بعد الخروج من ريال مدريد في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وتحطم آمال باريس سان جيرمان مجددًا في الذهاب بعيدًا في هذه المسابقة، أصبح مستقبل الإسباني أوناي إيمري، المدير الفني للفريق، على وشك النهاية، وذلك بعد الإخفاق في الهدف الأكبر للنادي الباريسي ومالكه القطري ناصر الخليفي. وبالرغم من إنفاق باريس سان جيرمان ما يقارب 500 مليون يورو ما بين صفقات صيف 2016 و2017 «باحتساب قيمة صفقة ضم كيليان مبابي التي ستتم في نهاية الموسم الحالي»، فإن الفريق لم يحقق ما هو مأمول منه تحت قيادة «إيمري»، الذي تولى قيادة الفريق في بداية الموسم الماضي، خلفًا للفرنسي لوران بلان. وفشل «إيمري» في التتويج بلقب الدوري الفرنسي في موسمه الأول، ليفشل باريس سان جيرمان في الحفاظ على لقبه، بعد 4 مواسم متتالية، وما زاد الطين بله هو الخسارة المدوية ضد برشلونة في دور ال16 من دوري الأبطال في الموسم الماضي في العودة الأشهر في تاريخ كرة القدم، بعدما أهدر باريس سان جيرمان تقدمه في الذهاب بنتيجة «4-0»، ليخسر في العودة بنتيجة «6-1»، في الموقعة الشهيرة التي عُرفت بإسم «ريمونتادا». ومع موسم فاشل أول ل«إيمري» مع الفريق الباريسي، توقع الكثيرين رحيل المدرب الإسباني، لكن مالك النادي تمسك بالمدرب، بل ودعمه بالصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم، عندما دفع الشرط الجزائي في عقد البرازيلي نيمار مع برشلونة، لينتدب اللاعب مقابل أكثر من 220 مليون يورو، وهي الصفقة التي علت كثيرًا من أسهم النادي الباريسي نحو لقب دوري الأبطال هذا الموسم. وبالرغم من البداية الناجحة لباريس سان جيرمان في مرحلة المجموعات، والفوز في أول 5 مباريات منها، في رقم لم يحققه أي فريق أخر في المسابقة هذا الموسم، بالإضافة لختام المرحلة كأكثر الفرق تهديفًا في المسابقة هذا الموسم، محققًا رقمًا قياسيًا غير مسبوق على المستوى التهديفي في مرحلة المجموعات لدوري الأبطال «25 هدف»، إلا أن الفريق لم ينجح في الحفاظ على مستواه وسقط بعدها في المراحل الإقصائية ضد ريال مدريد، بالخسارة ذهابًا وإيابًا بإجمالي نتيجة «5-2»، ليودع باريس سان جيرمان دوري الأبطال. وودع باريس سان جيرمان دوري الأبطال للموسم التاني على التوالي من دور ال16، وهو ما لم يحدث للفريق في الفترة التي قادمه فيها «بلان»، والذي قاده في المواسم الثلاثة السابقة إلى دور ال8 من المسابقة، وهو السجل الذي لم يعجب «الخليفي» وقتها!. وبجانب خسارة دوري الأبطال، فإن «إيمري» فشل في احتواء أو إرساء الإنضباط بين لاعبيه، وخصوصًا حرب النجوم التي ظهرت أكثر من مرة وبشكل علني بين نيمار وكافاني، لذلك فإن غياب الإنضباط هو أمر أخر سيدعم كثيرًا فكرة رحيل المدرب الإسباني بنهاية الموسم، بجانب تراجع نتائج الفريق الذي على وشك استعادة لقب الدوري الفرنسي مجددًا بعد غياب موسم واحد. ولكن الفوز بالدوري الفرنسي لا يعتبر طموحًا ل«الخليفي»، الذي ضخ بالفعل ما يزيد عن المليار يورو على تدعيم الفريق منذ شرائه للنادي في نهاية عام 2011، نحو تحقيق المجد الأوروبي، وهو الأمر الذي سيؤجل للموسم القادم. وبرزت 4 أسماء خلال الأيام الماضية التي تم ترشيحها بقوة لخلافة أوناي إيمري قيادة باريس سان جيرمان في الموسم القادم، كان أولهم هو إسم الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، مدرب توتنهام هوتسبير الإنجليزي. فوفقًا لراديو «مونت كارلو» الفرنسي، يعتبر «بوتيتشينو»، لاعب باريس سان جيرمان السابق، واحد من أبرز المواهب التدريبية في عالم كرة القدم حاليًا، وقد ارتبط بقوة بخلافة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان في ريال مدريد، مما سيجعله المدرب الأكثر طلبًا من جانب كبار الكرة الأوروبية في نهاية الموسم الحالي. فيما يكون الإيطالي أنطونيو كونتي، مدرب تشيلسي الحالي، الإسم الثاني في القائمة، خاصة وأن الموسم الحالي قد يكون الأخير له مع الفريق اللندني. ويتميز «كونتي» بالإنضباط الكبير واختياره لعناصر تلعب من أجل الفريق فقط، وهو الأمر الذي تجلى بإصراره على رحيل المهاجم الإسباني دييجو كوستا، والذي يعد واحد من أفضل المهاجمين في العالم، لكن قلة انضباطه هي ما دفعت «كونتي» للإصرار على خروج اللاعب من صفوف تشيلسي في الموسم الحالي. وقد أشارت صحيفة «ليكيب» الفرنسية إلى أن «كونتي» مرشح بشكل كبير لتولي قيادة باريس سان جيرمان بنهاية الموسم، وهو المدرب الذي في سجله 3 ألقاب دوري مع يوفنتوس بالإضافة للقب «البريميرليج» في الموسم الماضي مع تشيلسي. بينما خرجت صحيفة «آس» الإسبانية الشهيرة، لتضيف إسم الأرجنتيني دييجو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد الإسباني، ليكون المرشح الثالث الذي يرتبط إسمه بقوة مع النادي الباريسي. ويتميز «سيميوني» بدرجة الإنضباط والسيطرة الكبيرة على لاعبيه، كما يمتلك أفضلية كبيرة بين بقية المرشحين، بسبب سجله المميز في دوري الأبطال، بوصوله للنهائي في مناسبتين «2014 و2016» مع فريق بإمكانيات فنية ومادية أقل بكثير من باريس سان جيرمان. بينما تواجد الإسباني لويس إنريكي، مدرب برشلونة السابق، كإسم رابع في القائمة، بعدما قاد النادي الكتالوني إلى الخماسية في موسم «2014-2015»، والمدرب الذي قاد العملاق الكتالوني لتحقيق «الريمونتادا» ضد باريس سان جيرمان. وسبق ل«إنريكي» العمل بالفعل مع إثنين من نجوم باريس سان جيرمان الحاليين، وهما البرازيليين دانيل ألفيس ونيمار، ما يساعده بشكل كبير على التأقلم مع الفريق. كما يعتبر «إنريكي» الوحيد في المدربين الأربعة الذي يتواجد حاليًا بلا نادي، منذ تركه لتدريب برشلونة بنهاية الموسم الماضي.
