المئات يتوافدون على ميت دمسيس للاحتفال بمولد محمد بن أبوبكر الصديق

توافد المئات من المسلمين وأعضاء الطرق الصوفية، وسط إجراءات أمنية مشددة، إلى قرية ميت دمسيس التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، الأربعاء، للاحتفال باليوم الختامي لمولد محمد بن أبوبكر الصديق ابن الخليفة الأول للمسلمين، الذي ولد في 5 ذي القعدة سنة 10 هجرية، وتوفي 38 هجرية، الذي كان واليا على مصر في عهد على بن أبي طالب.
وانتشرت في أروقة المسجد وخارجه حلقات الذكر للطرق الصوفية المختلفة وتسجيلات لمديح الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر سيرة محمد بن أبوبكر الصديق وشجاعته وكيف أنه مات قبل أن يتجاوز عمره 28 عاما إلا أنه كان له بطولات وجاهد في سبيل الله حتى وصل إلى مصر واليا عليها .
وأعلنت إدارة المسجد عن إقامة احتفال كبير، الليلة، بحضور الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية، والشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، ورئيس مركز ومدينة أجا، وقيادات الدين الإسلامي والمسيحي بالقرية.
وقال الشيخ طه زيادة وكيل وزارة الأوقاف «في قرية ميت دمسيس يتعانق مئذنة المسجد مع برج كنيسة مارجرجس في تآخى وتحاب فهنا تتجسد المحبة فالإنسان من خلق الله وحرية الإعتقاد متروكه للجميع حيث جمع المكان بين الكنيسة والمسجد، والتى لايفصل بينهما سوى أمتار قليلة مما يرسم صورة مصغرة لما عليه مصر الحبيبة» .
وأضاف «إن الضريح الموجود بالمسجد يعود إلى الإمام محد بن أبى بكر الصديق والذى كان واليا على مصر في عهد على بن أبى طالب واستشهد على يد معاوية بن خديج، والذى قتله بأوامر من معاوية بن أبى سفيان»
وأضاف «القبر تم اكتشافه عام 1950، عندما كان يتم تجديد المسجد وأثناء الحفر لإقامة المأذنة فكلما قام البنائون ببناء متر من المأذنة تتهدم في اليوم الثانى، فقاموا بالحفر لمسافة اكبر حتى وجدوا صخرة كبيرة واكتشفوا القبر ولم يتم فتح القبر ويقال أن الجسد كله موجود به والبعض الآخر يؤكد أنها الرأس فقط، كما تم اكتشاف لوحة خشبية عليها اسم محمد بن أبى بكر الصديق بالخط الكوفى، بجوار القبر وحصلت عليها هيئة الآثار الإسلامية»
وأشار إلى أن محمدبن ابو بكر ولد في حجة الوداع، وتربى بمنزل على ابن أبى طالب ورغم صغر سنه ظهر عليه النضوج مبكرا وتولى قيادة الجيش، ثم دخل مصر واليا عليها ومعه كتاب وصية من على ابن أبى طالب يرسم بها طريق الدولة الإسلامية والتي قال فيه «اخفض لهم جناحك وأبسط لهم وجهك وسوى بينهم في اللحظة والنظرة» وتعتبر هذه الوصايا هي دستور الدولة الإسلامية التي امتدت إلى أقاصي البلاد ومات في معركة عظيمة في مصر وإلي الآن يوجد القبر في الدور الأسفل للمسجد والصخرة أمام القبر بنقوشها وفوقها تم بناء مأذنة المسجد.
مشيرا إلى أن ضريح الإمام محمد إبن ابى بكر له مكانة خاصة حيث أنه يوجد على بعد عدة امتار من دير الشهيد مار جرجس يقام لكل منهما احتفال خاص في نفس الشهر وهو شهر أغسطس مما يجسد المحبة والإلتحام بين المسلمين والمسيحيين .
ويؤكد أهالى قرية ميت دمسيس أن مسجد وضريح الإمام محمد بن أبوبكر الصديق يزوره الكثير من خارج مصر من باكستان والسعودية والعراق وتركيا والكويت، كما قام أحد العراقيين ويدعى عبدالخالق ناصر العامرى بإحضار لوحة تشرح تاريخ مولد واستشهاد صاحب الضريح وتم وضعها بجوار الضريح والتى تؤكد أنه استشهد سنة 38 هجرية في ميت دمسيس.
وأوضح أحد عمال المسجد أن هناك آلاف المواطنين والسيدات يأتون ويشعلون الشموع والبخور أمام الضريح تبركا به وبعضهم يؤكد أنه حدث له كرامات بعد زيارتهم للضريح .