أكد مسؤول إدارة الاتصال بالمكتب الصحفى لحلف شمال الأطلنطى «ناتو»، دانيال رييجو، أن الحلف دعم بشكل دائم مفاوضات جنيف المتعلقة بالأزمة السورية، وشدد على أنه لا بد من إيجاد حل سياسى لإنهاء الأزمة. وقال «رييجو» إن «ناتو»، كمؤسسة ليس لها دور وليست ضالعة فى سوريا لكن دول الحلف مشاركة فى التحالف الدولى الذى حقق نجاحات على الأرض فى حربه ضد تنظيم «داعش»، وجدد التأكيد على أن حل الأزمة السورية سياسى، وأن الحلف سيدعم جهود الأممالمتحدة فى هذا الشأن. وتطرق «رييجو» لسياسة الحلف الجديدة عقب قمة (وارسو) العام الماضى، التى تتركز على الردع والدفاع ثم نشر الاستقرار وراء منطقة الأوروأمريكية عبر الشراكات وتنفيذ أنشطة لتعزيز أمن قدرات مؤسسات شركاء حلف شمال الأطلنطى. وأشار، خلال كلمته فى ورشة عمل نظمها الحلف لعدد من الأكاديميين والدبلوماسيين السابقين والصحفيين المصريين حول استراتيجية «ناتو»، الراهنة فى التعاطى مع التحديات التى تواجه العالم ودول الإقليم، إلى القرارات الصادرة عن القمة التى تمثلت فى تعزيز الوجود العسكرى للحلف عبر نشر مجموعات عسكرية فى عدد من دول أوروبا الشرقية مثل استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، معتبراً أن هذه الإجراءات لإرسال رسالة واضحة بأنه حال الهجوم على أى دولة من دول الحلف، فإن الرد سيكون مشتركاً من جانب الدول الأعضاء فى الحلف. وأضاف «رييجو» أن عملية نشر القوات بدأت بالفعل وهناك طليعة وحدات بدأت الانتشار، موضحاً أن الأمر سيأخذ وقتا لكن من المتوقع أن تنتشر كل القوات وتفعل فى يونيو المقبل. ولفت إلى أن قرار القمة بالاستجابة لطلب رئيس وزراء العراق، الدكتور حيدر العبادى، ببدء تدريب وتعزيز قدرات قدرات قوات الأمن العراقية، بدأ من العام الحالى وتتركز فى 3 مجالات أولها التدريب على مكافحة العبوات الناسفة والدعم العسكرى المدنى بحيث يمكن لمؤسسة مدنية التفاعل مع نظيراتها العسكرية وإصلاح القطاع الأمنى وتقديم المساعدة والمشورة. وتابع: «هذه الأنشطة تجرى بناء على طلب بغداد وتتكامل مع الأطراف الأخرى ومنها الأممالمتحدة والتحالف الدولى، وموظفو الحلف فى العراق يتعاملون مع وزارات الدفاع والداخلية والاستخبارات العراقية، ويوجد 10 مستشارين عسكريين متواجدون بشكل دائم فى العراق، ومن المنتظر أن يصل العدد إلى 20 بناء على طلب العبادى». وأشار «رييجو» إلى قرار الحلف البدء فى استخدام طائرات (الايكواس) لدعم عمليات التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابى فى كلا من سورياوالعراق، موضحاً أن العمليات العسكرية التى تتم ضد داعش ليست تحت قيادة الحلف العسكرى وإنما التحالف الدولى، الذى يضم دول أعضاء فى حلف (الناتو) . وتابع أن الحلف اتخذ قرارات فى هذه القمة بدعم ما يمكن تسميته القدرة على التصدى المدنى للتهديدات التى تواجه الحلف والدول الشريكة فى شكل مساعدات يتم تقديمها بناء على طلب مقدم من الحكومات الوطنية فى تلك الدول. ونوه إلى إطلاق عملية عسكرية بحرية تحت عنوان «حارس البحار» فى منطقة البحر المتوسط لمكافحة الإرهاب وتعزيز القدرات، موضحاً أن العملية ستتعاون مع عملية أخرى يقودها الاتحاد الأوروبى يطلق عليها (ضوفيا)، مشيراً إلى أن قمة وارسو اتخذت قرارات مهمة هى تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبى وإقرار حزمة من المساعدات لأوكرانيا وتوسيع الدعم الملموس ل«جورجيا». وقال: «الحلف يمتلك قوات للتدخل السريع يبلغ عددها 40 ألف مقاتل كما أنشأ وحدات لدعم الدول الشريكة للحلف، وصدر قرار بِشأن إنشاء محطة أساسية للحلف فى إيطاليا وهى وحدة مركزية فى إطار القيادة المشتركة للناتو، بسبب التحديات التى تشهدها منطقة جنوب المتوسط وسيشارك فى الوحدة 100 خبير من الحلف وعملهم سيكون منصبا زيادة الوعى بالتحديات فى منطقة جنوب المتوسط». فى السياق نفسه، أكد مسؤولون بالحلف فى العاصمة البلجيكية «بروكسل»، أهمية مصر ودورها فى منطقة الشرق الأوسط، وكشفوا عن برنامج للتعاون بين القاهرة وحلف شمال الأطلنطى لإزالة الألغام من الساحل الشمالى، مشيرين إلى زيارة مرتقبة لوزير الخارجية، سامح شكرى للعاصمة البلجيكية، الاثنين المقبل، لإجراء مباحثات مع مسؤولى الحلف. وقال مسؤولو الحلف إن مصر انضمت لمبادرة شركاء الناتو فى المتوسط عام 1994، وتعد دولة مهمة فى المنطقة ولها موقع استراتيجى والحلف يعلق عليها آمالاً كبيرة، بفضل دورها فى المنطقة وفهم كافة التطورات التى تحدث. وكشفوا عن وجود برنامج للتعاون مع مصر فى منطقة الألغام فى البلاد لا سيما فى العلمين، مؤكدين تزويد مصر بأحدث المعدات لاكتشاف الألغام ونزعها، ووجود اتصالات ومشاورات بين مصر والحلف فيما يتعلق بقضية حظر أسلحة الدمار الشامل.