تكسير العظام والضرب تحت الحزام (6)

عندما تواصلت المناوشات بين النجمين (حليم وفريد) فى السنوات الأولى من عقد الستينيات، رتب البعض من أصدقائهما المشتركين لنزولهما ضيفين على إحدى حلقات البرنامج الإذاعى الشهير «على الناصية»، وفى لقاء مفتعل لكليهما مع السيدة «آمال فهمى»- مقدمة البرنامج- أمام مبنى الإذاعة، وبعد العناق والقبلات والذى منه..أكد النجمان أن الأمور بينهما على خير ما يرام، وأن ما يشاع عن خلافهما أو صراعهما، هو كيد كائد أو افتراء حاسد، وامتداداً لتلك المواقف الإعلانية التى لا تعبر عن حقيقة ما يدور بين النجمين، حل «عبدالحليم حافظ» فى أحد أيام رمضان (ديسمبر 1966م) ضيفاً على برنامج «أوافق وأمتنع»، الذى كانت تقدمه الإذاعية سناء منصور من إذاعة الشرق الأوسط، وعندما سئل عبدالحليم عن رأيه فى امتناع الموسيقار محمد عبدالوهاب- فى حلقة سابقة من البرنامج - عن الإجابة عن سؤال حول الفرق بين صوتى فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، أجاب عبدالحليم بلباقة وذكاء: «دى دبلوماسية من الأستاذ عبدالوهاب، لأننا إحنا الاثنين أصحابه، وامتنع عشان محدش فينا يتضايق، إنما أنا بأرد على هذا السؤال بقولى إن صوت فريد الأطرش أحسن وأجمل من صوتى بكتير!». وبعد أن قلوظ حليم عمامة فريد، جاء رد فريد على هذه المجاملة سريعاً فى حلقة تالية من نفس البرنامج، حيث أجاب عن سؤال حول أمنياته لعام 1967م بقوله: «إنها أمنية قديمة عندى، كانت ولا تزال أعز أمنية، وهى أن يغنى عبدالحليم حافظ لحناً من ألحانى، ويظهر هذا اللحن على الناس عام 1967م».
مقالات متعلقة
* تكسير العظام والضرب تحت الحزام (5)
* تكسير العظام والضرب تحت الحزام (4)
وعندما سمع عبدالحليم حديث فريد فى إذاعة الشرق الأوسط، أسرع بصياعة إلى منزل فريد ليعانقه قائلاً: «أنا سمعتك.. وبكيت وأنا بسمعك.. وأنا تحت أمرك»، وبطيبة شديدة امتشق فريد عوده وأسمع عبدالحليم مطلع أغنية «زمان يا حب» التى كان قد انتهى لتوه من تلحينها، ثم أتبعه بمذهب أغنية «يا ويلى من حبه» التى لم يكن قد فرغ من تلحينها بعد، وخرجت الصحف والمجلات فى الأسبوع الأخير من شهر يناير عام 1967م بالصور والمتابعات لتزف للجمهور أنباء اللقاء المنتظر.
وعندما تناثرت الهمسات والأقاويل بعد شهرين من لقاء النجمين حول ومآل اللحن المنتظر، كتب حسين عثمان فى عدد مجلة الكواكب الصادر فى 9/ 5/ 1967م عن وجود خلاف بين فريد وعبدالحليم، وأشار الكاتب إلى أن هذا الخلاف قد يتسبب فى إجهاض حلم لقاء صوت عبدالحليم بألحان فريد، ورد عبدالحليم سريعاً فى العدد التالى من مجلة الكواكب بمقال بعنوان «أنا وفريد الأطرش»، أنكر عبدالحليم ما جاء بالمقال عن وجود أى خلاف بينه وبين فريد، وقال إن فريد أجرى (بروفة) واحدة مع الفرقة الماسية لجزء من أغنية «زمان يا حب»، وأنه- أى عبدالحليم- اعتذر عن عدم حضور البروفة لارتباطه بعمل آخر فى نفس اليوم!، وتصادف أن التقى الصحفى اللبنانى المعروف «جورج الخورى» بعبد الحليم ذات صباح فى شرفة بالدور الثامن من فندق شبرد القاهرة، وكان ذلك فى مطلع شهر إبريل من عام 1967م، حيث أكد عبدالحليم فى لقائه للصحفى اللبنانى على عدم وجود خلافات بينه وبين فريد، وأقسم عبدالحليم لجورج الخورى- عندما كانت أشعة الشروق الساحرة تغمر معالم القاهرة النائمة- بكل عزيز وغال، على أنه سوف يتغنى بإحدى أغنيات فريد فى خلال شهرين فقط!!.
أين تذهب هذا المساء؟.. اشترك الآن