قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لندن، فواز جرجس، إن النقطة الأهم التي شملها اللقاء التلفزيوني مع رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، هي أن «الحريري» ترك الباب مفتوحاً أمام إعادة تصحيح المسار، مؤكدا أن المقابلة تشير بالفعل إلى أن «الحريري» يريد العودة للبنان وأن الاستقالة ليست نهائية ويمكن إعادة التفكير فيها. وأضاف جرجس خلال لقاء له على فضائية «الغد» الاخبارية، مع الإعلامي محمد المغربي، أن «الحريري» يريد تفعيل البيان الوزراي اللبناني، مركزاً على قضية النأي بالنفس وتحييد لبنان هي قضية جوهرية، مشيرا إلى أن خطاب رئيس الوزراء حمل لهجة هادئة إلى درجة كبيرة إزاء «حزب الله»، معتبرا أن استراتيجية «الحريري» بالإضافة إلى استراتيجية السعودية هي محاولة لإخراج «حزب الله» من البُعد الإقليمي، وليس المعادلة الإقليمية فقط. وأوضح جرجس أن اليمن هي «أم العُقد»، فالقيادة السعودية تحدثت أكثر من مرة عن وجود «حزب الله» في اليمن، ولعبه لدور ميداني مهم وتقديم قدرات هائلة للجماعة الحوثية، منها الصورايخ التي تُطلق على المملكة، مشيرا إلى أن «الحريري» لم يتحدث خلال المقابلة عن نزع سلاح «حزب الله» ولكن إبعاده من المعادلة الإقليمية، وخاصة من الملف اليمني. وأشار فواز إلى أن هناك مخاوف كبيرة وعميقة بين اللبنانيين، لافتا إلى أن هناك إجماع داخل «حزب الله» بأن معركة سوريا شارفت على النهاية ومن هنا فإن قضية سوريا يمكن «النأي بالنفس» فيها في الأسابيع والأشهر القادمة، وفيما يتعلق باليمن أعرب عن اعتقاده بأنها القضية الأساسية وأن الحوار القادم داخل القيادات اللبنانية سيكون إذاء اليمن، ورأى أن دور «حزب الله» في اليمن ليس كبيرا للغاية، وأن تواجده عبارة عن مجموعات تقدم التقنية والتدريب للحوثيين. وأكد جرجس أن القيادات اللبنانية إذا كانت مستعدة للارتقاء لهذا الدور التاريخي فيمكن له أن تُحدث تسوية ويمكن أن يخرج «حزب الله» من المعادلة اليمنية من خلال اتفاق، مشيرا إلى أن الحزب مستعد لتقديم بعض التنازلات في المسألة اليمينية إذا وصل إلى بوجود خطورة على لبنان، وخاصة أن مصير الرئيس «ميشال عون» على المحك.
