«البشير» يكرر الهجوم على مصر من الخليج: القاهرة تدعم «جوبا» بالسلاح

نفى الرئيس السودانى عمر البشير تورط الجيش المصرى فى الصراع الدائر بجنوب السودان، أو تنفيذ سلاح الجو المصرى أى هجمات على مواقع المعارضة فى مدينة كاكا، وولاية أعالى النيل، وغيرهما من المدن فى جنوب السودان، عكس ما زعمت المعارضة، مطلع فبراير الجارى، لكنه اتهم القاهرة بإمداد قوات رئيس جنوب السودان، سيلفا كير، بالأسلحة والذخائر، فى هجوم جديد بعد نحو أسبوعين من هجومه الأول، أثناء حواره مع قناة «العربية» السعودية.
وقال البشير، فى تصريحات لرؤساء تحرير صحف سودانية خلال زيارته الإمارات، التى انتهت الأربعاء، ونشرتها صحيفة «سودان تريبيون» السودانية، الخميس، إن هناك معلومات استخباراتية تفيد بأن الحكومة المصرية تدعم حكومة جوبا بالأسلحة، مشيراً إلى زيارة سيلفا كير القاهرة ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسى وعدداً من المسؤولين، وهى الزيارة التى قال مسؤولون فى جوبا إن هدفها شكر مصر على دعمها الدبلوماسى لحكومة جوبا فى مجلس الأمن.
وأعلن البشير استمرار الحوار مع الإدارة الأمريكية، وصولاً لتطبيع العلاقات بين البلدين بشكل كامل، ورفع واشنطن العقوبات على السودان، موضحًا أن حكومته حريصة على إنجاح ذلك، وأحرزت تقدما ملموسًا فى كافة الملفات الثنائية، مشيراً إلى أن المسؤولين الأمريكيين توصلوا لقناعات بأن السودان لا تهدد المصالح الأمريكية، وأن قرار رفع العقوبات الاقتصادية تم بالتوافق بين الإدارتين السابقة والحالية، مضيفاً أن هذه العقوبات قانونياً يفترض أن ترفع فى يوليو المقبل.
وأضاف البشير: «نحن نفكر فيما تبقى من ملفات وعلى رأسها إزالة اسم السودان من لائحة الإرهاب»، مشيرًا إلى أن «الاستخبارات المركزية الأمريكية قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 رفعت تقريرها بأن السودان لا تدعم الإرهاب».
وعلق هانى رسلان، رئيس قطاع دراسات السودان بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، على تصريحات البشير، بقوله إنه يستغل الخلاف بين مصر والسعودية فى الفترة الأخيرة لمحاولة التقرب إلى الرياض، خاصة أنه شعر بالقوة بعد حصوله على مساعدات خليجية، بعد مشاركة بلاده فى التحالف السعودى المشارك فى الحرب على الحوثيين باليمن، مشيراً إلى أن جنوب السودان تمثل أهمية استراتيجية للأمن المصرى، وأن وجود انقسام داخلى فى جوبا يؤثر بالطبع على الأمن القومى المصرى والمنطقة كلها.
وقال السفير محمد الشاذلى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر أكدت مراراً وتكراراً على أنها لا تتدخل فى شؤون أى دولة أخرى، وأن القاهرة اعتادت مثل هذه التصريحات رغم تكرار نفيها.
وقال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر نفت فى الآونة الأخيرة هذه التصريحات، معتبراً أن البشير يسعى للمناورة فى الساحتين الإقليمية والعربية على حساب العلاقات المصرية- السودانية، ليحقق مكاسب تكتيكية وكسب ود الدول التى تحظى بعلاقات غير جيدة مع مصر.