رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المصري اليوم» تصطحبكم في إطلالة على دبي «القديمة والحديثة»
نشر في المصري اليوم يوم 18 - 05 - 2018

لم تكن تلك هي الزيارة الأولي لدبي، لكنه الأكثر عمقا لذلك المقصد السياحي العربي الذي أصبح يحتل مكانة عالمية على خريطة السياحة الدولية، فهو يجذب السائحين من 200 جنسية، وهو المقصد السياحي الحالي الذي يقوم ببناء معالم سياحية جديدة تجذب السائح لتكرار الزيارة أكثر من مرة.
وتعد دبي واحده من أفضل المقاصد السياحية عربيا وعالميا في استخدام أساليب للترويج والتسويق غير تقليدية، ودائما ما تعتمد على فكرة الإبهار سواء على مستوي المشروعات السياحية، أو طريقة الترويج لها عبر رحلات «معايشة التجارب» الثقافية والاجتماعية، أو الترويج من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
«المصري اليوم» تصطحبكم في رحلة لاكتشاف «عالم دبي»، وهو عالم الحلم، فقد استطاعت دبي أن تجعل من المقصد السياحي علامة تجارية يحلم السائح المرتقب بزيارتها، ومشاهدة معالمها، والتسوق منها، ومعايشة تجاربها الثقافية والاجتماعية، وفي تلك الزيارة نصطحبكم إلى «برواز دبي» لنأخذكم في إطلالة بعيون مصرية على دبي القديمة والحديثة في آن واحد، ثم ننطلق لإطلالة آخري على «الغابات المطيرة» أحد المقاصد السياحية العلمية، كذلك نذهب معكم إلى مشهد مختلف في مسرح دراجون، ومشاهدة عرض لابيرل أو اللؤلؤ، هنا مدينة الحب، وتعايش الثقافات.. وإلى تفاصيل الرحلة.
∎ «برواز دبي».. قصة عبور من الماضي إلى المستقبل
هنا دبي المستقبل، الحلم عندما يتجسد واقعا ملموسا، هنا إبداع حقيقي يجمع بين الثقافة، والاقتصاد الحقيقي، المعني بالتنمية المستدامة، هنا روح عربية تنظر إلى مستقبل لتصعد بسرعة الصاروخ، لم تكن تلك زيارتي الأولي إلى دبي، بل الثانية، لكنها كانت مختلف عن العام الماضي، مع فريق من الصحفيين المصريين واللبنانيين والأردنيين، هنا دبي تأخذنا إلى عالم مختلف يجمع بين صناعة الترفية، والثقافة العربية في ثوبا من الحداثة، ونظرة للمستقبل.
ربما، ونحن نقرأ جميعا برنامج الرحلة كان لدينا تصور مسبق إلى حد ما عن برواز دبي، لكن الواقع كان أكثر إبهارا، رحلة تبدأ من دبي القديمة مرورا بالواقع الحالي لتنتهي بك بعد خمسون عام من الآن لمستقبل مختلف مبهر، هكذا يفكر الأشقاء في دبي.
«المصري اليوم» رصدت العديد من رسائل ذلك البرواز للعالم، فهو يقف شاهدا على ماضي دبي، ومستقبلها فهو يقع في حديقة زعبيل ليري منه الزائر دبي القديمة والحديثة في آن واحد، وبداخله المستقبل، أما فكرة المشروع نفسه فقد بدأت عندما فاز الفريق الهولندي بقيادة «فيرناندو دونيس» بالجائزة الأولى عن المشروع في المسابقة التي أعلنت عنها البلدية منذ وشهدت إقبالاً كبيراً، حيث تم قبول مشاركات من 4651 مهندساً معمارياً من 108 بلدان، وكان الغرض من هذه المسابقة، إضافة عنصر جذب جديد إلى جانب الوجه المتميز لمدينة دبي، ولغرض تشجيع الحركة المعمارية والمعماريين على نطاق محلي وعالمي.
