حسام حسن.. «أنا مش جحا وماشربتش شاى بالياسمين»

فى يوليو عام 2016، كان حسام حسن، ابن محافظة القليوبية، حديث القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعى.
يومها وقف أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى ليبلغه أمام شباب البرنامج الرئاسى بأنه لم ينتخبه، فضحك الرئيس قائلًا له: «إزاى تعمل كده؟!»، وتركه يكمل حديثه عن البرنامج الذى لخصه فى جملتين «جرأة القرار وحيادية الاختيار».
رحلة «حسام» مع البرنامج الرئاسى بدأت بتشجيع من زميلة له، لكن الأمر لم يكن يشغل باله لأنه «أيامها كان من الشباب اللى مش عاجبه» على حد قوله، لكنه قرر التقديم ليمر بمراحل الاختبار حتى وصل إلى يوم المقابلة النهائية، الذى تزامن مع موعد رحلته إلى لندن لحضور مؤتمر يتعلق بدارسته الخاصة بالتربية الرياضية.
«يوم الإنترفيو خلصت وطلعت بشنطتى على المطار».. يقولها «حسام»، الذى يعمل معيدًا فى كلية التربية الرياضية بجامعة بنها، وتخرج فيها وهو الأول على دفعته فى 2007، وهو العام الذى انقطعت فيه علاقته بالحزب الوطنى «المنحل» بسبب المنحى الذى اتخذه نظام الرئيس الأسبق، محمد حسنى مبارك، إبّان فترة الاستفتاء.
قبل ثورة 25 يناير، انصب اهتمام «حسام» على العمل التطوعى بهدف محاربة الفقر والتركيز على التنمية خاصة فى قرى الصعيد، فتارة ينضم لحركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام، ثم يتوجه فى ما بعد إلى مؤسسة مصر الخير.
«أول واحد فى العيلة (العائلة) يكمل تعليم عالى وياخد ماجستير».. يتباهى «حسام» فى حديثه ل«المصرى اليوم»، لافتًا إلى أنه كان طوال دراسته «مجتهدًا» وتلقى دروسه داخل «فصول المتفوقين» لكن كما يقول: «شيلت نفسى ملحق عربى فى الثانوية العامة»، خوفًا من المجموع الكبير، الذى سيجعل والديه يصممان على التحاقه بكلية أخرى غير «التربية الرياضية»، التى كان يحلم بها.
فى 2011، اختار «حسام» التخصص فى علم الاجتماع الرياضى والتنمية المستدامة وعلاقتها بالرياضة، وكان الأول على دفعته فى هذا المجال خلال دراسته فى موناكو، وبعدها فى روسيا بحصوله على درجة الماجستير، لكنه لم يحصل على ترقية لدى جامعته، منذ 2013، لعدم معادلة الدرجة التى حصل عليها فى مصر.
وجد «حسام» ضالته فى البرنامج الرئاسى لتعلمه «حاجات جديدة» مثل الدراسات المتعلقة بالأمن القومى ك«حروب الجيل الرابع والخامس»، لكنه لم يقتنع ب«المبالغات» التى تحملها هذه المصطلحات، مع تأكيده على أهمية النقاش والمعارضة والاختلاف لكن «مش بالشتيمة».
يتذكر يوم حديثه مع السيسى الذى كان «أصعب» أيام حياته لإصابة والده ب«سرطان الكبد»، وقتها كان موعد الكشف الخاص بأبيه، ومن المستشفى إلى المنزل وصلت الأسرة فى تمام الرابعة والنصف، وهو وقت محاضرة البرنامج الرئاسى، تررد فى السفر من بنها للقاهرة لحضور المحاضرة، وبعد جدل مع نفسه عن عدم الذهاب قرر التحرك إلى مقر المحاضرات ليصل قبل حضور الرئيس ب45 دقيقة، ليدور النقاش بينهما، ويصبح كما يقول «حسام» أشبه بموقف عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، حين تحدث وهو طالب مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كما يرى من حوله.
ويقول: «خفت أرد على الإعلام، لأنه أنا مش بتاع حد، وأنا انتخبت حمدين صباحى لكن لم أكن فى حملته، وما شوفتش حوار أبوالفتوح إلا فى فيلم أيام السادات، وأنا مش بطل وده الطبيعى مواطن بيختار مرشح فى الانتخابات ويقول للرئيس.. إيه البطولة؟».
من بين الأطروحات التى قدمها وقت دارسته فى أكاديمية ناصر العسكرية، موضوع عن حقوق الإنسان وتصرفات الحكومة، التى تتحرك ك«رد فعل»، وتأتى دائما متأخرة.
يشيد «حسام» بالمشروعات القومية كتمهيد الطرق التى تنجز تحركاته كسفره الذى يستغرق ساعات من بنها إلى العاصمة، فضلًا عن إشادته بمشروع علاج المصريين من فيروس c، وبنك المعرفة، لكنه متخوف من مخالفات تبوير الأراضى الزراعية أو بناء كبارى والعمارات على الجانبين بالقرب منها.
انقطع «حسام» عن شبكات التواصل الاجتماعى وأى لقاءات عند وفاة والده لمدة 40 يومًا، لم يعد يشارك بالكتابة عبر حساباته الشخصية، فانتقده من حوله على صمته وأنه «شرب شاى بالياسمين»، فى البرنامج الرئاسى، فكان جوابه: «أنا مش جحا»، فى إشارة لقصة جحا وابنه مع الحمار وعدم رضا الناس بتصرفهما حال ركوب الحمار من عدمه.
يحلم «حسام» بأن يكون وزيرًا للشباب والرياضة، قائلًا: «إذا كان مديرى (المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة) قبل كده بقى وزير، يبقى ليه لأ؟»، مع حلم آخر بأن يكون مسؤولا ضمن الإدارات التابعة للأمم المتحدة عن الرياضة فى مصر.
يحاول «حسام»، المولود عام 1986، تطبيق ما درسه فى البرنامج الرئاسى على طلابه خلال محاضرات الجامعة، مع التأكيد على ضرورة التعلم باستمرار، لأنه كما يصف نفسه ب«طالب محترف» و«ما حدش كبير على العلم».
عن رؤيته لفترة السيسى فى الحكم، يقول: «الريس كان ناظر للأمر بشكل متفائل أكثر من اللازم، ولما بدأ ينفذ الأحلام اصطدم بواقع أكثر صعوبة، مع تغيرات فى المنطقة، وأعتقد أن السياسة مش حاجة جامدة»، فى إشارة من «حسام» عن تبدل مواقفه فى الحكم على ما يحدث حوله.
عام 2018، سينطلق السباق الرئاسى من جديد ويقول حسام: «اللى أعرفه إن الريس ما أعلنش خوض الانتخابات، وأنا سأختار الأفضل وفقا للبرنامج، ولو رأيت مرشح أفضل من الرئيس إيه المشكلة إنى أنتخبه، ومش عشان كنت فى البرنامج أختار الرئيس».