أسر ضحايا «حضانة المطرية»: الحادث «قضاء وقدر.. والغاز السبب»

صرحت نيابة المطرية، برئاسة شريف أبوالوفا، مدير نيابة المطرية، بإشراف المستشار إبراهيم صالح، المحامى العام، بدفن جثامين الأطفال الأربعة ومالكة الحضانة، الذين لقوا مصرعهم ب«إسفكسيا الخنق» الذي تعرضوا له عقب تسرب غاز، داخل حضانة الأطفال، حسب التقارير الطبية، وصرحت النيابة بسرعة تسليم الجثث من المشرحة إلى ذويهم، بعد التأكد من عدم وجود شبهة جنائية، وعقب الانتهاء من التشريح.
وأجرت النيابة العامة مناظرة للحضانة التي شهدت الواقعة، واستعجلت تحريات المباحث، وكلفت لجنة لفحص الحضانة ومناظرة خراطيم الغاز والبوتاجاز، في وجود مختصين من شركة الغاز، للتعرف على أسباب التسريب، كما استمعت النيابة إلى أسر المتوفين، الذين أكدوا أن «الحادث قضاء وقدر»، ولا توجد أي شبهة جنائية في الواقعة، وأنهم يريدون فقط معرفة أسباب تسرب الغاز، وقام وكيل النائب العام بمناظرة جثث الضحايا داخل مستشفى المطرية التعليمى.
وكشفت التحقيقات أن مالكة الحضانة، التي فارقت الحياة بصحبة الأطفال، «كانت تعاملهم أفضل معاملة»، وأن الأطفال كانوا يعودون إلى منازلهم فرحين بسبب حسن المعاملة، كما تولى المقدم محمود الأعصر، رئيس مباحث المطرية، عملية جمع التحريات حول الحضانة ومالكتها وملابسات الوفاة، وتبين أن مالكة الحضانة التي لقيت مصرعها لم تصدر ضدها أي شكوى منذ وجودها بالمنطقة حتى فارقت الحياة.
وانتقلت «المصرى اليوم» إلى مكان الواقعة، والتقت بالأهالى في العقار رقم 4 شارع حمدى المهر بأرض الشركات بالمطرية، واستمعت لأسر الضحايا، حيث قال عاصم حمدى، شقيق مالكة الحضانة، «منال»، 43 سنة، إن شقيقته منفصلة عن زوجها، ولديها ابن وحيد، 10 سنوات، يقيم معها، وتعمل مدرسة للغة الإنجليزية، وإنها كانت تعطى الأطفال الأربعة الذين فارقوا الحياة معها دروسا في الشقة التي شهدت الحادث كى تتمكن من تلبية احتياجاتها المالية.
وأضاف: «شقيقتى كانت معتادة التواصل معنا عبر الهاتف المحمول بشكل دائم كل ساعتين أو 3 ساعات، وانقطعت عن الاتصال لفترة طويلة، ونحن نسكن معها بالمنزل نفسه، وعندما قلقنا عليها نزلت زوجتى تدق جرس الباب دون جدوى، فدخل ابن أخى من الشباك، فوجد الأطفال فارقوا الحياة، وهى ملقاة على الأرض بأرضية المطبخ، وتوفيت، ولم نجد سوى طفل وحيد مصاب باختناق، نقلناه إلى المستشفى، وفارق الحياة أيضا». وتابع أن شقيقته كانت ترفض مساعدتها نهائيا، بعد انفصالها عن زوجها، وأنها تكفلت بابنها ومدرسته، ورفضت أن يساعدها أحد، وكانت تعيش من أجل ابنها، وسمعتها طيبة، والحادث هو أمر الله، حسب تعبيره.
كما انتقلت «المصرى اليوم» إلى مشرحة زينهم، والتقت بشقيق مشرفة الحضانة الأصغر، حيث قال عمرو حمدى، عامل بمطعم، إن شقيقته عملت بالحضانة كى تتمكن من توفير متطلبات الحياة لها ولطفلها «يوسف»، 10 سنوات، وحتى الآن لا يعرفون سبب الوفاة، وهناك احتمالات- حسب قوله- ألا يكون السبب تسرب غاز.
وقال أحد الجيران: «نستبعد الشبهة الجنائية، وبالتأكيد لن تكون الضحية التي أسست الحضانة وراء الواقعة، بدليل أنها فارقت الحياة مع الأطفال، وكذلك لا يوجد شخص يمتلك (قلبا ميتا) يقدم على قتل 4 أطفال وسيدة تتولى تعليمهم!».
وقال والد الناجى الوحيد من الموت إنه يحمد الله على نجاة طفله، وإن ما حدث به شىء مريب، فابنه هو الوحيد الذي دخل الحمام لقضاء حاجته، وعندما خرج كانت الواقعة قد حدثت. وأضاف: «إذا كان هناك تسرب غاز، فلماذا نجا ابنى من الموت، فوجوده داخل الحمام لا يمنع تعرضه لتسرب الغاز؟!»، مؤكدا أن تقرير مستشفى المطرية أكد خلو ابنه من أي أعراض تسمم أو أعراض لتسرب غاز.
وكان قسم المطرية قد تلقى إفادة من مستشفى المطرية التعليمى باستقبال جثامين 3 أطفال وسيدة نتيجة الاختناق بالغاز، وطفل آخر مصاب، فارق الحياة بعد ساعات من دخول المستشفى، وانتقل رجال المباحث إلى مكان الحادث، وتبين أنه عقب تأخر عودة الأطفال إلى أهليهم من الحضانة توجهوا إليها لاستطلاع الأمر، وبالطرق على باب الحضانة، بمساعدة ربة منزل مصابة، لم يستجب أحد بداخلها، فقاموا بفتح باب الحضانة، وعثروا على الضحايا والطفل المصاب.