محمد إيهاب فى أول حوار بعد فوزه ببطولة العالم لرفع الأثقال: لن أبيع بلدى بملايين الدولارات (حوار)

قال محمد إيهاب، بطل رفع الأثقال، الفائز بثلاث ميداليات ذهبية «خطف، وكلين، ومجموع»، فى منافسات وزن -77 كجم، ببطولة العالم لرفع الأثقال التى أقيمت فى الولايات المتحدة الأمريكية، الشهر الماضى، إن دولتى قطر وأمريكا عرضتا عليه الانضمام إليهما واللعب لهما فى البطولات الكبرى، لكنه رفض.
أضاف «إيهاب» أن المشاكل والانقسامات داخل اتحاد رفع الأثقال عادت عليه بالسلب، وجعلته خارج اللعبة 8 شهور، وهنا كان دور المؤسسة العسكرية التى احتضنته وجهزته لبطولة العالم على أعلى مستوى من القدرة والكفاءة، بعيدا عن المشاكل والانقسامات التى كانت من الممكن أن تبعده عن منصات التتويج. ووعد، خلال حواره ل«المصرى اليوم»، الجماهير المصرية، ووالدته بذهبية طوكيو 2020، التى يقوم بالاستعداد لها، وقال: «أنا حاليا أتدرب وأبذل قصارى جهدى من أجل تكسير وتحطيم الأرقام».. وإلى نص الحوار:
المصري اليوم تحاور« محمد إيهاب»،بطل رفع الأثقال
■ بداية، كيف بدأت ممارسة رفع الأثقال؟
- أنا أعشق هذه اللعبة، وبدأت ممارستها فى سن 8 سنوات بمحافظتى الفيوم، ومنذ عام 2010 التحقت بالمدرسة العسكرية الإسماعيلية، ومن هنا كانت البداية الحقيقية لمشوارى فى اللعبة.
■ وماذا عن فوزك ببطولة العالم مؤخراً فى أمريكا؟
- الحمد لله، أنا أول لاعب عربى وأفريقى يصعد لمنصات العالم 3 مرات متتالية، ففى 2014 فى كازاخستان حصلت على ثانى العالم، وفى 2015 بأمريكا حصلت على نفس المركز، وفى عام 2017 بأمريكا أيضا حصلت على أول عالم، فأنا أيضا أول لاعب عربى يحصل على 3 ميداليات ذهبية.
■ وهل واجهتك صعوبة أثناء البطولة؟
- أنا سافرت قبل البطولة بخمسة أيام، والساعة البيولوجية فقط كانت المشكلة، وتغلبت عليها بتمرينات خفيفة، حتى وصلت لموعد المباراة وحصلت على الميدالية الذهبية.
■ من أول المهنئين لك بعد البطولة؟
- والدتى، وقالت لى: «أنت بطل من دهب ولديك الأفضل خلال الفترة المقبلة»، وأنا أريد أن أوعد جميع المصريين، بمن فيهم والدتى، بذهبية طوكيو 2020، التى أقوم بالاستعداد لها من الآن.
■ ماذا عن تهنئة محمد صلاح نجم ليفربول؟
- أشكره بشكل خاص على هذه التهنئة، بجانب العديد من نجوم الفن والرياضة والمجتمع الذى حرصوا على تقديم التهنئة لى بعد فوزى بالميداليات الذهب بأمريكا.
■ ما الهدف الذى تسعى لتحقيقه الفترة المقبلة؟
- مستوى الطموح عالٍ جدا، خاصة بعد بطولة أمريكا الأخيرة، فحاليا الموضوع اختلف، ففى الفترة المقبلة سأسعى لتحطيم الأرقام، وهدفى الأكبر ذهبية طوكيو 2020 .
■ وماذا عن دور جهاز الرياضة العسكرى تحديداً فى مشوارك؟
- منذ حصولى على الميدالية البرونزية، العام الماضى، ضربت المشاكل والانقسامات اتحاد رفع الأثقال، مما عاد علىَّ بالسلب، وجعلنى خارج اللعبة 8 شهور، فهنا كان دور المؤسسة العسكرية التى «احتضنتنى»، وجهزتنى لهذه البطولة على أعلى مستوى من القدرة والكفاءة، بعيدا عن المشاكل والانقسامات التى كانت من الممكن أن تبعدنى عن منصات التتويج، وبالفعل تم انضامى للمنتخب الوطنى، وبدأت أحصل على ميداليات ذهبية فى عدة بطولات، قبل حصولى على بطولة العالم مؤخرا فى أمريكا، وكان للعقيد هانى شيخون، مدير المدرسة، مواقف قوية فى تهيئتى، بشكل مميز، تحت قيادة اللواء مجدى اللوزى، رئيس جهاز الرياضة العسكرى.
■ هل تعرضت لأزمات فى مشواركَ؟
- تعرضت لأزمات كثيرة بعد حصولى على الميدالية البرونزية العام الماضى، ولولا المؤسسة العسكرية كنت «بطلت» اللعبة، فهذه المؤسسة أعطتنى دفعات معنوية تساعدنى على مواصلة مشوارى دون توقف.
