فى كينيا تناقش مفهوم الخطايا عند المسلمين والمسيحيين.. بعض الخطايا لا نتغاضى عن الاعتراف بها.. ويحب على الجميع مواجهتها    تفاصيل مران الأهلي.. وفاة نجم المصري.. كابوس يقلق فيفا.. الزمالك يفاوض نجم الأردن| نشرة الرياضة ½ اليوم    هل زيارة المريض واجبة أم مستحبة؟.. عالم أزهرى يجيب "فيديو"    علامات إذا ظهرت على طفلك يجب الانتباه لها    "حلال فيك" ل تامر حسني تتخطي ال 7 مليون مشاهدة فى أقل من أسبوع    وداع قاسٍ من الربيع.. إنذار جوي بشأن حالة الطقس الأسبوع المقبل ب القاهرة والمحافظات    حجاج القرعة يشيدون بجهود بعثة وزارة الداخلية للعمل على راحتهم    يوفنتوس يجدد عقد مدربه إيجور تيودور حتى 2027    ميناء الإسكندرية يستقبل أولى رحلات "WAN HAI" وسفينة "MAERSK HONG KONG" في إنجاز مزدوج    دموع على الكوشة انتهت بتعهد.. النيابة تُخلي سبيل والدي عروسين الشرقية    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو لهو طفل بمنتصف أحد المحاور بالمقطم    خطيب المسجد النبوي: الرحمة صفة تختص بالله يرحم بها البر والفاجر والمؤمن والكافر    مطار شرم الشيخ يستقبل رحلات محوّلة من الأردن بعد إغلاق مجالات جوية مجاورة    هجوم إسرائيلي يستهدف "مطار مهرآباد" في طهران    100% لثلاثة طلاب.. ننشر أسماء أوائل الإعدادية الأزهرية في أسيوط    إزالة 8 حالات تعدي على الأراضي الزراعية بالشرقية    رحلة تعريفية لوفد من المدونين والمؤثرين الأمريكيين بالمقصد المصري    الطيران المدني: المجال الجوي آمن.. ورفع درجة الاستعداد القصوى    أسعار اللحوم اليوم الجمعة الموافق 13 يونيو 2025    خطباء المساجد بشمال سيناء يدعون للوقوف صفا واحدا خلف القيادة السياسية    إنفوجراف| إسرائيل تدمر «عقول إيران» النووية.. من هم؟    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 137 مخالفة لمحلات لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    ضبط صاحب مخبز بالمحلة الكبرى استولى على 16 جوال دقيق مدعم وباعها بالسوق السوداء    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر    بعثة حج الجمعيات الأهلية تنظم زيارات الروضة الشريفة    قفزة في الاستثمارات العامة بالمنوفية ب2.8 مليار جنيه في موازنة 2024/2025    كأس العالم للأندية - الأهلي يواصل تحضيراته لمواجهة إنتر ميامي    رئيس الوزراء: نتابع الموقف أولا بأول وتنسيق بين البنك المركزي والمالية لزيادة مخزون السلع    الدولار الأمريكي يرتفع متأثرا بالضربة الإسرائيلية على إيران    موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2025.. عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المصري اليوم» تصطحبكم في إطلالة على دبي «القديمة والحديثة»
نشر في المصري اليوم يوم 18 - 05 - 2018

لم تكن تلك هي الزيارة الأولي لدبي، لكنه الأكثر عمقا لذلك المقصد السياحي العربي الذي أصبح يحتل مكانة عالمية على خريطة السياحة الدولية، فهو يجذب السائحين من 200 جنسية، وهو المقصد السياحي الحالي الذي يقوم ببناء معالم سياحية جديدة تجذب السائح لتكرار الزيارة أكثر من مرة.
وتعد دبي واحده من أفضل المقاصد السياحية عربيا وعالميا في استخدام أساليب للترويج والتسويق غير تقليدية، ودائما ما تعتمد على فكرة الإبهار سواء على مستوي المشروعات السياحية، أو طريقة الترويج لها عبر رحلات «معايشة التجارب» الثقافية والاجتماعية، أو الترويج من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
«المصري اليوم» تصطحبكم في رحلة لاكتشاف «عالم دبي»، وهو عالم الحلم، فقد استطاعت دبي أن تجعل من المقصد السياحي علامة تجارية يحلم السائح المرتقب بزيارتها، ومشاهدة معالمها، والتسوق منها، ومعايشة تجاربها الثقافية والاجتماعية، وفي تلك الزيارة نصطحبكم إلى «برواز دبي» لنأخذكم في إطلالة بعيون مصرية على دبي القديمة والحديثة في آن واحد، ثم ننطلق لإطلالة آخري على «الغابات المطيرة» أحد المقاصد السياحية العلمية، كذلك نذهب معكم إلى مشهد مختلف في مسرح دراجون، ومشاهدة عرض لابيرل أو اللؤلؤ، هنا مدينة الحب، وتعايش الثقافات.. وإلى تفاصيل الرحلة.
∎ «برواز دبي».. قصة عبور من الماضي إلى المستقبل
هنا دبي المستقبل، الحلم عندما يتجسد واقعا ملموسا، هنا إبداع حقيقي يجمع بين الثقافة، والاقتصاد الحقيقي، المعني بالتنمية المستدامة، هنا روح عربية تنظر إلى مستقبل لتصعد بسرعة الصاروخ، لم تكن تلك زيارتي الأولي إلى دبي، بل الثانية، لكنها كانت مختلف عن العام الماضي، مع فريق من الصحفيين المصريين واللبنانيين والأردنيين، هنا دبي تأخذنا إلى عالم مختلف يجمع بين صناعة الترفية، والثقافة العربية في ثوبا من الحداثة، ونظرة للمستقبل.
ربما، ونحن نقرأ جميعا برنامج الرحلة كان لدينا تصور مسبق إلى حد ما عن برواز دبي، لكن الواقع كان أكثر إبهارا، رحلة تبدأ من دبي القديمة مرورا بالواقع الحالي لتنتهي بك بعد خمسون عام من الآن لمستقبل مختلف مبهر، هكذا يفكر الأشقاء في دبي.
«المصري اليوم» رصدت العديد من رسائل ذلك البرواز للعالم، فهو يقف شاهدا على ماضي دبي، ومستقبلها فهو يقع في حديقة زعبيل ليري منه الزائر دبي القديمة والحديثة في آن واحد، وبداخله المستقبل، أما فكرة المشروع نفسه فقد بدأت عندما فاز الفريق الهولندي بقيادة «فيرناندو دونيس» بالجائزة الأولى عن المشروع في المسابقة التي أعلنت عنها البلدية منذ وشهدت إقبالاً كبيراً، حيث تم قبول مشاركات من 4651 مهندساً معمارياً من 108 بلدان، وكان الغرض من هذه المسابقة، إضافة عنصر جذب جديد إلى جانب الوجه المتميز لمدينة دبي، ولغرض تشجيع الحركة المعمارية والمعماريين على نطاق محلي وعالمي.
يبلغ ارتفاعٍ البرواز 150 متراً وعرض قدره 93 متراً، ويتزين البرواز من الخارج بالزخارف المستوحاة من شعار معرض إكسبو الدولي 2020 المقرَر أن تستضيفه الإمارات، أمَّا تكلفة تشييده فقد بلغت نحو 160 مليون درهمٍ ولكنه من المتوقع أن يكون من الوجهات البارزة في المدينة التي سيقصدها السيَّاح والمواطنون ممن يرغبون في الاحتفاء بأهم المعالم الحضارية الجديدة.
انطلق الجميع مشدودين لمشاهدة تلك المفارقة الرائعة بين دبي القديمة والحديثة، متابعة كيف تحول حلم الآباء المؤسسين لواقع حديث يجذب الجميع على اختلاف ثقافتهم إلى مستقبل ممزوج بآليات العصر في مختلف المجالات خاصة التكنولوجيا، وبدأت الرحلة من الطابق الأرضي الذي يضم صالة الاستقبال الرئيسية، وبازار للهدايا التذكارية وسلالم متحركة تأخذ الزوار من الطابق الأرضي إلى طابق الميزانين ويحوي متحفاً يبرز تحوّل دبي من قرية كانت تعيش على صيد السمك واللؤلؤ إلى مدينة المستقبل.
وفي «الميزانين»، يدخل الزوار إلى معارض مؤقتة يُعرض فيها أشرطة فيديو بإضاءة من تقنية من بعدها، يدخلون إلى معرض «ماضي #دبي»، الذي يمكن فيه أن تري محاكاة لدبي القديمة، مستخدمين في ذلك أحدث أجهزة العرض ثم ننتقل إلى المصاعد البانورامية للوصول إلى سطح المبنى في الطابق ال 45 ثم ننتقل في المرحلة التالية إلى السطح، وفكرة السطح تأتي لتمكين الزوار من مشاهدة ماضي دبي ومستقبلها معا ورؤية المشهد البانورامي خارج المبني عبر الزجاج، وهذا المشهد خلق رغبه جامح لدي الزوار لالتقاط الصور السلفي التي تجمع بينهم وبين ماضي دبي ومستقبلها من ذلك الارتفاع الشاهق، يضم المبني شاشات متحركة وكبيرة لعشاق السلفي لالتقاط الصور، ويمكن الحصول عليها في الطابق الأرضي عند منطقة الشاشات التذكارية.
∎ قصة بناء مسرح لعرض واحد فقط
لابيرل أو اللؤلؤ استعراض فني بمذاق مختلف يجمع بين الترفية، ومتعة التفكير، ومحاولات فك شفرات العرض، فهو يأخذ المتلقي في رحلة عبر الزمان والمكان مستخدما أحدث تقنيات العروض، يشعر المتلقي وهو يشاهد العرض أنه داخل عالم مختلف أحيانا يبدو أنه في حالة صراع، ومره آخري يشعر وكأنه في حالة تصالح مع النفس، تلك الأيقونة الفنية هي ما جذبت الجمهور لمشاهدة ذلك العرض الفريد.
الاستعراض صممه وأنتجه فرانكو دراجون، واحد من أفضل المخرجين الفنيين في مجال الاستعراض في العالم، واستعراض لابيرل هو أول استعراض دائم في دبي والمنطقة العربية، وتم بناء المسرح الذي يضم 1300 مقعد خصيصا لذلك الاستعراض في قلب منتجع الحبتور سيتي، وبناء المسرح تم بشكل هندسي وتقني لا يصلح سوي لذلك العرض الذي يتم تقديم في حفلتين يوميا.
يضم فريق عمل لابيرل 65 فنان عالمي ينتمون ل 23 دولة بخلاف من هم خلف كواليس المسرح البالغ عددهم 70، يقوم الفنانون بأداء استعراضات أكرواتية، ما بين الغطس في المسبح، والصعود إلى ارتفاع شاهق ثم الهبوط المفاجئ إلى عمق المسبح، وسط موسيقي تبدو مثيره للحماسة تخطف القلوب وتجعل المشاهد في حالة شغف دائم، ذلك إلى جانب استخدام كميه كبيرة من المياه بلغت 2.5 مليون لتر في مشاهد الشلالات، والأمطار التي تغطي المسرح وتختفي في أقل من 60 ثانية حتي يواصل الفنانون باقي العرض في ظل تحركات قفز من ارتفاع 35 متر في المسبح كل ذلك جعل العديد من الأسئلة تدور في ذهني وأنا أشاهد ذلك العرض كيف غطت المياه المسرح، وكيف اختفت، وكانت الإجابة بسيطة عندما ذهبنا إلى كواليس المسرح، وتعرفنا على الرافعات الخاصة بالمياه، والنوافير الهيدرولكية التي تغمر المسرح بالمياه وتعاود شفطها من جديد، حينما شاهدنا استعراض الدراجات النارية الذي يحبس الأنفاس عندما تتقاطع مع بعضها داخل بلوره كبير تتدلي من أعلي سقف المسرح.
