أبرز الرابحين والخاسرين مع انتصاف مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا (تقرير)

اختتمت مساء الأربعاء، مباريات المرحلة الثالثة لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، لتتبقى ثلاث جولات أخرى يُحسم معها أمر الفرق المتأهلة لدور ال16 الإقصائي.
مسابقة دوري أبطال أوروبا تسير هذا الموسم بشكل مختلف بعض الشيء عن السنوات الماضية، فأندية كبيرة كانت غائبة في السنوات الماضية عادت هذا العام للصورة مُجددًا، وأخرى سقطت بشكل غريب عكس ما كان عليه الحال في النسخ الأخيرة من المسابقة الأوروبية الأكبر.
وفي السياق التالي، نستعرض أبرز الرابحين والخاسرين في دوري الأبطال 2017/2018، بعد انتصاف مرحلة المجموعات من المسابقة.
- مرحلة المجموعات شهدت تواجد خمسة أندية من الدوري الإنجليزي لأول مرة، وجميعهم يقدمون مستويات جيدة.
الكرة الإنجليزية في السنوات الأخيرة لم تقدم مستويات أوروبية مميزة، بل تراجعت بشدة لدرجة أن التصنيف الأوروبي للدوري الإنجليزي ابتعد عن المنافسة على المركز الأول إلى المركز الثالث، تاركًا المركز الثاني للدوري الألماني، وانفرد الدوري الإسباني بقمة الترتيب في التصنيف، وأصبحت إنجلترا في صراع مع ايطاليا على المركز الثالث والرابع.
أندية البريميرليج لعبت 15 مباراة، حققت الفوز في 11، وتعادلت في 4، ولم تتعرض لأي خسارة خلال النصف الأول من مرحلة المجموعات، في سابقة لم تحدث في العقد الحالي.
مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي حققا العلامة الكاملة، وتصدرا المجموعتين الأولى والخامسة على الترتيب، بينما احتل ثنائي لندني تشيلسي وتوتنهام صدارة المجموعتين الثالثة والثامنة، برصيد 7 نقاط من انتصارين وتعادل لكل منهما، واحتل ليفربول قمة المجموعة الخامسة برصيد 5 نقاط.
أندية إنجلترا سقطت خلال المواسم الماضية من المسابقة الأوروبية الكبيرة، لكن أداء ونتائج أندية البريميرليج هذا الموسم يبشر بعودة منافسين مميزين للمسابقة التي تألق فيها خلال السنوات الماضية بشكل مستمر، كبار الكرة الإسبانية مع بطلي الدوري الإيطالي والألماني، يوفنتوس وبايرن.
- وعلى العكس تمامًا من أندية البريميرليج، أندية الدوري الألماني تقدم مردود غير متوقع هذا الموسم. وصلت إلى خسارة مجمعة للفرق المشاركة خلال المرحلة الثانية من دور المجموعات.
ألمانيا تشارك هذا الموسم في دور المجموعات ب3 فرق، يتقدمهم بايرن ميونخ الذي يحتل المركز الثاني في المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط، وقد يكون بايرن هو أبرز المستفيدين في دوري الأبطال هذا الموسم، بعد أن تسببت هزيمته الثقيلة من باريس سان جيرمان «3-0» في الإطاحة بالمدرب كارلو أنشيلوتي وعودة المدرب الأسطوري يوب هاينكس، الذي قاد الفريق لتحقيق الثلاثية في نهاية موسم 2012/2013، ليقود الفريق للفوز أمس على سيلتيك بثلاثية نظيفة.
أر بي لايبزيج وصيف بطل الدوري الألماني الموسم الماضي، والذي يشارك لأول مرة في دوري الأبطال، يقدم مستوى متباين في المجموعة السابعة، ويحتل الفريق حاليًا المركز الثاني برصيد 4 نقاط من انتصار وتعادل وهزيمة، ويحتفظ الفريق بفرصة للصعود، وإن كان متبقي له مباراتين خارج ملعبه في النصف الآخر من مرحلة المجموعات.
وكانت الخيبة الأكبر من نصيب بوروسيا دورتموند الذي أمضى النصف الأول من مرحلة المجموعات بدون أي انتصارات، متلقيًا الهزيمة من منافسيه الرئيسيين في المجموعة «ريال مدريد وتوتنهام»، ثم جاءت الصدمة الكبرى بفشل الفريق في تجاوز عقبة ابويل ليماسول القبرصي وتعادل معه في معقله بنتيجة 1-1.
