منذ طفولته وهو يضع حلمه أمامه هدفا، متشبثاً به، عاش سنين صباه بين أدوات النحت والألوان، يدرب أنامله الناعمة على نحت كل ما يقع تحت يده، تارة ينجح وتارة يفشل، حتى تحولت يده الناعمة إلى جروح، إثر محاولات النحت، ليشب ويحقق حلمه، ويشتهر بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى بمهارته المميزة، وهى «النحت على أي مادة خام تصادفه». «باحب الفن من وانا طفل، وكان هدفى ادخل فنون جميلة، ورغم انى جبت مجموع عالى في الثانوية العامة، وكان ممكن ادخل هندسة، لكن فضلت ورا حلم الطفولة». مينا رمسيس، 29 عاماً، خريج الفنون الجميلة، يعمل في مجال السياحة بالديكور والتصميمات والنحت، عشق الفن بصفة عامة وبرع به، والنحت بصفة خاصة، فكان منذ طفولته يرسم على كل ما يقابله، وبعد دخوله كلية الفنون، تعلم فن النحت، فكان يأخذ أي مادة خام، سواء مألوف النحت عليها أم لا، ويظل بالساعات أمامها، يجرب ويجرح نفسه، ليخرج منها في النهاية بلوحة فنية تبهر الأعين. لم تقف أمام «مينا» أي مادة كعقبة، فاستطاع أن يحول «قرع العسل» والبطيخ إلى شخصيات مجسدة، في الوهلة الأولى تظنها تمثالا حقيقيا، بجانب نحته على باقى أنواع الفاكهة، والورق، والخشب، والملابس، والفوم: «بقالى 7 سنين وأنا في مجال النحت، قبل الكلية كنت هاوى، وبعد الكلية بقى فيه تخصص أكتر، وحبيت النحت أكتر، لكن كانوا بيعلمونا أسس بدائية وتقليدية، بعدها بدأت أجرب على خامات كتير، وبقيت بانحت على أي حاجة بتقابلنى، وأنشر أعمالى على صفحات فيسبوك». سافر «مينا» ليجرب حظه في الخارج مثل باقى الشباب، وبدأ في عرض أعماله هناك، ولكن لم يستطع إكمال رحلته: «سافرت روسيا من سنتين، لكن ماقدرتش أكمل هناك، لأن الظروف صعبة، ورجعت تانى اشتغل هنا.. مش فارق معايا اشتغل في أي مجال، المهم يكون متعلق بالفن اللى مش ناوى أبعد عنه». ويضيف «مينا»: «باخلَّص شغلى في ورشة الفندق اللى باشتغل فيه سواء أعمال الفندق أو الطلبات الخارجية اللى بتطِّلب منى، لكن حلمى طبعاً أفتح معرض، لكن الحال في البلد مش ماشى حاليا».