استوحي«فرانكو» ذلك الاستعراض من روح دبي المليئة بالحياة، تلك المدينة التي أصبحت رمز للحداثة والتعايش بين مختلف الثقافات، فهي تضم ما يقرب من 200 جنسية وطبيعة استخدام التقنيات الحديثة في العرض والصور التي تجمع بين الماضي والحاضر كذلك تلك الأزياء التي تختلف من فترة زمنية إلى آخري وكذلك من ثقافة إلى آخري هي رمز لفكرة التعايش والتسامح التي تقوم عليها دبي.
يبدأ العرض الدائم مع إضاءة خافتة، تتدلى مغنية من أعلى المسرح، فيما تجلس بطلة العرض على مقعد وفي الخلفية شاشة عملاقة، هنا تستطيع أن تلمس امتزاج الأضواء مع الموسيقى وصوت الغناء المتصاعد، وفي ذلك الحين تبدأ حكاية الفتاة والدمية التي تحملها على شكل مهرج، وتأخذك الشاشة بعدها في جولة مكوكية على الكوكب، فتشعر كأنك تشهد نشأة الكون وحركات هذه الكواكب، فيما تنعكس المشاهد على أرضية المسرح والماء، وكذلك على الجوانب المشيدة والعالية، لتصبح في ما بعد شلالات تتساقط منها المياه وتملأ المسرح بالماء، ثم يتم رمي لؤلؤة ضخمة في المياه، ويبدأ صراع البحث عنها وإيجادها من أجل عودة الفتاة للحياة من إلى حبيبها، أهم ما يميز ذلك العرض الفني هو أن كل مشاهد يمكن أن يدخل في اشتباك فكري معه محاولا فك رموزه لكن وفقا لثقافته هو الشخصية، بل أن البعض قد يسقط الصراع السياسي في المنطقة العربية على ذلك العرض ليره من منظور لها علاقة بأوضاع المنطقة، لكن في النهاية لا يوجد تفسير واضح ومحدد للعرض سوي أنه مستوحي من فكرة التعايش بين الجميع في ظل قرية عالمية تتجه نحو المستقبل.
∎ رحلة إلى عالم المغامرات وثقافة الألعاب التخيلية
استطاعت دبي أن تجعل من السياحة ممر للتسوق، كما جعلت من التسوق عنصر جذب لزيارة دبي، فقامت بتغير شكل المراكز التجارية التقليدية ‘ إلى مراكز تحمل للسائح عناصر الجذب العلمية والثقافية، مثل دبي مول الذي يجذب السائح من خلال زيارة الأوكاريوم، وهو حوض مائي «دبي أكواريوم» في الطابق الأرضي من «دبي مول»، وهو يتسع ل 10 ملايين لتراً من المياه التي تضم المئات من أسماك القرش والراي بما فيها أكبر مجموعة من أسماك قرش النمر الرملي في العالم. وكذلك الديناصور، كذلك المطاعم استطاعت دبي أن تحولها لعناصر الجذب خاصة التي تقدم مطابخ تعبر عن ثقافة شعوب بعينها مثل المطبخ الآسيوي.
كما استطاعت دبي أن تجعل من مراكز الألعاب عنصر جذب، يعبر الثقافة البصرية، من خلال تلك الألعاب المستوحاة من أفلام السينما العالمية، وأضافت إليها عالم الألعاب التخيلية، لتشعر أنك داخل اللعبة، فتشعر بالخطر عندما تقترب مركبتك بالاصطدام بآخري والتي أصبحت عنصر جذب للأسرة العربية، بل تم ربط ذلك بفكرة ترفع من متوسط حجم إنفاق السائح، حيث يوجد مع كل وجهة يزورها السائح قسم تجاري، يقدم هدايا تذكارية مرتبطة بتلك الوجهة، وهو الأمر الذي يقبل عليه السائحيين.