يبلغ ارتفاعٍ البرواز 150 متراً وعرض قدره 93 متراً، ويتزين البرواز من الخارج بالزخارف المستوحاة من شعار معرض إكسبو الدولي 2020 المقرَر أن تستضيفه الإمارات، أمَّا تكلفة تشييده فقد بلغت نحو 160 مليون درهمٍ ولكنه من المتوقع أن يكون من الوجهات البارزة في المدينة التي سيقصدها السيَّاح والمواطنون ممن يرغبون في الاحتفاء بأهم المعالم الحضارية الجديدة.
انطلق الجميع مشدودين لمشاهدة تلك المفارقة الرائعة بين دبي القديمة والحديثة، متابعة كيف تحول حلم الآباء المؤسسين لواقع حديث يجذب الجميع على اختلاف ثقافتهم إلى مستقبل ممزوج بآليات العصر في مختلف المجالات خاصة التكنولوجيا، وبدأت الرحلة من الطابق الأرضي الذي يضم صالة الاستقبال الرئيسية، وبازار للهدايا التذكارية وسلالم متحركة تأخذ الزوار من الطابق الأرضي إلى طابق الميزانين ويحوي متحفاً يبرز تحوّل دبي من قرية كانت تعيش على صيد السمك واللؤلؤ إلى مدينة المستقبل.
وفي «الميزانين»، يدخل الزوار إلى معارض مؤقتة يُعرض فيها أشرطة فيديو بإضاءة من تقنية من بعدها، يدخلون إلى معرض «ماضي #دبي»، الذي يمكن فيه أن تري محاكاة لدبي القديمة، مستخدمين في ذلك أحدث أجهزة العرض ثم ننتقل إلى المصاعد البانورامية للوصول إلى سطح المبنى في الطابق ال 45 ثم ننتقل في المرحلة التالية إلى السطح، وفكرة السطح تأتي لتمكين الزوار من مشاهدة ماضي دبي ومستقبلها معا ورؤية المشهد البانورامي خارج المبني عبر الزجاج، وهذا المشهد خلق رغبه جامح لدي الزوار لالتقاط الصور السلفي التي تجمع بينهم وبين ماضي دبي ومستقبلها من ذلك الارتفاع الشاهق، يضم المبني شاشات متحركة وكبيرة لعشاق السلفي لالتقاط الصور، ويمكن الحصول عليها في الطابق الأرضي عند منطقة الشاشات التذكارية.
∎ قصة بناء مسرح لعرض واحد فقط
لابيرل أو اللؤلؤ استعراض فني بمذاق مختلف يجمع بين الترفية، ومتعة التفكير، ومحاولات فك شفرات العرض، فهو يأخذ المتلقي في رحلة عبر الزمان والمكان مستخدما أحدث تقنيات العروض، يشعر المتلقي وهو يشاهد العرض أنه داخل عالم مختلف أحيانا يبدو أنه في حالة صراع، ومره آخري يشعر وكأنه في حالة تصالح مع النفس، تلك الأيقونة الفنية هي ما جذبت الجمهور لمشاهدة ذلك العرض الفريد.
الاستعراض صممه وأنتجه فرانكو دراجون، واحد من أفضل المخرجين الفنيين في مجال الاستعراض في العالم، واستعراض لابيرل هو أول استعراض دائم في دبي والمنطقة العربية، وتم بناء المسرح الذي يضم 1300 مقعد خصيصا لذلك الاستعراض في قلب منتجع الحبتور سيتي، وبناء المسرح تم بشكل هندسي وتقني لا يصلح سوي لذلك العرض الذي يتم تقديم في حفلتين يوميا.
يضم فريق عمل لابيرل 65 فنان عالمي ينتمون ل 23 دولة بخلاف من هم خلف كواليس المسرح البالغ عددهم 70، يقوم الفنانون بأداء استعراضات أكرواتية، ما بين الغطس في المسبح، والصعود إلى ارتفاع شاهق ثم الهبوط المفاجئ إلى عمق المسبح، وسط موسيقي تبدو مثيره للحماسة تخطف القلوب وتجعل المشاهد في حالة شغف دائم، ذلك إلى جانب استخدام كميه كبيرة من المياه بلغت 2.5 مليون لتر في مشاهد الشلالات، والأمطار التي تغطي المسرح وتختفي في أقل من 60 ثانية حتي يواصل الفنانون باقي العرض في ظل تحركات قفز من ارتفاع 35 متر في المسبح كل ذلك جعل العديد من الأسئلة تدور في ذهني وأنا أشاهد ذلك العرض كيف غطت المياه المسرح، وكيف اختفت، وكانت الإجابة بسيطة عندما ذهبنا إلى كواليس المسرح، وتعرفنا على الرافعات الخاصة بالمياه، والنوافير الهيدرولكية التي تغمر المسرح بالمياه وتعاود شفطها من جديد، حينما شاهدنا استعراض الدراجات النارية الذي يحبس الأنفاس عندما تتقاطع مع بعضها داخل بلوره كبير تتدلي من أعلي سقف المسرح.
