ولى العهد السعودى: أحظى بدعم الشباب والعائلة الحاكمة

قال ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، فى أول تعليق له على التغييرات التى أمر بها العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز فى قيادات الجيش، إنه تم التخطيط لذلك منذ عدة سنوات من أجل الحصول على نتائج أفضل للإنفاق السعودى على وزارة الدفاع، وقال إن ترتيب الجيش فى المملكة، التى تملك رابع أكبر ميزانية للدفاع فى العالم، يقع فى المرتبة ما بين ال 20 أو 30 فى قائمة أفضل الجيوش فى العالم.
ورفض الأمير محمد، فى حواره مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نشرته، الأربعاء، المقارنة بينه وبين جده الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، قائلا: «لا يمكن أن نعيد اختراع الأيفون لأن ستيف جوبز سبق أن فعل ذلك، نحن نحاول القيام بأمر جديد»، وأكد أنه يحظى بدعم شعبى، ليس فقط من قبل الشباب السعودى، وإنما أيضاً من أفراد العائلة المالكة». وأضاف بن سلمان أن السعودية كانت تحتاج إلى «علاج بالصدمة لمواجهة الفساد وموجات التطرف الدينى، وما جرى كان ضروريا لتحقيق أهداف البلاد ومواجهة أعدائها مثل إيران»، وألمح إلى خطط لتحريك القبائل اليمنية ضد ميليشيات الحوثيين المدعومين من إيران فى اليمن، وتعليقا على مزاعم بعض التقارير الغربية أنه تم الضغط على رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى للاستقالة، نفى ذلك وأكد أن الحريرى الآن فى وضع أفضل فى لبنان مقارنة ب«حزب الله».
ورد الأمير على مصادر القلق لدى بعض داعميه فى واشنطن، والذين يرون أنه يقاتل على جبهات كثيرة ويجازف بشكل كبير، وقال إن وتيرة التغييرات الجارية ضرورية لتحقيق النجاح، واعتبر أن الأوامر الملكية الأخيرة وما رافقها من تعيينات تهدف إلى جلب أشخاص يمكنهم تحقيق أهداف التحديث، وهى جهود لتوظيف الأشخاص أصحاب «الطاقة العالية»، وأضاف: «نريد العمل مع الطموحين».
وشبه ولى العهد الفساد بالسرطان، الذى يتطلب القضاء عليه إجراءات حازمة، وقال: «يكون لديك جسد مصاب بالسرطان فى كل أعضائه، سرطان الفساد، لذا عليك استخدام العلاج الكيميائى لتسبب صدمة له، وإلا فإن السرطان سيلتهم الجسم بأكمله»، مضيفا أن المملكة لم تكن لتتمكن من تحقيق أهداف الميزانية «دون توقف النهب»، وأضاف: «الأمراء الفاسدون كانوا أقلية لكن العناصر السيئة حظيت باهتمام أكبر. هذا أضر بالعائلة الحاكمة»، وقال إنه شخصياً يتذكر الفساد، حيث حاول الأشخاص استخدام اسمه وعلاقاته التى بدأت فى أواخر سن المراهقة، وقال: «تم إطلاق سراح جميع المعتقلين ما عدا 56 شخصاً، بعد دفعهم تعويضات»، وأضاف: «معظمهم يدركون أنهم ارتكبوا أخطاء كبيرة، وقد قاموا بالتسوية»، كما تطرق بن سلمان إلى قضية إمكانية الإفراج عن سجناء من النشطاء الحقوقيين قبل زيارته المقررة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فى مارس المقبل، مشيرا إلى أنه سينظر فى إجراء إصلاحات فى هذا المجال أيضا، ودافع الأمير عن الإجراءات التى اتخذها لتطوير البيئة الثقافية والدينية وإعطاء حقوق أكبر للمرأة، قائلا إن هدفها هو العودة إلى الإسلام كما كان على أيام الرسول، صلى الله عليه وسلم.
وقال مصدر بحكومة السعودية إنه من المتوقع أن يسافر ولى العهد السعودى إلى الولايات المتحدة فى زيارة قصيرة بدءا من يوم 19 حتى يوم 22 من مارس المقبل، وقال المصدر، فى تصريحات لوكالة «رويترز»، إنه من المتوقع أن يزور ولى العهد واشنطن العاصمة ومدينتى نيويورك وبوسطن، مضيفا أن تفاصيل الجولة لم تحدد بالكامل بعد. وستكون هذه الجولة الأولى للأمير محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد الصيف الماضى بدلا من ابن عمه الأمير محمد بن نايف.
وسيبدأ الأمير محمد زيارة لبريطانيا فى 7 مارس المقبل، يجرى خلالها محادثات مع رئيسة الوزراء تيريزا ماى عن قضايا مثل التطرف والإصلاح المجتمعى.
وفى سياق متصل، استقبل ولى العهد السعودى، فى الرياض، الثلاثاء، أفراد الجيش الذين شملتهم الأوامر الملكية القاضية بترقيتهم وتعيينهم فى مناصبهم الجديدة، وعبروا عن شكرهم للملك وولى العهد على ثقتهما.