وتكشف دائرة السياحة عن رؤية دبي السياحية 2020 لتطوير القطاع السياحي، ومن أبرزها زيادة التدفقات السياحية إلى دبي من 10 مليون زائر في العام 2012 وصولاً إلى 20 مليون سائح بحلول مطلع العقد المقبل، وكذلك مضاعفة المساهمة السنوية للقطاع السياحي في الاقتصاد المحلي لدبي إلى ثلاثةِ أضعاف ما يتم تحقيقه حالياً من عائدات.
لا تقف دبي عند حد سياحة التسوق ،بل أن هناك خطة واضحة المعالم لدي دبي لتقديم سياحة ذات تجارب ثقافية، واجتماعية من خلال زيارة دبي القديمة من خلال منطقة خور دبي.
وتضم هذه المنطقة التاريخية مجموعة متنوعة من المتاحف والصالات الفنية ومواقع الجذب السياحي، في الوقت الذي تخضع فيه أحياؤها لخطة ترميم وتجديد على ضفتي الخور، الأمر الذي سيسهّل على الزوّار استكشافها والاستمتاع بكنوزها الثقافية والتاريخية.
وتركز خطة التطوير على أربعة أحياء رئيسية: الشندغة، وبر دبي، والفهيدي، وديرة، بهدف إحياء التراث العريق للإمارة لاسيما في مجالات التجارة والصناعات اليدوية وصيد اللؤلؤ. وتمتد المنطقة التاريخية على مساحة 1.5 كيلومتر وسيتم تطويرها على عدة مراحل استناداً إلى خمس محاور رئيسية هي: العادات والتقاليد الإماراتية، وحماية التراث الإمارتي، وتعزيز التجارة من خلال إعادة إحياء الأنشطة التجارية التقليدية والاحتفاء بها؛ وتوفير تجارب ثقافية اجتماعية من خلال تجديد الأحياء والساحات القديمة؛ وتطوير مناطق الجذب والمرافق العامة وتسهيل حركة الزوّار، دون المساس بهوية المنطقة، حيث سيتم تحويل عدد من الشوارع في بر دبي والفهيدي وديره إلى ممرات للمشاة خالية من السيارات، لتروي حكايا تراث المنطقة للزوّار من خلال مجموعة من التطبيقات الذكية وبمساعدة فريق من المرشدين السياحيين الإماراتيين المتمرسين.
∎ «ذا جرين بلانت».. أول غابة استوائية مغلقة في المنطقة
بدأت رحلتي إلى تلك الغابة بشغف شديد، فلم يسبق لي زيارة ذلك النوع من المقاصد السياحية، خاصة وأن ذلك المنتج لا يوجد له مثيل في المنطقة العربية، توجهنا جمعيا إلى ستي ووك دبي أو القبة البيولوجية التي تجمع بين الترفيه والتثقيف في آن واحد مما يجعل من دبي واجهة تضم المنتج الثقافي أيضا إلى جانب كونها واجهه للترفيه.
كان من اللافت للانتباه ،أن الغابة كانت أيضا جاذبة لكافة شرائح الزوار، ومن بينها أطفال المدارس، والسائحين، كذلك كون «ذا جرين بلانيت» تشجّع الزوّار على اعتماد طريقة جديدة في استكشاف روائع الغابة الاستوائية، حيث تحاكي أنواع الأحياء الملفتة التي تؤويها «ذا جرين بلانيت» غابة استوائية غضّة تتيح للزوّار عيش تجربة فريدة ومميزة.
كما تنقل تفاصيل هذه البيئة الطبيعية بصورة احترافية، فقد ضُبطت فيها الحرارة ومعدلات الرطوبة بحيث يستطيع الزوار أن يروا فعلاً كيف تسير الحياة في هذا النظام البيئيّ ويطّلعوا عليها عن قرب.
فلدى دخولهم إلى المبنى الزجاجيّ، يتمّ استقبالهم في قاع الغابة المغمور بالماء ليلقوا نظرة أولى على أرضيّة الغابة الاستثنائية التي تضمّ حوضاً مائياً عملاقاً يحوي أنواعاً مختلفة مثل أسماك الأربيمة وعظميّات اللسان والأسماك الرقيطة.
