سأبدأ حديثى بسؤال .. ماذا فعلنا خلال الشهرين الماضيين؟ تكاتفنا لمحاسبة ومحاكمة رموز الفساد. اردنا ان نحاكم الرئيس السابق وولديه. خرجنا للتظاهر. شاهدنا وقرأنا وكتبنا وصورنا هذه الأحداث جيداً وبكل أتقان. حسنا السؤال التالى .. أين مصر الآن ؟ أنشغلنا بالمحاكمات ووقفنا فى التظاهرات وتركنا أعمالنا وبعدنا كل البعد عن اهم هدف من اهداف من الثورة وهو التغيير والتقدم والرقى .. لماذا لا نترك المحاسبات والمحاكمات للجنة مختصة موثوق بها لتؤدى اعمالها المنوبة اليها ونذهب نحن الى اماكن الضعف لنقويها واماكن الفقر فنغنيها.. اعزائى المواطنين المصريين الابطال .. لقد اضعنا من اعمارنا ما يكفى وحان وقت بذل الجهد والتضحية من أجل البناء والرقى.. لا للرشوة .. لا للوساطة .. لا للتزوير .. لا للاهمال .. لا للتقاعس .. لا لخرق اى قانون كان .. لن تنجح اى حكومة فى اداء مهامها الا بمساعدتنا لها .. لو اردنا الاصلاح فنحن من سيصلح .. ولو اردنا التغيير فنحن من سيغير .. واذا اردنا التنمية فنحن من سينمى .. سؤال يحيرنى يا اولى الاباب .. بعد ان اسقطنا النظام وارسلنا بكل رؤوس الفساد الى السجن .. هل ستختفى الرشوة ؟ .. هل ستختفى الوساطة والمحسوبية ؟ .. هل سيلتزم كل انسان بالقوانين المشرعة من قبل الحكومة ؟ أشك فى ذلك .. والدليل على شكى انى اسير بالشوارع كل يوم لارى التغييرات التى تحدث لكنى اعود فاقد الامل فى كل شئ .. لا يوجد نظام .. لا يوجد اخلاق .. لا يوجد نظافة .. لا يوجد تعاون .. لا يوجد ضمير .. طغى الاستغلال وطغت الاسماك الكبيرة على الاسماك الصغيرة .. نفس العيوب قبل وبعد الثورة لا تغيير الا البسيط جدا والذى لا يقارن بالنسبة للاخطاء المستمرة .. سقط النظام وسقط الفساد وسقط الطاغية ولكن نفس العيوب والاخطاء .. فلماذا كانت الثورة واين ذهبت دماء الشهداء ؟ يا شعب مصر .. يا ابائى وامهاتى واخواتى وابنائي .. ارجوكم واقبل الايادى واضحى بدمى من اجلكم .. انجدوا مصر قبل ان تتمزق الى مئات التحالفات .. انقذوا دماء الشهداء قبل ان تذهب سدى .. ما علينا الا ان نلتزم بالقوانين ونوجه الخارجين عنها الى التزامها ليس الا.. اخشى الكثير .. واتعذب اكثر .. واكاد اموت خوفا على مصر المستقبل .. أدعوك يا الله كى تحفظها من كل سوء ومن كل شر .. اللهم آمين واخر قولى .. إذا الشعب أراد يوماً الحياة فلابد أن يتعاون ليمضى قدماً