أرسل الدكتور مصطفى راشد، أستاذ الشريعة الإسلامية، رسالة بعنوان «أنا علمانى» يقول فيها إن الحكم الديكتاتورى الفاسد زوّر كل شىء بما فى ذلك مفهوم «العلمانية» بكسر العين «حيث شوهوا صورتها ومعناها لعلمهم بحقيقة العلمانية التى تؤسس لأن يكون الحكم للشعب، وأن تسود الديمقراطية وحقوق الإنسان وحتى حقوق الحيوان، فوجدناهم يجّشون أذنابهم من أنصاف المثقفين ومدعى الدين ليفهموا الناس أن العلمانية رجس من عمل الشيطان وكفر والعياذ بالله، فى حين أن الدول العلمانية هى أفضل البلاد فى العالم حماية للمعتقدات والأديان». ويقول الدكتور راشد: «العلمانية، بفتح العين، تعنى الدنيا أو العالم المحسوس الدنيوى الأرضى الذى نعيش فيه، أى أن اهتمامها يركز على هذا العالم المرئى لتطويره واكتشاف قوانينه والسيطرة عليه من أجل صالح الفرد والمجتمع والإنسانية جمعاء، لأنه محل معاشها ولا سبيل للتعامل معه إلا بأدواته، وهذه الأدوات يلخصها لفظ العلمانية، بكسر العين، أى العلم كمنتج وفعل عقلى بشرى فى الواقع الحسى، حيث ثبت أن مجال الدين وعالمه لم يستطيعا أن يفعلا هذا فى الواقع لاختلاف منطقه عن منطق العالم الدنيوى، لأن منطقه كن فيكون، وهو غير المنطق فى عالمنا الدنيوى، لذلك كانت نتائج محاولة تطبيقه على الواقع الدنيوى سلبية، ولم يستطع أن يقدم لهذا الواقع حلولاً لمشاكله، بل زاد هذه المشاكل وعقدها، ودخلت الإنسانية حروباً دينية كانت هى الأعنف والأكثر دموية فى تاريخ البشرية». ويختتم أستاذ الشريعة رسالته قائلاً: «تعريف العلمانية عندنا هى مجموعة قواعد وقوانين نتاج وخلاصة المبادئ والأخلاق والضمير الإنسانى والحريات وكيفية حماية كرامة الإنسان، ومنها ما يعود للدين، ومنها ما يعود للعرف والتجربة على مدار آلاف السنين، وهى محاولة لوضع كل البشر على اختلاف معتقداتهم الكثيرة تحت دستور واحد لينبذوا الفرقة والتناحر والتقاتل ويعيش الجميع فى سلام وعدل ومساواة.. لذا أستطيع أن أقول بكل فخر وثقة فى رضا الرب.. أنا علمانى». وفى رسالة أخرى يقول الدكتور الطبيب أيمن ثروت: «لقد كنت محبوباً من الإخوان عندما اشتركت فى الثورة فى ميدان التحرير، ولا مانع عندى أن تكون لهم الأغلبية إذا كانت حقا أغلبية، ولكن عندما اشتركت فى الاستفتاء وجدتهم فى اللجنة يخونوننى، لأننى مسيحى وضد الإسلام». ويقول الدكتور أيمن: «لقد كنت دائماً ضد الهجرة، ولكنى الآن لا أستطيع أن أجادل زوجتى وبناتى فى ترك بلادى». لا يا عزيزى أيمن، لا تترك مصر أبداً حتى لا يتغير اسم ميدان التحرير إلى ميدان القهر.. إنها بلدك بأمر الله سبحانه وتعالى الذى خلقك فيها، وأن تهاجر منها لمجرد أنك مسيحى مخالفة لكل الشرائع السماوية والأرضية، وعودة إلى جاهلية ما قبل كل الأديان، هذه مصرنا وثقافتها خلاصة كل الثقافات من المصرية القديمة إلى الأوروبية مروراً باليونان والرومان والعرب.. على أرضها تكلم الله مع موسى، وإليها لجأ المسيح وأمه العذراء، ومن أقباطها تزوج محمد- عليه الصلاة والسلام- ومن يرفض الثقافة المصرية فمن حقه أن يذهب حيث الثقافة التى يقبلها، وليس من حقه أن يفرض على المصريين ثقافة غير ثقافتهم. [email protected]