وفي المحطة التالية ينتقل الزوّار إلى أعلى القبة البيولوجية المشرفة على أكبر شجرة داخلية في العالم من صنع الإنسان. وفيما ينحدرون ببطء عبر مسار دائري أقيم على سطح القبّة البيولوجية، يصادفون حيوانات استوائية غريبة وفريدة من نوعها مثل طيور الطوقان الأمريكية الجنوبية والسحليات التمساحية والنيص المذيّل.
و قال جان مارك بليد، مدير عام قسم التسلية والترفيه في مِراس أنشئت «ذا جرين بلانيت» بهدف نقل العائلة والأصدقاء إلى قلب الغابة الاستوائية ومنحهم فرصة الاطلاع على تفاصيل هذا النظام البيئي. فمن خلال ابتكار هذه التجربة الشاملة الفريدة، نأمل أن نستعرض جانباً من العلم ونحثّ الزوّار على تقدير ما يشاهدونه بحيث يطلعون على نظامنا البيئي بصورة أفضل ويساهمون في المحافظة عليه.
كما أضاف براد ماكتافيش، كبير المهندسين في «ذا غرين بلانيت»صُمم المبنى بكامله بالارتكاز على قصة بسيطة عن محاكاة غابة استوائية في دبي. لقد عملنا عن كثب مع علماء حيوانات، وأخصائيي أحياء مائية، ومهندسي إنشاءات، ومهندسين ميكانيكيين متمرّسين بحيث تشاركنا خبراتنا للتوصّل إلى موطن مثاليّ تعيش فيه مختلف أنواع الأحياء في «ذا جرين بلانيت»لقد ابتكرنا آلة حية ملفتة تنمو فيها الحياة ويمكن أن يصل الجميع إليها بسهولة.
وتابع العالم المتخصص بدراسة الأشجار روب هالبرن «ذا جرين بلانيت» عبارة عن متحف بيئيّ. نريد من الزوّار أن يستمتعوا بما يشاهدونه وأن يتعلموا أموراً مفيدة عن الطبيعة وطريقة عملها في الوقت ذاته. في هذا المرفق أحياء كثيرة وتنوّع هائل، ولهذا يتمحور هذا المتحف البيئيّ في دبي حول الغابة الاستوائية كونها تشكّل أفضل طريقة لرواية قصة نظام بيئيّ.
يشغّل هذه القبة البيولوجية فريق محترفين خضع لتدريب مكثّف من مجموعة ZoOceanarium. تتمتع هذه الشركة المتخصصة بخبرة تفوق العشرين سنة في مجال تطوير وتشغيل الجيل المقبل من حدائق الحيوانات ومرابي الأحياء المائية. وعملت مراس مع مجموعة ZoOceanarium على «ذا جرين بلانيت» منذ إطلاق الفكرة، بدءاً من استقدام الحيوانات ورعايتها، وصولاً إلى العمليات اليومية الجارية في المرفق، وحرصت على بذل الجهود كافة لتتوافق العمليات كلياً مع المعايير التي حدّدتها الجمعية العالمية لحدائق الحيوان والمرابي المائية.
توفّر «ذا جرين بلانيت» 15 برنامجاً تثقيفياً تتناول خمسة مواضيع وثلاث شرائح عمريّة (من 3 إلى 6 سنوات، ومن 7 إلى 11 سنة، ومن 12 إلى 14 سنة) مستوحاة من الأهداف التعليمية لوزارة التربية. يُذكر أنّ هذه البرامج التفاعلية طُرحت لنشر الحسّ بالمسؤولية تجاه البيئة والوعي بين الطلاب.
وكان من اللافت للانتباه أيضا هو ربط المقصد السياحي، بوجود قسم تجاري يمكن للزائر أن يحصل منه على هدايا تذكارية للأصدقاء الأمر الذي يعود على زيادة معدل إنفاق السائح، ويزيد من رغبة السائح المحتمل لزيارة تلك الوجهة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.