أم القنابل.. وسنينها!

العالم الآن ليس مشغولاً بصناعة التنمية، ولكنه مشغول بصناعة السلاح.. يتحدث عن أم القنابل وأب القنابل، والقدرة التدميرية، ووزنها وتجربتها فى البلاد الممزقة بالثورات أو بالحروب.. الجيش الأمريكى أعلن عن أم القنابل، التى تُعد أكبر سلاح غير نووى.. الجيش الروسى أيضاً أعلن عن أب القنابل، والتى تفوق الأولى فى التدمير.. نحن فى سباق لا يعنى أنها حرب باردة، بقدر ما يعنى تجارة سلاح!.
مقالات متعلقة
* «فبركة التحريات»!
* افرحوا فى العيد!
* بلاغ لمن يهمه الأمر!
فلا أتصور أننا فى مواجهة حرب عالمية ثالثة.. أستبعد هذا تماماً.. لكنها حيلة عالمية لإشاعة الخوف، فيسرع الجميع لامتلاك أسلحة دمار، فتعمل المصانع الأمريكية والروسية.. وللأسف تشتريها الدول التى ليس لديها جيوش ولا علاقة لها بالحروب أصلاً.. لكنها تدفع ثمن تشغيل مصانع السلاح.. هذه هى الحكاية كما أراها، وقد تكون خطأ.. وبالتالى فإن ترامب هو أكبر تاجر، كما أن بوتين تاجر أيضاً!.
فمنذ عشرات السنين، كتب المبدع الكبير إحسان عبدالقدوس قصة «يا عزيزى كلنا لصوص».. وإن كانت تنطبق بصورة من الصور على مَن يحكمون العالم، فإنه من الممكن أن تُعدل اسم الرواية إلى «يا عزيزى كلهم تجار».. ترامب أصبح تاجر سلاح، بعد أن كان تاجر عقارات.. بوتين أيضاً تاجر سلاح.. كلما التقى مسؤولاً من البلاد المنكوبة بالحروب، فاوضه على شراء «صفقة سلاح».. هذه حقيقة!.
وبمناسبة سباق التسلح، فإن أم القنابل هى أكبر سلاح تدميرى غير نووى لدى الولايات المتحدة، وقد استخدمها الجيش الأمريكى لأول مرة منذ أيام، شرقى أفغانستان، ثم سمعنا بعدها عن استنكار حامد كرزاى، من باب ذر الرماد فى العيون.. وأم القنابل هى قنبلة تزن أكثر من 10 آلاف و300 كجم، تم إلقاؤها على موقع لتنظيم «داعش» بولاية «ننجرهار»، يوم الخميس الماضى، حسب بيان البنتاجون!.
والمثير أن روسيا لم تسكت على إطلاق أم القنابل، ولكن وسائل إعلام روسية ردّت على «أم القنابل»، وقالت: «إذا كانت أمريكا قد ألقت (أم القنابل)، فإن روسيا تمتلك (أب القنابل) ذات القدرة التدميرية الهائلة أيضاً، والتى تفوق قدرة أم القنابل الأمريكية»، حسب المصادر الروسية.. وهى قنبلة تمتلك ميزات أقوى بكثير من أم القنابل.. كما قال الإعلام الروسى.. وهى قنبلة حرارية ذات موجات تفجيرية هائلة!.
ولا أستطيع أن أتعامل مع هذه الأمور باعتبارها صدفة.. إطلاق القنابل لا يحدث كأننا فى مولد النبى.. إنما بالتأكيد نوع من التسويق ورغبة فى إيجاد زبائن.. وكل فريق يمارس دَلَالَه السياسى والمعنوى.. لكن قبل كل هذا ينبغى أن تعرف أن القُطْر التفجيرى لأم القنابل يصل إلى حوالى 150 متراً، فيما يصل القُطْر التفجيرى ل«أب القنابل» إلى 300 متر.. وأنت وتقديرك وقدراتك ورغبتك فى امتلاك أى «قنبلة»!.
أنت الآن يا سيدى أمام «سوق القنابل».. وهى لا تختلف عن سوق الطائرات والسيارات والعقارات.. تقدر تختار.. عاوز تعمل تنمية فى بلدك، ولّا عاوز تعمل تسليح.. عاوز توفر فرص عمل، ولا تركن شوية قنابل للزمن.. عاوز تساعد مصانع السلاح فى أمريكا وروسيا، ولّا تفتح مصانع الغذاء والكساء فى بلادك!.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة