كان يطلق عليها أم أبيها، وزوجها أبوها لابن عمه على بن أبى طالب بعد وقعة أُحد. وتعتبر هى وزوجها والحسن والحسين من خاصة النبى صلى الله عليه وسلم وأقرب الناس إليه، فحين نزلت الآية التى يقول فيها الله تعالى: «فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ»، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين وقال: «اللهم هؤلاء أهلى». كانت فاطمة أصغر بنات الرسول وأحب الناس إلى أبيها وكانت أشبه الناس بأمها خديجة فلما ماتت كانت تقوم مقام أمها فى تخفيف الآلام والأحزان عنه وتساعده فى شؤون حياته ومعيشته، حتى بعد زواجه وزواجها رضى الله عنها. ولما تغشى رسول الله الكرب، كان رأسه فى حجر فاطمة، فقالت فاطمة رضى الله عنها: واكرباه يا أبتاه! فرفع رأسه وقال: «لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة». ومن مواقفها مع أبى بكر الصديق حين توفى رسول الله أنها جاءته تطلب إرثها؛ قائلة: يا خليفة رسول الله، أنت ورثت رسول الله أم أهله؟! قال: بل أهله. قالت: فما بال سهم رسول الله؟ قال: إنى سمعت رسول الله يقول: «إذا أطعم الله نبيًّا طعمة ثم قبضه جعله للذى يقوم بعده»، فرأيتُ أن أردَّه على المسلمين. فقالت: أنت ورسول الله أعلم. ولقد سميت بفاطمة لأن الله تعالى فطمها ومحبيها من النار كما ذكر الخطيب البغدادى وابن حجر الهيثمى وقد عاشت الزهراء اضطهاد قريش لأبيها بمكة حينما كان يدعو إلى الله الواحد، كانت الفتاة ترى كل ذلك وتحسه وتلمسه بل تُسهم فى دفعه عنه. لقيه مرة أحد السفهاء من قريش فرمى التراب على رأسه الشريف فرجع صلى الله عليه وسلم إلى البيت والتراب على رأسه، فقامت الطفلة فاطمة فغسلت عنه التراب وهى تبكى، ومما يذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «خير نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون». وقد ماتت فاطمة الزهراء لثلاث ليالٍ خلت من شهر رمضان، وهى ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها، وكانت أول أهله لحوقًا به.