■ هل مدربك له دور فى تحقيق البطولة بأمريكا؟
- الكابتن محمود رمضان أهلنى بشكل مميز قبل البطولة الأخيرة، وأعطانى دفعة قوية للأمام، مما جعلنى أشعر بالحماس والقوة خلال هذه البطولة، وأريد أن أشكره على مجهوداته.
■ هل كنت تعمل بجانب تدريبك؟
- الإمكانيات المادية ليست كل شىء، فأنا دائما كنت أعمل على تطوير نفسى بأقل الإمكانيات، وزرعت بداخلى الإصرار، أنا من أسرة متوسطة الحال، كانت تبذل قصارى جهدها حتى أتمكن من تحقيق ذاتى خلال مشوارى فى لعبة رفع الأثقال، تخرجت فى كلية تربية رياضية بعد 7 سنوات، وهذا يرجع لتأجيلى عدة مرات سنوات دراسية من أجل مواصلة حلمى والتدريب فى لعبة رفع الأثقال، وعملت بجانب التدريب والدراسة، فأنا كنت موظفا بشركة كهرباء القاهرة، وكنت أحصل على راتب 350 جنيها، وأسرتى كانت تعلم جيدا أن لعبتى تحتاج لمصاريف كثيرة وكانت تساعدنى على قدر المستطاع.
■ لعبة رفع الأثقال تعوضك ماليا؟
- أنا من أفضل اللاعبين المقدرين مالياً فى أفريقيا والوطن العربى، وأنا من الشخصيات التى لا تنظر إلى أحد أو تضع نفسها فى مقارنة مع الآخرين، فأنا أعمل على تحقيق ذاتى بشكل مختلف، كل ما أريد أن أقوله فى هذه النقطة إن اسمى وإنجازاتى يتم وضعهما داخل المناهج التعليمية بالثانوية العامة، فهذا أكبر شرف لى، وتقدير كبير لى لا يقدر بمال.
■ هل تعرضت لمحاولات تجنيس من دول أخرى؟
المصري اليوم تحاور« محمد إيهاب»،بطل رفع الأثقال
- بالفعل تعرضت للتجنيس من دول أخرى خلال الفترة الماضية، وحاولت هذه الدول مرات عديدة من أجل اللعب باسمها ورفع علمها فى البطولات، ولكن أنا كنت دائما أرفض هذه المحاولات، لأننى أعشق تراب هذا الوطن، فدولة قطر وكذلك أمريكا عرضتا علىَّ الانضمام إليهما واللعب لهما فى البطولات الكبرى، وقدمتا عروضا مادية كبيرة «عشان يزغللوا عنيا»، ولكن بقوة من ربنا وحبا فى هذا البلد رفضت جميع الإغراءات المحاولات لتجنيسى واللعب باسم دولة أخرى غير مصر، وبعد أوليمبياد ريودى جانيرو كانت هناك محاولات لتجنيسى، لكنى رفضت كل هذه العروض، خاصة أننى كنت فى ظروف صعبة مادياً، لكن حبى للوطن منعنى، وشعرت بأننى فى حالة الموافقة على تجنيسى لبلد آخر سأكون قدوة سيئة لأكثر من 30 ألف شاب من المحتمل أن يقلدوننى خلال الفترة المقبلة، فالمسؤولية التى أحملها ليست بطولة فقط، وإنما مسؤولية شباب الوطن بأكمله.
■ من مثلك الأعلى فى اللعبة؟
- أقوى رجل فى العالم بالنسبة لى حسين رضا زادة، هو صاحب الأرقام القياسية حتى الآن، واعتزل فى القمة، وبعد تركه اللعبة تولى مناصب قيادية فى لعبة رفع الأثقال، حتى وصل إلى منصب رئيس الاتحاد.
■ ما هدفك بعد الاعتزال؟
- أن أكون خبيرا دوليا فى لعبة رفع الأثقال، وأنا أحضر حاليا لدراسة الماجستير، حتى أكون خبيرا على أعلى مستوى، ولكن الدنيا «ملطشة» معايا فى التوقيت الحالى، «مفيش حاجة نجحت فيها من أول مرة.. فأنا أحب الفشل، عشان يأتى بعده النجاح».
■ لماذا رفعت ميكى بعد فوزك فى البطولة؟
- شعرت بأن هذه الحركة ستعطينى صورة مختلفة أمام العالم الذى يشاهدنى، فأنا من الشخصيات التى تريد دائما ترك بصمتها فى البطولات المختلفة، فأنا لا أريد أن أكون لاعبا روتينيا.
■ رسالتك للرئيس السيسى؟
- الرئيس دعانى فى أكثر من مرة، وشكرنى على مجهوداتى، وثقته تزيد يوما تلو الآخر فى محمد إيهاب، ومباركة الرئيس السيسى لى بعد فوزى بالبطولة شرف كبير، وجعلنى أشعر بقدر المسؤولية التى أحملها، وأعطانى دفعة قوية للأمام خلال البطولات المقبلة، وأوعده بذهبية طوكيو 2020.