«نيويورك تايمز» عن قرار ترامب: نفذ وعده لرجل أعمال يهودي

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الخميس، أن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة إسرائيل، يعد قرار دبلوماسي بالنسبة ل«ترامب» أكثر منه سياسي.
وأوضحت الصحيفة أنه قبل 10 أيام من تولي «ترامب» منصبه رئيساً للولايات المتحدة، قال الاقتصادي الأمريكي، مورتون كلاين، رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية، إن «ترامب» وعد صديقه رجل الأعمال الجمهوري اليهودي، شيلدون ج. أديلسون، مؤسس «أديلسون فاونديشن»، أكبر جمعية خيرية داعمة لإسرائيل واليهود بشكل عام، أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس سيكون أولوية رئيسية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان من المفترض أن يتخذ «ترامب» القرار بعد عام تقريبا من توليه الرئاسة، لكنه استبق الأمر وأعلنه الأربعاء، واعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووضع خطة لنقل السفارة.
ووفقا للصحيفة، فبالنسبة ل«ترامب»، فإن وضع القدس هو دائما ضرورة سياسية أكثر منه معضلة دبلوماسية. وبينما كان «ترامب» يقف في المنتصف بين مؤيديه من الداخل الداعمين لإسرائيل مثل «أديلسون»، أو حلفائه في منطقة الشرق الأوسط غير المستقرة والزعماء العرب، اختار الرئيس الأمريكي الوقوف مع مؤيديه الرئيسيين في الداخل، غير آبها بمبادرة السلام الخاصة به.
وما زاد الأمر التباسا، وفقا ل«نيويورك تايمز»، كان هجوم «ترامب»، أثناء إعلانه القدس عاصمة إسرائيل، على قادة الدول الأخرى الذين قالوا إن هذه الخطوة كانت متهورة ومهزومة. كما لم يكترث «ترامب» بنصائح كل من وزيري خارجيته، ريكس تيلرسون، والدفاع، جيم ماتيس، اللذان أعربا عن قلقهما من رد فعل معاد للولايات المتحدة، لاسيما على الدبلوماسيين والقوات الأمريكية التي تخدم في الخارج.
الصحيفة الأمريكية ترى أن «ترامب» أقر بالطابع الاستفزازي لقراره، لكن كما فعل سابقا، سواء كان في سحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس المناخ أو التنصل من الاتفاق النووي الإيراني، يبدو أن الرئيس كان يستمتع بلعب دوره المألوف، ألا وهو التمكر السياسي، وتحدي العقيدة السياسة الخارجية باسم الجماهير التي انتخبته.
ونقلت الصحيفة عن صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، الذي يقود مبادرة «ترامب» للسلام، قوله إن نقل السفارة قد يخنق الجهد قبل أن تقيم الإدارة علاقات مستقرة في المنطقة.
وأكدت الصحيفة أن «أديلسون» وغيره من المؤيدين لإسرائيل كان يشعرون بالإحباط الشديد، وضغطوا كثيرا على «ترامب» بشأن هذه المسألة، فضلا عن استخدامهم أموالهم ونفوذهم لإنجاح «ترامب» في تولي الرئاسة بعدما وعدهم في وقت مبكر من حملته الرئاسية في مارس 2016 بنيته نقل السفارة في حال أصبح رئيسا. الأمر الذي أقنع «أدلسون» وتبرع بمبلغ 20 مليون دولار إلى لجنة العمل السياسي التي دعمت حملة «ترامب»، و1.5 مليون دولار أخرى للجنة التي نظمت المؤتمر الجمهوري.
وذكرت الصحيفة أنه رغم الضغوط التي بذلهها مؤيديه في الداخل من رجال الأعمال الداعمين لنقل السفارة، كان «ترامب» عازما على إيجاد المزيد من الخيارات. وفى 27 نوفمبر، دخل إلى اجتماع لجنة مديري مجلس الأمن القومي، حيث كان المسؤولون يناقشون مسألة نقل السفارة. وكانت رسالته، وفقا للمسؤولين، هي أنه يريد المزيد من الحلول الإبداعية.
وقدم مستشارو «ترامب» بديلين له، هما التوقيع على التنازل مرة أخرى، أو التوقيع عليه لكن مع الاعتراف بالقدس عاصمة ووضع خطة لنقل السفارة. وناقش «ترامب» هذا القرار لعدة أيام، وفقا لما ذكره المسؤولون للصحيفة. لكن «ترامب» اختار المسار الأكثر عدوانية، ووقع مرة أخرى على التنازل لكنه أوضح أنه سيشرع في التحرك.
وقد حظي قراره برفض من «تيليرسون» و«ماتيس»، لكنه حاز تأييد كل من «كوشنر» والمبعوث الخاص للرئيس، جيسون د. جرينبلات، لكنهم رأوا أنه منالأفضل الانتظار لبضعة أشهر أخرى لتثبيت وضع الإدارة الأمريكية الجديدة في المنطقة.
ووسط جميع التحذيرات المتعلقة بالعنف، يرى مسؤولو البيت الأبيض عددا من الفوائد المحتملة لهذا التحرك. وقال المسؤولون إن الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل يمكن أن يهدئ الجناح السليم لحكومة، بينيامين نتانياهو، الائتلافية ويثبت الوضع السياسى هناك.
وترى الصحيفة أن خطوة «ترامب» مجرد قرار أهوج غير مدروس، إذ قال مسؤولون في البيت الأبيض إن الأمر سيستغرق عدة سنوات لنقل موظفي السفارة إلى مبنى جديد في القدس. وبالنسبة ل«ترامب»، فإن الفوائد السياسية تفوق بوضوح التكاليف.