- لم يسبق لفريق تركي في عهد دوري الأبطال أن حقق 3 انتصارات في أول 3 مباريات من دور المجموعات، لكن حامل لقب الدوري التركي في آخر موسمين حطم هذا الرقم، وأصبح الفريق الأول التركي في عهد المسابقة الذي يحقق هذا الرقم متفوقًا على أقرانه المحليين الأبرز جالطة سراي وفناربخشه، اللذين يراقبان أداء الممثل التركي الوحيد في المسابقة، والذي بات على أعتاب ضمان التأهل، ومتبقي له مباراتين على ملعبه من بين المباريات الثلاثة المتبقية.
بشكتاش يحتل المركز الأول في المجموعة السابعة على حساب لايبزيج، بورتو وموناكو، وحقق الفريق التركي 3 انتصارات خلال النصف الأول من دور المجموعات من بينهم انتصارين على بورتو وموناكو في ملعبيهما.
- لو كان هناك مفاجأة وحيدة صادمة خلال النصف الأول من مرحلة المجموعات، فبالقطع سيكون مردود فريق أتلتيكو مدريد الذي وصل لنهائي نسختي 2014 و2016، وكان ضمن نصف النهائي في النسخة الماضية من دوري الأبطال.
أتلتيكو مدريد يحتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة برصيد نقطة وحيدة بعد ان تعادل في مباراتين وخسر مباراة، واصبح امام فريق المدرب دييجو سيميوني حل وحيد للتشبث بأمل التأهل للأدوار الإقصائية من المسابقة وهو الفوز بالمباريات الثلاثة المتبقية، من بينهم مباراة الفريق ضد تشيلسي في لندن.
أتلتيكو مدريد خسر على ملعبه في النصف الأول من مرحلة المجموعات ضد تشيلسي، وتعادل مع روما في إيطاليا، لكن الفريق اهدر نقطتين بشكل غريب ضد كاراباج ممثل اذربيجان الذي يلعب لأول مرة في تاريخه بالمسابقة «اول ممثل لدور أذربيجان في دور المجموعات لدوري الأبطال»، وهي بالمناسبة اول نقطة في تاريخ النادي الأذربيجاني في عهد المسابقة.
- عروض كبيرة من بطل الدوري الفرنسي باريس سان جيرمان، الفريق الذي حطم رقم سوق الانتقالات بدفع أكثر من 200 مليون يورو لضم المهاجم البرازيلي نيمار، بالإضافة لانتداب الموهبة الفرنسية الهجومية كيليان مبابي، ليشكلان ثلاثي هجومي خطير برفقة المهاجم الأورجوياني إدينسون كافاني.
هدف باريس سان جيرمان الأكبر هو الوصول بعيدًا في هذه المسابقة، ومنذ وصول إدارة النادي القطرية وانفاقها الملايين، كان ابرز انجاز للنادي الباريسي هو الوصول لربع نهائي المسابقة، وهو ما لم يرضي طموح الإدارة التي تأمل هذا الموسم في مردود افضل، ووضح ذلك من اداء الفريق في المجموعة الثانية بإحتلال قمة الترتيب بالعلامة الكاملة من الإنتصارات «3 من 3» مسجلين 12 هدف وبدون استقبال أي هدف، ومن بين انتصاراتهم في المجموعة الإنتصار الكبير والمدوي على حساب بطل ألمانيا بايرن ميونخ بثلاثية نظيفة في العاصمة باريس، المباراة الوحيدة التي لعبها الفريق الفرنسي على ملعبه في النصف الأول من مرحلة المجموعات.
- لم يتخيل أحد أن يكرر موناكو إنجازه في الموسم الماضي، عندما حقق لقب الدوري الفرنسي بمجموعة من الأسماء الشابة الصاعدة الواعدة تحت قيادة المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم، بالإضافة لوصول نادي الإمارة الفرنسية لنصف نهائي دوري الأبطال وكونه من بين ابرز 4 فرق في المسابقة خلال الموسم الماضي.
السبب في ذلك هو رحيل أبرز نجوم الفريق خلال سوق الإنتقالات الصيفية، فغادرت 4 عناصر اساسية صفوف النادي الفرنسي «مبابي، ميندي، باكايوكو، وبيرناردو سيلفا»، لتصبح قوة الفريق أقل بكثير عما كان عليه الحال في الموسم الماضي.
وبالرغم من كل هذا إلا أن التوقعات لم تصل إلى ما حققه موناكو في النصف الأول من مرحلة المجموعات ولاسيما ان الفريق وقع في مجموعة متباينة وتعتبر في المتناول بعد ان ابعدته القرعة عن الأسماء الكبيرة في المسابقة، إلا ان الفريق يتذيل المجموعة الثامنة برصيد نقطة وحيدة بعد تعادل وحيد ضد لايبزيج الألماني وهزيمتين، والأغرب ان الهزيمتين على ملعبه «ضد بورتو وبشكتاش» لتصبح فرص الفريق شبه معدومة في الوصول لدور ال16.