الحرب على الإرهاب والمساعدات الأمريكية.. توافق في الرؤى وارتباك في التطبيق (تقرير)

علقت صحف ومجلات أمريكية على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للولايات المتحدة، واعتبرت أن الزيارة ركزت على الجوانب الأمنية، ومحاربة الإرهاب بشكل أساسي، وقالت مجلة «نيوزويك» الأمريكية إن السيسي لديه أولويات رئيسية لهذه الزيارة، وهي: تأمين الدعم الأمريكي لمصالح مصر في مكافحة الإرهاب، والضغط على واشنطن لإدراج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، وتعزيز برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، وإبراز مصر كقوة إقليمية رائدة.
واستهل الرئيس السيسي حديثه، مع ترامب بالثناء على مساعي الرئيس الأمريكي في مكافحة الإرهاب والذي وصفه الرئيس السيسي ب«الفكر الشيطاني الخبيث»، في المقابل، أعلن ترامب منح دعمه الكامل إلى النظام المصري وتعهد بأن يعملا معا لقتال الفكر المتشدد.
وقالت مجلة «نيوزويك» الأمريكية إن الرؤية المصرية في محاربة الإرهاب كانت واضحة خلال اجتماع يضم 68 عضوا للتحالف العالمي لمكافحة «داعش» في واشنطن.
وشدد سامح شكري، وزير الخارجية، خلاله على جهود مصر لمكافحة الفكر المتطرف من خلال «المنابر الدينية المعتدلة». وترددت أصداء تلك الرؤية من خلال إشادة البيت الأبيض، في بيان، بجهود الرئيس السيسي لتشجيع «مفهوم أكثر اعتدالا للإسلام»، وأشار البيان إلى أن الإدارة الأمريكية «تشيد بجهود السيسي الشجاعة لنشر مفهوم معتدل للإسلام»، وان الرئيسين اتفقا على ضرورة «التركيز على الطبيعة السلمية للإسلام والمسلمين في العالم».
وذكرت المجلة أن مصر تقدم نفسها على أنها «الخطوط الأمامية للحرب العالمية ضد الإرهاب» والتطرف. وأضافت أن هذا السرد يعزز الخطابات المصرية المحيطة بالمساعدات العسكرية الأمريكية للقاهرة.
وأوضحت المجلة أن القاهرة بذلت جهودا لإظهار المساعدة العسكرية لمصر باعتبارها مفيدة للمصالح الأمريكية في المنطقة.
وبدورها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إنه «وفقا لمسؤولين غربيين في القاهرة، «هناك شيء واحد يريده السيسي، هو أن يعيد ترامب صفقة التمويل العسكري، التي علقتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2015، مما يسمح لمصر بأن تشتري، بنظام الائتمان، الدبابات والطائرات الحربية وغيرها المعدات العسكرية الكبيرة».
ونقلت الصحيفة عن خبراء أمريكيين قولهم إن اتفاق التمويل العسكري قد يرضي مقاولي الدفاع الأمريكيين، لكنه «يحبط الأهداف الأمريكية لمكافحة الإرهاب من خلال جعل مصر أقل احتمالا لتوجيه الموارد في أسلحة أصغر ملاءمة لمحاربة مقاتلي (داعش) في سيناء».
وقالت، عضو مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، إيمي هوثورن، للصحيفة «إذا كان ترامب مهتما فعلا بتجهيز المصريين لمحاربة الإسلام المتطرف، فإن منحهم المزيد من الدبابات لن يساعدنا على تحقيق أهدافنا».
وأشارت شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية إلى صعوبة تنفيذ ترامب مطلب السيسي نظرا لخطط تخفيض الميزانية، وقال، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن، روبرت ساتلوف، للشبكة «مصر تريد المساعدة، ولكن خزانتنا فارغة».
ونقلت «سي.إن.إن» عن مسؤول في إدارة ترامب، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن ترامب سيؤكد التزام الولايات المتحدة بأمن مصر وأمن الولايات المتحدة «ستحافظ على مستوى قوي وكاف من الدعم لمصر». وأشار المسؤول إلى أن التمويل العسكري الأمريكي الحالي لمصر يبلغ 1.3 مليار دولار سنويا، وقال: «هذا مبلغ كبير جدا».
وقال المسؤول «سنبحث مع مصر ما إذا كان التمويل النقدي أمر يحتاجونه أم لا، ولكنه أيضا سيكون في إطار مناقشات الموازنة الداخلية الجارية لذلك لا نستطيع أن نسبق أنفسنا في تخطيط الميزانية».
وفي المقابل، نقلت «نيويورك تايمز» وشبكة «سي.إن.إن» مخاوف من أن نهج السيسي القوي تجاه الإسلاميين، يمكن أن يغذي في نهاية المطاف آفاقا جديدة من التطرف التي يمكن أن تهب على الولايات المتحدة