أطلقت الصين قمرين صناعيين من طراز بايدو-3 إلى الفضاء على متن صاروخ حامل الليلة الماضية لدعم شبكتها العالمية لخدمات الملاحة وتحديد المواقع المعروفة باسم «بايدو» وهو الاسم الصيني لمجموعة «الدب الأكبر». وأفادت وكالة أنباء شينخوا الصينية الرسمية أن الصاروخ الحامل كان من طراز «لونج مارش-3بي» وان عملية الاطلاق تمت من مركز شيتشانغ الفضائي في مقاطعة سيتشوان جنوب غرب البلاد مساء أمس بتوقيت بكين. ويعد إطلاق القمرين الصناعيين من هذا الطراز الأول من نوعه من جانب الصين، وبالمقارنة مع الأقمار الصناعية من الجيل السابق، يمكن للقمر الصناعي من طراز بايدو-3 أن يرسل إشارات تتوافق بشكل أفضل مع أنظمة الملاحة بالأقمار الصناعية الأخرى، ويعزز من استقرار النظام ويحسن من الخدمات المقدمة من الشبكة، والتى تشمل خدمات البحث والإنقاذ، وفقا للمعايير الدولية. وأشار يانغ تشانغ فنغ، كبير مصممى نظام بايدو، إلى أن التكنولوجيا الجديدة حسنت بشكل ملحوظ من أداء بايدو -3 حيث زادت دقة الإشارة في الفضاء عن نصف متر بينما تراوحت دقة تحديد المواقع ما بين 5 أمتار إلى 2.5 متر. وقال يى تشنغ مين، نائب كبير مصممى الصاروخ الحامل «لونج مارش -3 ايه»، ان الصين تعتزم ان تقوم بعمليات اطلاق قمرين صناعيين أو أكثر على صاروخ حامل واحد بشكل منتظم في المستقبل لتحقيق طموحها بتوسيع خدمات شبكة بايدو وتحويلها إلى شبكة عالمية. وقال لين يونان، رئيس قسم الموارد البشرية بالمركز، إن جميع أقمار بايدو الموجودة حاليا في الفضاء أرسلت من مركز شيتشانغ لاطلاق الأقمار الصناعية. من المعروف أن الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء كانت هي الجهة المسئولة عن تطوير القمرين من طراز بايدو -3 اللذين تم اطلاقهما أمس وإما الصاروخ الحامل «لونج مارش-3بي» فتم تطويره من قبل الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا اطلاق المركبات. كانت الصين تعهدت في العام الماضي بتعزيز التعاون مع جميع دول العالم والمنظمات الدولية لتطوير نظم الملاحة عبر الأقمار الصناعية ولوضع شبكتها «بايدو» للملاحة وتحديد المواقع بالأقمار الصناعية في خدمة البشرية. وأشارت إلى أنها تعتزم إطلاق 30 قمرا صناعيا خاصا بنظام «بايدو» للملاحة في إطار خطتها الخمسية 2016-2020، مشيرة إلى أن 18 منهم سيتم إطلاقهم إلى الفضاء قبل حلول عام 2018 وذلك لتغطية الدول الواقعة على طول الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الحادي والعشرين. وكانت الصين أطلقت أول قمر خاص بشبكة «بايدو» في عام 2000، لتوفير بديل لأنظمة الملاحة الأجنبية عبر الأقمار الصناعية، ثم وفى ديسمبر عام 2012 بدأ النظام بتقديم خدمات تحديد المواقع والملاحة والتوقيت والرسائل القصيرة للصين وبعض المناطق في آسيا والمحيط الهادئ. وستتكون شبكة «بايدو» من 35 قمرا صناعيا، خمسة منها في المدار الثابت للأرض، حيث من المخطط أن تكون الشبكة مكتملة تماما بحلول عام 2020. جدير بالذكر أنه يوجد بالعالم حاليا أربعة نظم ملاحية عبر الأقمار الصناعية وهى (بايدو الصينى- نظام تحديد المواقع العالمى الأمريكى جى بى اس- قلوناس الروسى- جاليليو الأوروبى).