استوحي«فرانكو» ذلك الاستعراض من روح دبي المليئة بالحياة، تلك المدينة التي أصبحت رمز للحداثة والتعايش بين مختلف الثقافات، فهي تضم ما يقرب من 200 جنسية وطبيعة استخدام التقنيات الحديثة في العرض والصور التي تجمع بين الماضي والحاضر كذلك تلك الأزياء التي تختلف من فترة زمنية إلى آخري وكذلك من ثقافة إلى آخري هي رمز لفكرة التعايش والتسامح التي تقوم عليها دبي.
يبدأ العرض الدائم مع إضاءة خافتة، تتدلى مغنية من أعلى المسرح، فيما تجلس بطلة العرض على مقعد وفي الخلفية شاشة عملاقة، هنا تستطيع أن تلمس امتزاج الأضواء مع الموسيقى وصوت الغناء المتصاعد، وفي ذلك الحين تبدأ حكاية الفتاة والدمية التي تحملها على شكل مهرج، وتأخذك الشاشة بعدها في جولة مكوكية على الكوكب، فتشعر كأنك تشهد نشأة الكون وحركات هذه الكواكب، فيما تنعكس المشاهد على أرضية المسرح والماء، وكذلك على الجوانب المشيدة والعالية، لتصبح في ما بعد شلالات تتساقط منها المياه وتملأ المسرح بالماء، ثم يتم رمي لؤلؤة ضخمة في المياه، ويبدأ صراع البحث عنها وإيجادها من أجل عودة الفتاة للحياة من إلى حبيبها، أهم ما يميز ذلك العرض الفني هو أن كل مشاهد يمكن أن يدخل في اشتباك فكري معه محاولا فك رموزه لكن وفقا لثقافته هو الشخصية، بل أن البعض قد يسقط الصراع السياسي في المنطقة العربية على ذلك العرض ليره من منظور لها علاقة بأوضاع المنطقة، لكن في النهاية لا يوجد تفسير واضح ومحدد للعرض سوي أنه مستوحي من فكرة التعايش بين الجميع في ظل قرية عالمية تتجه نحو المستقبل.
∎ رحلة إلى عالم المغامرات وثقافة الألعاب التخيلية
استطاعت دبي أن تجعل من السياحة ممر للتسوق، كما جعلت من التسوق عنصر جذب لزيارة دبي، فقامت بتغير شكل المراكز التجارية التقليدية ‘ إلى مراكز تحمل للسائح عناصر الجذب العلمية والثقافية، مثل دبي مول الذي يجذب السائح من خلال زيارة الأوكاريوم، وهو حوض مائي «دبي أكواريوم» في الطابق الأرضي من «دبي مول»، وهو يتسع ل 10 ملايين لتراً من المياه التي تضم المئات من أسماك القرش والراي بما فيها أكبر مجموعة من أسماك قرش النمر الرملي في العالم. وكذلك الديناصور، كذلك المطاعم استطاعت دبي أن تحولها لعناصر الجذب خاصة التي تقدم مطابخ تعبر عن ثقافة شعوب بعينها مثل المطبخ الآسيوي.
كما استطاعت دبي أن تجعل من مراكز الألعاب عنصر جذب، يعبر الثقافة البصرية، من خلال تلك الألعاب المستوحاة من أفلام السينما العالمية، وأضافت إليها عالم الألعاب التخيلية، لتشعر أنك داخل اللعبة، فتشعر بالخطر عندما تقترب مركبتك بالاصطدام بآخري والتي أصبحت عنصر جذب للأسرة العربية، بل تم ربط ذلك بفكرة ترفع من متوسط حجم إنفاق السائح، حيث يوجد مع كل وجهة يزورها السائح قسم تجاري، يقدم هدايا تذكارية مرتبطة بتلك الوجهة، وهو الأمر الذي يقبل عليه السائحيين.
