بعد «البنسلين».. بوادر أزمة بسبب نقص دواء «الشلل الرعاش»

شهدت أدوية علاج «الشلل الرعاش» نقصاً حاداً بالسوق الدوائية خلال الفترة الماضية، نتيجة توقف استيراد العقار الأكثر استخداما فى مصر، بعد قيام الشركة الأمريكية المُنتجة للعقار بدمج مصانعها، وهو ما اعتبرته إدارة الصيدلة بوزارة الصحة تغييرا لمصدر المادة الخام، ما يستوجب إجراء الدراسات والبحوث الدوائية الخاصة بالمادة الخام من جديد، وهو ما يعنى التوقف عن استيراد الدواء لفترة زمنية طويلة.
وقال مصدر مسؤول بإدارة الصيدلة إن الإدارة قررت الاعتماد على المنتج المحلى لتلبية احتياجات السوق فى الفترة المقبلة، وبالفعل هناك 3 شركات محلية فقط تقوم بالإنتاج (من إجمالى 24 شركة مسجلة)، ولكن كانت وجود مشاكل لدى تلك الشركات الثلاث يجعلها عاجزة عن تلبية احتياجات السوق ما تسبب فى نقص الدواء وظهور الأزمة مؤخرا.
وأضاف المصدر أن إحدى الشركات الثلاث كانت لديها شحنة عددها 30 ألف عبوة، ومحرزة فى التفتيش الصيدلى، انتظارا لانتهاء دراسات الهيئة القومية للبحوث الدوائية، على الدواء قبل طرحه بالأسواق، وأمام تلك الأزمة وشكوى المرضى من عدم توافر الدواء، اضطرت إدارة التفتيش الصيدلى إلى الإفراج الثلاثاء عن 14 ألف عبوة وإرسالها للشركة المصرية لتوزيعها على صيدليات الشكاوى لتلبية احتياجات السوق.
وأشار إلى أنه فى حالة استمرار الأزمة وعدم قدرة الشركات المحلية على تلبية احتياجات السوق، وتجنبًا لحدوث أزمة شبيهة بعقار البنسلين، فإن وزارة الصحة ممثلة فى إدارة الصيدلة يحق لها استيراد أى دواء من الخارج حتى إذا كان غير مسجل بوزارة الصحة، لإنقاذ السوق من اندلاع أى أزمات، إلا أنه شدد على توفير كل التسهيلات للشركات المحلية لتلبية احتياجات المرضى بأسرع وقت، موضحاً أن إجمالى أدوية النواقص وفقا لشكاوى الخط الساخن 12 صنفا ليست لها بدائل أو مثائل، أبرزها أدوية الشلل الرعاش وهرمونات الذكورة وبعض أدوية الأورام، بالإضافة إلى أكثر من 200 دواء لها مثائل متوفرة بالصيدليات.
من ناحية أخرى، قال مسؤولون بالشركة الأمريكية المنتجة لعقار «الشلل الرعاش» فى رسالة ل«المصرى اليوم» إن سبب توقف توريد العقار يرجع لمشكلة عالمية فى التصنيع، وإنهم حريصون على توفير الدواء للمرضى بأسرع وقت ممكن، ويبحثون اتخاذ كل الإجراءات المطلوبة.
ووجه الدكتور أحمد عماد الدين راضى، وزير الصحة، بتدشين نظام جديد للتنبؤ المبكر لنواقص الأدوية، من خلال الإدارة المركزية لشؤون الصيدلية، حرصا على توافر جميع الأدوية للمرضى ولعدم حدوث نقص مفاجئ فى أى صنف دوائى.