«العديد».. أكبر قاعدة عسكرية أمريكية تحمى الإمارة الخليجية

احتمى أمير قطر، تميم بن حمد، فى تصريحاته التى هاجم فيها دول الخليج، وامتدح خلالها إيران و«حزب الله»، بقاعدة «العديد» العسكرية، واعتبرها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، حسب زعمه، قبل أن تنفى قطر صحة تلك التصريحات، لكن الواقع يؤكد صحة ما قاله تميم، حيث عقدت قطر اتفاقية دفاعية عسكرية مع الولايات المتحدة أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991، وتعهدت قطر خلالها بإنشاء قاعدة «العديد» الجوية، جنوب الدوحة، لتصبح فيما بعد أكبر قاعدة عسكرية لأمريكا خارج أراضيها، وضمنت قطر بموجب الاتفاق تحملها تكاليف إنشاء القاعدة التى قدرت بمليار دولار وقتها، بجانب تحمل تكاليف التوسعات المستقبلية للقاعدة، مقابل قيام الولايات المتحدة بحماية قطر من أطماع العراق وإيران، وتقديم التدريبات وتحسين قدرات الجيش القطرى، وضمان حصول الدوحة على الأسلحة المتطورة، والتى بموجبها اشترت قطر من الولايات المتحدة 104 صواريخ «باتريوت» الدفاعية مقابل 12 مليار دولار. بدأت قاعدة العديد استضافة معدات عسكرية وأسلحة تكفى لواء أمريكيا واحدا، ثم زاد حجم المعدات لتصبح 30 مقاتلة حربية و4 طائرات نقل عسكرى، وكشف أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثان عن رغبته فى أن تضم القاعدة 10 آلاف جندى أمريكى بمعداتهم على أن تتحمل الدوحة تكاليف توسيع القاعدة فى عام 2001، ليتم استخدام تلك القوات فى غزو افغانستان.
وفى 2003، تم استخدام القاعدة بعد تحويلها لأكبر قاعدة أمريكية خارج الولايات المتحدة، حيث انتقل بموجبها مركز العمليات الجوية القتالية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط من قاعدة الأمير سلطان الجوية فى السعودية إلى العديد، وتم تزويدها بمخازن استراتيجية للأسلحة وذخائر أمريكية، حيث انطلقت منها غارات القوات الجوية الأمريكية وقوات التحالف لضرب أهدافها فى العراق، وبالإضافة إلى القوات الأمريكية، استعملت 40 مقاتلة أسترالية من طراز «إف 18» القاعدة، خلال مشاركتها فى الحرب على العراق بعد الغزو.
وتعتبر القاعدة مقرًا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية الأمريكية، التى تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية، وعددا من الدبابات ووحدات الدعم العسكرى وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، وتشتمل على أطول مدرج للطائرات فى العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من 100 مقاتلة على الأرض، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها بأنها أكبر مخزن استراتيجى للأسلحة الأمريكية فى المنطقة، كما استخدمتها القوات الجوية البريطانية، منذ عام 2001، كقاعدة لوجستية لقواتها فى حربى أفغانستان والعراق، وكنقطة تحويل وقاعدة نقل لقواتها الجوية حتى 2009، ومنذ 2014، يتم استخدام القاعدة كنقطة استخباراتية لجمع المعلومات ونقطة قيادة وسيطرة فى الحرب على «داعش» بالمنطقة.