وتكشف دائرة السياحة عن رؤية دبي السياحية 2020 لتطوير القطاع السياحي، ومن أبرزها زيادة التدفقات السياحية إلى دبي من 10 مليون زائر في العام 2012 وصولاً إلى 20 مليون سائح بحلول مطلع العقد المقبل، وكذلك مضاعفة المساهمة السنوية للقطاع السياحي في الاقتصاد المحلي لدبي إلى ثلاثةِ أضعاف ما يتم تحقيقه حالياً من عائدات.
لا تقف دبي عند حد سياحة التسوق ،بل أن هناك خطة واضحة المعالم لدي دبي لتقديم سياحة ذات تجارب ثقافية، واجتماعية من خلال زيارة دبي القديمة من خلال منطقة خور دبي.
وتضم هذه المنطقة التاريخية مجموعة متنوعة من المتاحف والصالات الفنية ومواقع الجذب السياحي، في الوقت الذي تخضع فيه أحياؤها لخطة ترميم وتجديد على ضفتي الخور، الأمر الذي سيسهّل على الزوّار استكشافها والاستمتاع بكنوزها الثقافية والتاريخية.
وتركز خطة التطوير على أربعة أحياء رئيسية: الشندغة، وبر دبي، والفهيدي، وديرة، بهدف إحياء التراث العريق للإمارة لاسيما في مجالات التجارة والصناعات اليدوية وصيد اللؤلؤ. وتمتد المنطقة التاريخية على مساحة 1.5 كيلومتر وسيتم تطويرها على عدة مراحل استناداً إلى خمس محاور رئيسية هي: العادات والتقاليد الإماراتية، وحماية التراث الإمارتي، وتعزيز التجارة من خلال إعادة إحياء الأنشطة التجارية التقليدية والاحتفاء بها؛ وتوفير تجارب ثقافية اجتماعية من خلال تجديد الأحياء والساحات القديمة؛ وتطوير مناطق الجذب والمرافق العامة وتسهيل حركة الزوّار، دون المساس بهوية المنطقة، حيث سيتم تحويل عدد من الشوارع في بر دبي والفهيدي وديره إلى ممرات للمشاة خالية من السيارات، لتروي حكايا تراث المنطقة للزوّار من خلال مجموعة من التطبيقات الذكية وبمساعدة فريق من المرشدين السياحيين الإماراتيين المتمرسين.
∎ «ذا جرين بلانت».. أول غابة استوائية مغلقة في المنطقة
بدأت رحلتي إلى تلك الغابة بشغف شديد، فلم يسبق لي زيارة ذلك النوع من المقاصد السياحية، خاصة وأن ذلك المنتج لا يوجد له مثيل في المنطقة العربية، توجهنا جمعيا إلى ستي ووك دبي أو القبة البيولوجية التي تجمع بين الترفيه والتثقيف في آن واحد مما يجعل من دبي واجهة تضم المنتج الثقافي أيضا إلى جانب كونها واجهه للترفيه.
كان من اللافت للانتباه ،أن الغابة كانت أيضا جاذبة لكافة شرائح الزوار، ومن بينها أطفال المدارس، والسائحين، كذلك كون «ذا جرين بلانيت» تشجّع الزوّار على اعتماد طريقة جديدة في استكشاف روائع الغابة الاستوائية، حيث تحاكي أنواع الأحياء الملفتة التي تؤويها «ذا جرين بلانيت» غابة استوائية غضّة تتيح للزوّار عيش تجربة فريدة ومميزة.
كما تنقل تفاصيل هذه البيئة الطبيعية بصورة احترافية، فقد ضُبطت فيها الحرارة ومعدلات الرطوبة بحيث يستطيع الزوار أن يروا فعلاً كيف تسير الحياة في هذا النظام البيئيّ ويطّلعوا عليها عن قرب.
فلدى دخولهم إلى المبنى الزجاجيّ، يتمّ استقبالهم في قاع الغابة المغمور بالماء ليلقوا نظرة أولى على أرضيّة الغابة الاستثنائية التي تضمّ حوضاً مائياً عملاقاً يحوي أنواعاً مختلفة مثل أسماك الأربيمة وعظميّات اللسان والأسماك الرقيطة.
وفي المحطة التالية ينتقل الزوّار إلى أعلى القبة البيولوجية المشرفة على أكبر شجرة داخلية في العالم من صنع الإنسان. وفيما ينحدرون ببطء عبر مسار دائري أقيم على سطح القبّة البيولوجية، يصادفون حيوانات استوائية غريبة وفريدة من نوعها مثل طيور الطوقان الأمريكية الجنوبية والسحليات التمساحية والنيص المذيّل.
و قال جان مارك بليد، مدير عام قسم التسلية والترفيه في مِراس أنشئت «ذا جرين بلانيت» بهدف نقل العائلة والأصدقاء إلى قلب الغابة الاستوائية ومنحهم فرصة الاطلاع على تفاصيل هذا النظام البيئي. فمن خلال ابتكار هذه التجربة الشاملة الفريدة، نأمل أن نستعرض جانباً من العلم ونحثّ الزوّار على تقدير ما يشاهدونه بحيث يطلعون على نظامنا البيئي بصورة أفضل ويساهمون في المحافظة عليه.
كما أضاف براد ماكتافيش، كبير المهندسين في «ذا غرين بلانيت»صُمم المبنى بكامله بالارتكاز على قصة بسيطة عن محاكاة غابة استوائية في دبي. لقد عملنا عن كثب مع علماء حيوانات، وأخصائيي أحياء مائية، ومهندسي إنشاءات، ومهندسين ميكانيكيين متمرّسين بحيث تشاركنا خبراتنا للتوصّل إلى موطن مثاليّ تعيش فيه مختلف أنواع الأحياء في «ذا جرين بلانيت»لقد ابتكرنا آلة حية ملفتة تنمو فيها الحياة ويمكن أن يصل الجميع إليها بسهولة.
وتابع العالم المتخصص بدراسة الأشجار روب هالبرن «ذا جرين بلانيت» عبارة عن متحف بيئيّ. نريد من الزوّار أن يستمتعوا بما يشاهدونه وأن يتعلموا أموراً مفيدة عن الطبيعة وطريقة عملها في الوقت ذاته. في هذا المرفق أحياء كثيرة وتنوّع هائل، ولهذا يتمحور هذا المتحف البيئيّ في دبي حول الغابة الاستوائية كونها تشكّل أفضل طريقة لرواية قصة نظام بيئيّ.
يشغّل هذه القبة البيولوجية فريق محترفين خضع لتدريب مكثّف من مجموعة ZoOceanarium. تتمتع هذه الشركة المتخصصة بخبرة تفوق العشرين سنة في مجال تطوير وتشغيل الجيل المقبل من حدائق الحيوانات ومرابي الأحياء المائية. وعملت مراس مع مجموعة ZoOceanarium على «ذا جرين بلانيت» منذ إطلاق الفكرة، بدءاً من استقدام الحيوانات ورعايتها، وصولاً إلى العمليات اليومية الجارية في المرفق، وحرصت على بذل الجهود كافة لتتوافق العمليات كلياً مع المعايير التي حدّدتها الجمعية العالمية لحدائق الحيوان والمرابي المائية.
توفّر «ذا جرين بلانيت» 15 برنامجاً تثقيفياً تتناول خمسة مواضيع وثلاث شرائح عمريّة (من 3 إلى 6 سنوات، ومن 7 إلى 11 سنة، ومن 12 إلى 14 سنة) مستوحاة من الأهداف التعليمية لوزارة التربية. يُذكر أنّ هذه البرامج التفاعلية طُرحت لنشر الحسّ بالمسؤولية تجاه البيئة والوعي بين الطلاب.
وكان من اللافت للانتباه أيضا هو ربط المقصد السياحي، بوجود قسم تجاري يمكن للزائر أن يحصل منه على هدايا تذكارية للأصدقاء الأمر الذي يعود على زيادة معدل إنفاق السائح، ويزيد من رغبة السائح المحتمل لزيارة تلك الوجهة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.