زوجة مدحت موسى ضحية التفجير: «رجعت بيه حتة لحمة حمرا»

بآيات من الإنجيل زينت أسرة المقدم مدحت موسى، بالقوات المسلحة على المعاش، ضحية حادث تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، بوابة منزلهم «كأنه كان حاسس انه هيموت شهيد، رايح إلى الموت برجليه بسرعة» تقول نبيلة فرج، أرملة موسى، فى أسى إنه «يوم حادث التفجير، نهرها زوجها لتأخيرها فى ارتداء ملابسها، لأنه كان يريد الذهاب إلى الكنيسة مبكراً، كان يحب الذهاب مبكراً إلى الصلاة».
«حرام عليكٍ الساعة الثامنة والثلث صباحاً، وأريد الجلوس فى الصفوف الأمامية»، تؤكد نبيلة، أن تلك العبارة قالها «موسى» لها بلوم شديد، لأنه «كان بيحب الصلاة فى الصف الأول إلى جوار الكرسى البابوى الذى جرى التفجير تجاهه».
وتتابع «نبيلة» ل«المصرى اليوم»، وهى تتلق العزاء فى مصيبتها: «لما وصلت الكنيسة رفقة زوجى وحبيبى، ابتسمت له عندما رأيته يقف فى الصف الأول، مكانه المفضل، لكن سرعان ما تحولت الابتسامة إلى صراخ وبكاء وعويل وحزن لا ينتهى ما حييت إلى يوم الدين، قد تحولت جثته إلى أشلاء، منهم لله الإرهابيين، ربنا يقدس روحك يا حبيبى».
تنتاب «نبيلة» حالة من الصراخ المتواصل: «أروح أصلى مع زوجى، أرجع به حتة لحمة حمرا مقطعة، أولادى يصبحون يتامى، أنا شخصياً لا أطيق طعماً للدنيا من بعده، لكن ربنا موجود».
كان مقدم القوات المسلحة على المعاش، يواجه الموت خلال عمله بالقوات المسلحة، تقول زوجته: «كان بيقوللى إنه كان يعانى فى الصحراء، وإنه خلال حرب أكتوبر كان يسير فوق برك الدماء والجماجم، كان يتمنى أن ينال الشهادة فى سبيل الله والوطن، وقد نالها»، تضيف الزوجة: «أنا ابنى موسى مات وعمره عامين وكان زوجى فى الجيش، لم يستطع حضور مراسم الجنازة والدفن، كان مخلصاً لوطنه لدرجة تقديمه عن أسرته».
«مريم» ربة منزل، ابنة ضحية حادث تفجير الكنيسة، تقول: «قبل نحو 10 أيام، قوات الشرطة عثرت على جسم غريب بجوار بوابة الكنيسة، وأكدوا أنه كان عبارة عن مقلمة مكتبية، وتلك كانت أكذوبة على ما يبدو، وبدلاً من أن ينتبه الأمن لما حدث، راح يزين البوابة الإلكترونية يوم الحادث عيدالسعف، ولم يفتش المترددين على الكنيسة، قبل العيد، كانوا يفتشون الحقائب التى بحوزتنا، حتى المياه كانوا يأمروننا بأن نشرب منها للتأكد من أنها آمنة، لمثل هذه الدرجة، كان الأمن فى حالة يقظة، ويوم الحادث كان هناك تراخيا».
تقاطع زوجة «موسى» حديث ابنتها، وتصرخ: «أنا عشت فى بيت زوجى أكتر من بيت أهلى الذى عشت فيه 19 سنة فقط، وأنا الآن وحيدة»، يحاول الجيران تهدئتها، فتقول أم سامح: «أقسم بالله كان بيعمل خير مع كل الناس، كان يصطحب زوجى منذ الصباح الباكر إلى المستشفى فى سيارته الملاكى، تقريباً كل يوم دون كلل لدرجة أننى كنت أقول له انت يا عم لا تنام أبداً، حيث كان يطرق بابنا أحياناً فى السادسة والسابعة صباحاً كان يخدم كل الناس، مسلم ومسيحى».
تقول «نبيلة»: «أنا أول مرة أعرف بكل الخير الذى كان يفعله زوجى بعد ما مات»، مضيفة: «أحياناً كان يقول لى عمل الخير يعطى الروح طاقة، ويجعلنى سعيداً، عندما كنت أقول له أهدئ من كثرة المشاوير».
تناشد زوجة المقدم مدحت، وزير الدفاع، أن يقف مع أسرتها، لأن بعدما مات زوجها لا تعرف كيف تدبر شؤونها، خصوصاً أن لديها ابناً يُدعى «عماد» خريج معهد نظم معلومات لم يحصل على وظيفة منذ عامين، كما أن كل مكافأة خدمة المعاش التى قبضها زوجها قبل إنهاء خدمته «تعتبر راحت هباءً»، لأنه اشترى شقة سكنية من مقاول نصب عليهم فى المبالغ التى دفعوها له، وأنهم رفعوا دعوى قضائية لإثبات حقهم، لا تزال متداولة فى المحاكم، وأن الشقة كان زوجها سيخصصها لزواج ابنه الكبير.