«الديمقراطية تموت فى الظلام».. عبارة حدثت بها صحيفة «واشنطن بوست» رسالتها الافتتاحية على موقعها الإخبارى، ردًا على هجوم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على «الصحافة الليبرالية غير الأمينة»، حسب توصيفه لها. وبثت الصحيفة العبارة فى بداية الأمر لمتابعيها عبر حسابها على تطبيق «سناب شات»، الجمعة، قبل أن تضيفها إلى الموقع الليلة الماضية، كما تعتزم مواصلة استخدام مثل الشعارات فى الفترة المقبلة، حسبما صرحت كريس كوراتى، المتحدثة باسم الصحيفة. واتسعت هوة الخلاف بين ترامب والصحافة الأمريكية منذ توليه الرئاسة، ففى مؤتمره الصحفى الأول هاجم شبكة «CNN» وموقع «Buzzfeed» بعد نشرهما تقريرًا تضمن معلومات استخباراتية «غير مؤكدة تمامًا» عن «ابتزاز» روسيا لترامب بسبب امتلاكها معلومات عن فضيحة جنسية له. وحينها رفض الإجابة على تساؤلات مراسلى المؤسستين ووصفهما بأنهما يبثان أخبارًا «وهمية وزائفة». وخلال 33 يومًا من بداية ولايته، أحصت «واشنطن بوست» 132 خطأ تضمن معلومات مُضللة أطلقها ترامب وإدارته، ومثلها، وضعت صحيفة «نيويورك تايمز» بانر على صدر موقعها الإلكترونى مصحوبًا بعبارة «ليس للحقيقة بديل»، اعتراضًا على تصريحات ترامب. وعلى ذات الوتيرة، علق الكاتب الصحفى كارل برنستين، الحائز على جائزة بوليتزر عن سبقه الصحفى ل«فضيحة ووترجيت»، التى أدت إلى استقالة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون، قائلا فى تغريدة على «تويتر»: «دائمًا الأكاذيب الرئاسية أخطر عدو للناس، مهاجمة الصحافة من قبل ترامب أكثر خيانة من فضيحة نيكسون». وفى غضون ذلك، استقال ميلو يانوبولوس، وهو أحد كبار محررى موقع «بريتبارت» الإخبارى الداعم الرئيسى لترامب، من عمله، بعد تسريب فيديو له دافع فيه عن العلاقات الجنسية بين الأولاد الصغار والرجال الكبار. وجاء الهجوم الأخير لترامب بعد معلومات نشرتها صحيفتا «واشنطن بوست ونيويورك تايمز» عن أن مايكل فلين، مستشار الأمن القومى المُستقيل، أجرى محادثات مع السفير الروسى فى ديسمبر الماضى، ونصحه بعدم إبداء أى رد فعل على العقوبات التى كانت إدارة باراك أوباما تنوى اتخاذها ضد موسكو بسبب تدخلها فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
