«المصري اليوم» في موقع حادث الروضة: مسجد ممتلئ بالجثث وأرض مغطاة بالدماء (صور)

نحو ساعة وربع الساعة استغرقتها «المصري اليوم» من مدينة العريش إلى قرية الروضة التي شهدت تفجيراً ظهر الجمعة، أسقط عددًا من الشهداء والمصابين، رغم أن المسافة لا تحتاج سوى نصف ساعة.
يقع مسجد الروضة في منتصف القرية، وعلى طريق أسفلتي يربط بين الطريق الدولي من الجانبين، أقام الأهالي حاجزًا من جذوع الأشجار بعد الحادث الإرهابي، وفي الطريق المؤدي للمسجد تنتشر مدرعات الشرطة وسيارات الإسعاف والمطافئ والمحافظة، وعدد من السيارات الحكومية، وعلى جانبيه توقفت سيارات كثيرة للمواطنين القادمين من مدينتي العريش وبئر العبد، للبحث عن ذويهم والاطمئنان عليهم.
قبل الحاجز الذي أقامه المواطنون من جهة الشمال على بعد نحو 200 متر من المسجد، توقفت 5 سيارات مختلفة الأنواع ما بين ملاكي ونصف نقل، تم إحراقها بالكامل من قبل العناصر التكفيرية، عقب انسحابهم من موقع الحادث.
وبالقرب من المسجد تزاحم مئات المواطنين وانتشرت الجثث حول الباب الرئيسي للمسجد، حيث يقوم ذوي الجثث بتجميع كل أسرة بجوار بعضها البعض لسرعة استخراج تصاريح الدفن، فيما ينقل آخرون الجثث التي تم استخراج تصاريح الدفن لها، بعد وضعها في أكياس خاصة بمرفق الإسعاف إلى المقابر التي تبعد عن القرية بنحو 3 كيلو مترات تجاه مدينة العريش.
وعند الدخول إلى المسجد ستصيبك الصدمة من هول المشهد، أرضيته غارقة في الدماء، والمسجد ممتلئ عن آخره بالجثث، ومواطنين يكشفون وجه الضحايا للتعرف عليهم، وآخرون يوجهون المواطنين لأصحاب الجثث، بجانب قيام لجنة من مديرية الصحة بحصر أسماء وأعداد الشهداء.
الجهات المختصة تجمع آثار الحادث داخل المسجد في أكياس بلاستيكية بيضاء اللون، بينما خارج المسجد تقف قيادات أمنية وطبية وتنفيذية كلًا منهم يقوم بمهمته، قوات الشرطة تساعد المواطنين في استخراج تصاريح الدفن والتعرف على ذويهم، وقيادات الصحة تجمع أسماء الضحايا واستخراج التصاريح اللازمة لدفنهم.
شاهد عيان روي ل«المصري اليوم» تفاصيل الحادث، قال إنه في طريقه لأداء الصلاة في المسجد عقب صعود الإمام على المنبر والبدء في الخطبة، فشاهد سيارتين يستقلهما نحو 30 مسلحًا يرتدون ملابس مموههة ويحملون أسلحة الية ومتعددة، نزولوا وترجلوا للمسجد، وعند رؤيته أطلقوا النار عليه، إلا أنه فر من المكان دون أن يُصاب.
وأضاف الشاهد، أن المسلحين ألقوا القنابل على المصلين وإطلقوا النار عليهم بعشوائية، أصابوا في البداية إمام المسجد، حيث أطلقوا عليه النار وهو فوق المنبر، ثم أطلقوا النار على الفارين والناجين.
وفق الشاهد، استغرق الحادث دقائق، ثم انسحبوا سريعا من المكان، وأشعلوا النار في سيارات المواطنين بعد سكب البنزين عليها، وبعدها توقفوا على الطريق الرئيسي، ومنعوا مرور السيارات، وأطلقوا النار على سيارات الإسعاف، ثم تركوا المكان وفروا هاربين.
شاهد عيان آخر، قال إن شقيقه ونجليه استشهدا في الحادث، وإنه جاء من العريش عقب اتصال أحد أقاربه عليه، ليكتشف وفاة شقيقه الأكبر ونجليه في الحادث.
الحكايات معظمها متطابقة لمواطنين تركوا ديارهم في مدينتي العريش والشيخ زويد، ومعظمهم تابعين لقبيلة السواركة.